في هذا الانتفاضة، التي لعبت وتلعب فيها وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، دورا رياديا إعترف بها النظام لأکثر من مرة وحتى إن التناغم والتعاون والتنسيق بين الشعب الايراني وبين هذه الوحدات، قد جعلت النظام يعلم بأن کل ماقد قام به من أجل وضع مسافة بين الشعب وبين مجاهدي خلق ووضع حد للعلاقة الوطيدة بينهما قد باءت بالفشل الذريع وهذا الامر بحد ذاته يعيد للأذهان الثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه، حيث کان للتعاون والتنسيق بين المنظمة وبين الشعب الايراني دورا فعلا في إسقاط النظام، وإن هذا السيناريو يتکرر الان ضد نظام ولاية الفقيه.
في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، أعلن الشعب الايراني عن رفضه الکامل لنظام ولاية الفقيه المبني على أساس نظرية دينية متطرفة وإجبار الشعب وبشکل خاص شريحة النساء على الالتزام بتقاليد وأنظمة وقوانين صارمة تسلبهن ليس حقوقهن المشروعة فقط وانما تهين کرامتهن وإعتبارهن الانساني، خصوصا وإن الشعب الايراني قد هب بعد قيام النظام بقتل مهسا أميني والشعب الايراني بذلك أعلن وبشکل صريح قبوله بمبدأ فصل الدين عن السياسة والذي رفعته منظمة مجاهدي خلق وجعلت منه احدى شعاراتها الرئيسية لإيران مابعد هذا النظام.
في هذه الإنتفاضة، أکد الشعب الايراني و بقوة على رفضه تدخلات النظام في بلدان المنطقة والمغامرة والمجازفة هناك على حسابه وحساب مستقبل أجياله ودعت الى إنهاء ذلك فورا وعدم إهدار الثروات الوطنية الايراني على أمور تضر مکانة وسمعة إيران الدولية، وهي بذلك تتفق تماما مع دعوات منظمة مجاهدي خلق المتکررة بهذا الصدد من أجل إنهاء التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة وإعتبارها هروبا للأمام على حساب الشعب الايراني.
في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، طالب الشعب الايراني بالحرية وحقوقه الانسانية الاخرى التي سلبها هذا النظام بفعل الطابع الديني له، وهو بذلك يؤکد للعالم وبمنتهى الشفافية إن هذا النظام معاد لمبادئ حقوق الانسان وينتهکها بصورة سافرة وهو غير جدير أبدا بمراعاتها، وهو نفس موقف منظمة مجاهدي خلق من هذه المسألة وهو مايستدعي من المجتمع الدولي أن يأخذ هذه المسألة بشکل خاص بنظر الاعتبار لأهميتها وحساسيتها خصوصا عند إصدار قرارات تتعلق بحقوق الانسان في إيران والعمل على جعل تلك القرارات فعالة وذات تأثير فاعل على النظام.