التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية والتي هي واحدة من أساليب النضال السلمي السياسي المعاصر من أجل الحرية والديمقراطية والتي تقوم بها المقاومة الايرانية منذ أکثر من عقدين، أثبتت قوة دورها وتأثيرها على النظام الذي طالما حاول تجاهلها والاستهانة بها من دون جدوى، ذلك إن المقاومة الايرانية التي قطعت مشوار أکثر من أربعة عقود في تصديها وصراعها المرير ضد هذا النظام وصارت لها خبرة وممارسة واسعة في انتقاء أفضل الاساليب واقواها تأثيرا على طهران، قد إختارت هذا الاسلوب الذي تقوم خلاله بالتحشيد ضد هذا النظام على الاصعدة الايرانية والعربية والاسلامية والدولية على حد سواء ضد ولاريب من إن المقاومة الايرانية قد تمکنت من تحقيق الکثير من النجاح وإستطاعت ليس إحراج النظام فقط وانما وضعه في مواقف لايحسد عليه إطلاقا حتى وصل به الحال أن يشکو منها علب أعلى المستويات السياسية.
شعات إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي هي شعار مرکزي للمقاومة الايرانية، أثبتت الاحداث والتطورات من إن هذا الشعار هو بالفعل الطريق والسبيل الوحيد لإيجاد حل جذري حاسم وحازم لکافة الاوضاع السلبية الناجمة عن نهج وسياسة هذا النظام، وإن تأکيد الشعب الايراني خلال إنتفاضة 16 سبتمبر2022، على قضية إسقاط النظام ورفض الدکتاتورية بردائيها الديني والملکي، يدل على مستوى الوعي السياسي الايراني بأن بقاء هذا النظام مضر على مختلف الاصعدة وإن إسقاطه هو السبيل والخيار الافضل کما إنه يدل أيضا على حقيقة عدم جدوى کافة الطرق والسبل الاخرى للتصدي لهذا النظام، ذلك إن المجتمع الدولي قد جرب سياسة المحادثات وسياسة الاحتواء والمهادنة والمسايرة لکن کل ذلك ليس لم يحقق أية فائدة تترجى منه فقط بل وحتى کانت أيضا في صالح النظام، ومن هنا، فإن الاصرار الملفت للنظر للمقاومة الايرانية على مسألة إسقاط النظام وإعتباره الحل الوحيد للمعضلة الايرانية والتي يجري التأکيد عليها في التجمعات السنوية بصورة أساسية، لم تأت إعتباطا وانما هي نتيجة رٶية وفهم عميق لطبيعة هذا النظام وکيفية التعاطي معه، وهذا هو سر خوف النظام من هذه التجمعات ودعوته لبلدان العالم لعدم المشارکة فيها وعدم السماح بعقدها.