الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeاخبار عامةالحكومة في "حرج".. "التنف" يكشف أوراق أمريكا والفصائل المسلحة

الحكومة في “حرج”.. “التنف” يكشف أوراق أمريكا والفصائل المسلحة

الحكومة في "حرج".. "التنف" يكشف أوراق أمريكا والفصائل المسلحة

مرحلة جديدة تحاول أمريكا البدء بها لتقوية سيطرتها في المنطقة، عبر دعم القوات المرتبطة بها وزجها في “التنف” الحدودية بين العراق وسوريا والأردن، وفيما عزا مراقبون هذا التوجه إلى التنافس بين واشنطن من جهة وموسكو وبكين من جهة أخرى على المنطقة العربية وخاصة العراق، أشاروا أيضا إلى أن الخطة الجديدة والهادفة إلى تقييد حركة الجماعات المدعومة من إيران في هذا المثلث الحدودي، ربما ستوقع الحكومة العراقية بـ”حرج”، نظرا لوجود فصائل عراقية فيها، بعد أن أكدوا أن المرحلة المقبلة ستكون اختبار صعب للحكومة، بمسألة اختيارها لأي من المحاور الدولية المتنازعة حاليا.

 

ويقول المحلل السياسي غالب الدعمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الخطة الأمريكية الجديدة، تبدو أن واشنطن تسعى من خلالها لإعادة السيطرة على العراق كليا، فهي لم تأتي الى الشرق الاوسط وتدخل العراق لتعطيه بعدها الى روسيا والصين، فكل ما يحدث من حروب ونزاعات بالشرق الاوسط هي من أجل إخضاع البلد للسيطرة وعدم السماح للصين من الدخول للعراق والمنطقة بشكل عام”.

ويضيف الدعمي، أن “التغييرات الأخيرة هي بداية الاستعداد لمرحلة جديدة قد يكون عنوانها سيطرة أمريكية، وإذا أمريكا أرادت ذلك فلا توجد إمكانية لأي جهة أن تقاومها أو توقفها”، متابعا أن “المرحلة المقبلة، ستكون محرجة للحكومة العراقية، إذ ستقع بين تأييد ما تقوم به واشنطن وبين معارضتها لموقف الفصائل المسلحة، أو العكس معارضتها لواشنطن وتأييدها للفصائل، وبالحالتين فإن موقفها صعب جدا”.

ويوضح أن “الحكومة الحكومة العراقية غير معترض عليها من الولايات المتحدة الاميركية ولا يمكن القول بأنها مدعومة أيضا، لكن فأن الموقف العراقي المقبل هو الذي ستبني الولايات المتحدة الاميركية عليه وجهة نظرها، سواء استمرار تأييدها للحكومة العراقية من عدمه، أي أن واشنطن ستخضع الحكومة إلى التجربة، فأن نجحت وابتعدت عن إيران وروسيا، فستحظى بدعم أمريكي كبير، وعلى العكس، فستكون هناك مطبات أمام حكومة السوداني”.

وكانت وكالة الأناضول التركية، كشفت يوم أمس، عن اتخاذ الجيش الأمريكي خطوات جديدة للتنسيق على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، ضد “المقاتلين الأجانب” المدعومين من إيران، الموجودين قرب هذه المنطقة، والذين يعملون بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك عبر التنسيق بين “قوات الصناديد” العاملة تحت مظلة “قوات سوريا الديمقراطية”، على طول الحدود العراقية الأردنية، وفصيل “جيش سوريا الحرة”.

ومما كشفته الوكالة، أن وفداً رفيعاً من الجيش الأمريكي، التقى أمس الأول الجمعة، مع بندر حميدي الدهام، قائد “قوات الصناديد”، في منطقة اليعربية بمحافظة الحسكة شرقي سوريا، واستمر نحو ساعة ونصف الساعة، وطلب الوفد من القوة أن تتحرك بالتنسيق مع “جيش سوريا الحرة”، في منطقة التنف.

يذكر أن القوات الأمريكية شكّلت، في العام 2021، قوة حدودية مكونة من آلاف العناصر تحت اسم “قوات الصناديد”، ونشرتها على خط الحسكة، في حين تعمل فصائل من “الجيش السوري الحر” المعارِضة للأسد، بدعم من الولايات المتحدة في منطقة التنف الحدودية مع الأردن، وتتلقى هذه الفصائل دعماً بالأسلحة والتدريب من القوات الأمريكية.

إلى ذلك، يؤكد الخبير الأمني العميد المتقاعد عدنان الكناني، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “منطقة التنف السورية وما يقابلها في الداخل العراقي، فيها قواعد أمريكية وهي التنف وفي المقابل قاعدة عين الاسد، وبالتالي هاتين القاعدتين المتوازيتين أحدها في الجانب السوري والاخرى بالعراقي، لذا فأن الوجود الامريكي واضح فيها، وعليه هنا الحديث عن تعزيز تواجدها”.

ويلفت الكناني، إلى أنه “على ما يبدو هناك عمليات عسكرية على الأبواب، وأمريكا تشعر أن نفوذها في العالم بدأ يتقوض، لذا تريد اختلاق أزمة دولية وتحاول جر العالم الى حرب عالمية ثالثة، بعد ان كانت تريد من الحرب الروسية الأوكرانية حرب استنزاف لروسيا وانهاكها، لكن أظهرت نتائج عكسية”.

ويتابع أن “أطراف هذه الحرب هي الصين وإيران وروسيا وبالمقابل حلف الشمال الأطلسي، وهنا أمريكا لن يهمها من يخسر أو ينتصر، لكنها ستبقى بجانب المتفرج وتغذي الحرب لتطول أكثر وتصبح استنزافية، لكي تستعيد هي قوتها على العالم”.

وفيما يخص العراق، يوضح الكناني، أن “العلاقة بين الحكومة والإطار التنسيقي وواشنطن، ستبقى طيبة ما دام الحكم بيد جهة كانت تدعي المقاومة، كما لن تحدث أي صادمات جديدة لأن الإطار ليس من مصلحته إحداث مشاكل أخرى، وأطرافه تريد إبقاء الوضع هادئا، فالمصالح هي من توحد الجهات المتخاصمة، أي أنه لا يوجد عدو دائم ولا حليف دائم”.

جدير بالذكر، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت في آذار مارس الماضي، أن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية في سوريا، استهدفت جماعات متحالفة مع إيران، تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر إضافة لإصابة خمسة جنود أمريكيين.

وتشهد هذه المنطقة الحدودية، تواجد لفصائل عراقية مدعومة إيرانيا، ودائما ما تعلن عن تلقيها ضربات أمريكية، بمقابل استهدافها للقوات الأمريكية في هذا المثلث الحدودي، وسبق وإن أوقعت هذه الجماعات الحكومة العراقية بحرج كبير، وخاصة في عهد رئيس الحكومة حيدر العبادي، حيث أكدت الحكومة آنذاك أن وجودها داخل الأراضي السورية غير رسمي.

يذكر أن العراق وفي شباط فبراير الماضي، صوت على قرار الأمم المتحدة القاضي بانسحاب روسيا من أوكرانيا، ووصف هذا التوجه في حينها بأن بغداد أصبحت جزءا من “المحور الأمريكي- الأوروبي”، لاسيما وأن حلفاء روسيا امتنعوا أو صوتوا ضد القرار، وعدت بأنها خطوة الخطوة “براغماتية”، أساسها البحث عن مصلحة البلاد.

ويرتبط العراق بعلاقة متينة مع إيران والصين وروسيا، وكان يعد جزءا من هذا المحور، الذي يعارض السياسة الأمريكية، لكن وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، تطورت العلاقة بين بغداد وواشنطن، وحظيت هذه الحكومة بدعم أمريكي كبير، وكانت “العالم الجديد”، سلطت الضوء عبر سلسلة تقارير على التحول بموقف القوى العراقية المقربة من إيران، وتوجهها نحو أمريكا.

من جانبه، يؤكد المحلل السياسي راجي نصير، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك جملة أسباب قد تتحكم في موضوع تعزيز الوجود الأمريكي في منطقة التنف، منها التوتر مع روسيا، على اعتبار أن سوريا أصبحت منطقة صراع بين القوات الروسية والأمريكية خاصة على مستوى القوات الجوية”.

ويشير إلى أن “هذا الانتشار هو لمنع التقارب بين سوريا وتركيا أيضا، وسوريا والعراق، وربما تسعى واشنطن لتأزيم المنطقة من أجل تحقيق رغباتها وحماية مصالحها، خاصة وان المنطقة فيها إنتاج نفطي غزير”، مضيفا أن “هذه الخطوة قد تكون أيضا لحماية الأمن الإسرائيلي والحد من الهجمات على القوات الامريكية، وهذا فضلا عن التوتر على الجبهة اللبنانية وغزة، بالتالي تقوية الوجود الأمريكي بالتنف ربما يقطع الامدادات المحتملة بين إيران وحزب الله عبر سوريا وتحرك الفصائل المسلحة العراقية لدعم المقاومة في لبنان، بالمجمل كل هذه الاحتمالات واردة لتفسير الخطة الأمريكية”.

وعادت سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، خلال الشهر الماضي، بعد أكثر من عقد على بقائه شاغراً إثر الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2011، وقد أكدت بغداد في أكثر من مناسبة، دورها المحوري في عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.

وفي وقت سابق، شاركت دمشق إلى جانب دول مجاورة للعراق من بينها الخليج، في مؤتمر طريق التنمية الاستراتيجي في بغداد، كما شاركت في مؤتمر المياه التي استضافته بغداد.

بغداد – العالم الجديد

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular