أموال طائلة، وهبات كثيرة، وفساد مستشري، هكذا هو حال المحافظة العراقية الأكبر، والتي امتدت ايادي السراق لثرواتها بعد قلع جذور الارهاب منها
محافظة نينوى عانت كثيراً خلال أكثر من أربع سنوات من بطش عصابات داعش الإرهابية، والتي أدت بحياة الملايين من المواطنين العزل والقوات الأمنية، الا انها استبشرت خيراً وتأملت بالأفضل بعد القضاء على المجاميع الإرهابية.
الهبات المالية الكبيرة التي خُصصت للمحافظة، من المنظمات الدولية والبلدان، فضلاً عن تخصيصات الحكومة الاتحادية، لم تنعكس ولا باي صورة على اعمار المحافظة وارجاع الخدمات ولو بنسبة قليلة.
واخذ رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، على عاتقه زيارة أم ربيعين وبجعبته ملفات “لاتعد ولا تحصى”، وهو ما حصل فعلاً، الا أنه تفاجئ بواقع المحافظة.
ووصل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، الى محافظة نينوى للاطلاع على سير اعمار المحافظة وواقعها الخدمي والمعيشي.
مجلس النواب السابق، قصي الشبكي، وصف، زيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الى نينوى، بـ”المهمة”، فيما وجه طلباً للسوداني بشأن الأقليات.
ويذكر الشبكي في حديث لـ / المعلومة /، أن “زيارة السوداني، الى محافظة نينوى، أتت بوقت مهم وخصوصا نحن مقبلون على تمرير مشروع قانون الموازنة المالية من قبل البرلمان الحالي”.
ويردف عضو مجلس النواب السابق، أن “محافظة نينوى معقدة من الناحية السياسية والإدارية والأمنية؛ نتيجة تواجد جميع الأحزاب العراقية السياسية”، لافتا الى أن “الأقليات هم مظلومية في المحافظة”.
بدوره، كشف عضو مجلس النواب السابق عن محافظة نينوى، مختار الموسوي، وجود شبكة كبيرة برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مسؤولة عن سرقات أموال المحافظة، فيما وجه اتهاماً لصباح مشتت بشأن منحة الـ800 مليار دينار.
ويقول الموسوي في حديث إن “الأموال التي دخلت لنينوى تكفي لبناء محافظتين بحجمها”، معتبرا “السرقات المالية موجودة على قدم وساق وتتم تغطيتها من قبل مسؤولي المحافظة”.
ويلفت الى، أن “المنظمات الأجنبية منحت المحافظة مبالغ أكبر من تخصيصات الدولة”، مؤكداً أن “فساد نينوى أكثر من بقية المحافظات لان دخلهم المالي أقل من نينوى”.
ويؤكد النائب السابق، أن “هناك مجموعة مسيطرة على مقدرات المحافظة التي تستحوذ بقوة على الأموال الداخلة من أجل اعمارها لاسيما مدينة الموصل بدءا من نواب إقليم كردستان والمسؤولين السياسيين في الانبار والمتمثل برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وخميس الخنجر واحمد ابو مازن من صلاح الدين”.
ويبين الموسوي، أن “هذه الشبكة تستحوذ على مقدرات المحافظة بشكل تام، ويقومون بتحريك الجهات المسؤولة في نينوى كجنود الشطرنج لاسيما ما يخص الوظائف والدرجات الخاصة”.
وبشأن شقيق رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، فقد أكد، أن “مدير اللجنة المكلفة باعمار محافظة نينوى برئاسة صباح المشتت، استولى على منحة الحكومة المالية والتي تبلغ 800 مليار دينار بعد تعيينه من قبل شقيقه الكاظمي (المجرم)”بحسب وصفه.
بدوره، وجه حزب متحدون السياسي عن محافظة نينوى، اليوم السبت، تساؤلاً يخص حجم الاعمار في المحافظة مقارنة بالأموال المخصصة لها، وفيما أكد وجود مشاريع “عبثية”.
ويؤكد القيادي بالحزب، خالد الدوبني، في حديث لوكالة / المعلومة /، أن “هناك مشاريع انُجزت في محافظة نينوى، لكن هذه المشاريع والحملات سواء كانت منجزة أم لا، مقارنةً بحجم المبالغ المالية المصروفة من قبل الحكومة الاتحادية للمحافظة طيلة السنوات السبع الماضية هل تقارن بحجمها؟”.
ويضيف، أن “المحافظة خُصصت لها اموالاً ليس فقط من قبل المركز بل منح عديدة من الدول بالإضافة الى صندوق الاعمار وكذلك قانون الامن الغذائي”، لافتا الى أن “هناك مشاريع عبثية وخلل في أسس إعادة اعمار المحافظة”.
ويوضح القيادي بحزب متحدون، أن “هناك الكثير من مشاريع البنى التحتية كالماء والكهرباء والمدارس تم إنجازها من قبل منظمات دولية كالأمم المتحدة”، مكرراً تساؤله “هذه المبالغ الضخمة هل توازي المشاريع الموجودة في الموصل تحديداً؟”.
ويتابع حديثه، قائلاً: ” هل يعقل وبعد مرور 7 سنوات من عمليات التحرير، يتم وضع حجر الأساس لمستشفى أبن سيناء”، مستدركاً بالقول: “كان هناك مجمع مستشفيات في الموصل يغطي 40% من حاجات المواطنين قبل 2014، وتم وضع الحجر الأساس لهذا المجموع الضخم، يوم امس!”.
مسألة اعمار الموصل مازالت تشكل أزمة كبيرة بالمحافظة، ولاسيما أن الدمار الذي طال المدينة 100%، باعتبار السبب الرئيسي لتأخير اعمار المحافظة هو صراع القوى السياسية المتنفذة على المحافظة للاستحواذ على المشاريع لأجل سرقة أموالها المخصصة.
