ماقد أعرب عنه العضو السابق في مجلس ادارة بلدية طهران ميرلوحي عن مخاوف من التطورات اللاحقة لاقالة زير التجارة والصناعة والمناجم فاطمي أمين بعد استجوابه في مجلس الشورى، وتحذيره من خطر اندلاع انتفاضة جديدة، وتشديده على ان المجتمع لا ينتظر نتائج خطط حكومة ابراهيم رئيسي. يعتبر غيض من فيض المخاوف المعلنة من داخل النظام بشأن المستقبل المظلم الذي ينتظره.
الخوف من إستمرار مشاعر رفض وکراهية النظام ومواصلة التحرکات الاحتجاجية ضده وإحتمال أن تتطور الى إنتفاضة بل وحتى الى ثورة تطيح بالنظام، عبرت عنه صحيفة”فرهيختكان”، الناطقة بإسم علي أکبر ولايتي، مستشار خامنئي، والصادرة في الثاني من الشهر الجاري، عندما کتبت موضوعا تحت عنوان” الانقسامات والفوالق في المجتمع، لم يتم الرد عليها”، وتضمنت تصريحات خبير حکومي، حول أزمات النظام المستعصية وخطورة أن تٶدي الى إضطرابات تنتهي بثورة ضد النظام.
الصحيفة أشارت الى حرکة الرفض المتأصلة داخل الشعب الايراني والمخاوف من آثارها وتداعياتها على النظام، وإعترفت بأنه:” عندما تتحول القضية من حركة إلى تمرد، في هذه المرحلة تظهر قضية الانهيار أيضا من داخلها، ويمكن للثورة أيضا أن تنبثق من داخلها. هذه هي لاقضية التي نواجهها اليوم.”، وأضافت”وإذا استمر الوضع، قد ينتشر التمرد على نطاق واسع النطاق وتنشأ الثورة”، وهذا يعني بأن الانتفاضات المندلعة بشکل خاص منذ أواخر عام 2017، وحتى إنتفاضة 16 سبتمبر2022، هي حرکة سياسية ـ فکرية ـ إجتماعية عامة تسير بإتجاه هدف محدد وهو تغيير النظام جذريا. وهذا ماتعترف به الصحيفة بقولها:” اليوم، نحن في الأساس نواجه مجتمعا متمردا، وهذا أمر خطير للغاية، وهناك حاجة إلى مراجعة جوهرية في النظام السياسي والثقافي والاجتماعي لإيران.”.
المثير للسخرية والتهکم، إن الصحيفة المذکورة وهي تعترف بوخامة الاوضاع وعجز النظام عن التصدي لها، فإنها تطرح حلا يمکننا وصفه بحل بوهيمي بقولها:” الطريقة الوحيدة هي أن يتراجع النظام السياسي وتنشط الطبقة الوسطى وأن تأتي نخب البلد إلى الميدان وتعالج المشاكل.”، ولاندري عن أي تراجع تتحدث الصحيفة وعن أية طبقة وسطى وعن أية نخب؟! إذ أن النظام يواجه حالة من النکسار والاندحار والفشل أما الطبقة الوسطة فإنها وبسبب من نهج النظام فإن هذه الطبقة قد تضائلت الى أبعد حد خصوصا وإن أکثر من 80% من الشعب صاروا يعيشون تحت خط الفقر، الى جانب إن نخب البلاد قد فرت معظمها من إيران!