السبت, مايو 4, 2024
Homeاراءسنجار في ارقام الحسابات الانتخابية : ميرزا دنايي

سنجار في ارقام الحسابات الانتخابية : ميرزا دنايي

سنجار في ارقام الحسابات الانتخابية : ميرزا دنايي

قبل كتابة هذا التحليل البسيط: هل كانت نتيجة الانتخابات مرضية (هنا اقصد العدد وليس النوع) – من مجموع ٢٩ نينوى هناك ثلاثة ايزيديين فقط، ومن مجموع ستة كراسي للأحزاب الكوردية اثنين للايزيدية .
الجواب طبعا لا . فهذه النتيجة العددية غير مرضية ببساطة. لان الايزيديين قبل الابادة كانوا يشكلون ما يقارب من ٢٠ بالمئة من سكان نينوى. وكانوا يستحقون خمسة الى ستة مقاعد.
كما كانت اصواتهم ضمن التحالف الكوردستاني لا تقل عن ٦٥ بالمئة. الان اصبح حضورهم ٣٠ بالمئة.

لكن بصراحة هذه النتيجة واقعية بلغة الأرقام. فالهجرة والنزوح اولا والعزوف عن المشاركة ثانيا وحرمان الاحزاب الكبيرة من التزوير المباشر ثالثا جعل اصوات جميع الاحزاب تنخفض الى مستواها الواقعي بعيدا عن المبالغة التي كنا نراها في انتخابات سابقة. فالشي المفرح في هذه الانتخابات لم يكون هناك تزوير فوضوي، هذا لا يمنع حصول خروقات وشراء ذمم وأصوات هنا وهناك على مستوى العراق ككل ولكن ذلك لا يقلل من نزاهة العملية الانتخابية.

هنا اريد ان أضيف نقطة ولو بسيطة رغم هذه الانتكاسة على مستوانا المحلي: أفرحني ان مرشحين الايزيدية الثلاثة من ثلاثة مناطق ومن ثلاثة كتل مختلفة ( بعشيقة – اتحاد وطني -(وسام ). ولات شيخ -بارتي (ايريفان) وسنجار -حشد شعبي-(عيدان).
ومن الخطأ ان يقول بعضهم ان سنجار محرومة من التمثيل. نستطيع ان نقول تمثيل اقل من الاستحقاق ولكن لسنا محرومين كسنجاريين مادام لدينا فائز من سنجار.

الامر الثاني الذي أعجبني كثيرا -وأن كان خارج موضوع هذا المقال- ان مرشحا من الاخوة الكاكائية -ولأول مرة في تاريخ الانتخابات- قد حصل على مقعد ضمن قائمة اتحاد اهل نينوى. فمبروك للأخ محمد كاكائي، عسى ان يساهم وجوده في تقليل معاناة ابناء شعبنا الكاكائية الذين يتعرضون لمختلف انواع الظلم.

عودة إلى احتساب الأصوات -حسب الواقع الحالي- لان هذه العملية الحسابية من شأنها ان تجيب على سؤال الكثير من الشباب الذين يعاتبون هذا الطرف او ذاك. بعضهم يقول لماذا ليست هناك قائمة مستقلة من سنجار حتى لا تذهب أصواتها للمناطق الأخرى وآخرين يعاتبون كثرة المرشحين:

١) السنجاريون (ايزيدية ومسلمين) المرشحون كانوا متوزعين ضمن القوائم التالية:
ٌا. الحزب الديمقراطي الكوردستاني -١٤ مرشح سنجاري (مجموع الاصوات ايزيدية ٢١٤٧٠ حصدها ٨ مرشحين، و مجموع اصوات المسلمين ١٢٧٨٨ – حصدها ٦ مرشحين، اجمالي اصوات البارتي ب١٤ مرشح هي : ٣٤٢٥٨ صوت)

ب. اتحاد اهل نينوى (يكيتي) ( مجموع الاصوات: ١٠٨٥١ ايزيدية -حصدها ٨ مرشحين، ومسلمين ٥٤٧ صوت -حصدتها مرشحة واحدة / طبعا ضمن هذه الاصوات ٣١٨٠ من حزب الحرية والديمقراطية الايزيدي. (اجمالي اصوات اتحاد اهل نينوى ب٩ مرشحين: ١١٣٩٨ صوت).
ج. تحالف القيم المدني (مرشح واحد شيوعي) عدد الاصوات : ١١٥٤ صوت.
د. تحالف الحدباء الوطني (مرشح واحد – ٩ اصوات)

مجموع اصوات السنجاريين (ايزيدية ومسلمين من كل القوائم الوطنية): ٤٦٨١٨ / منها ٣٣٤٨٣ صوت لمرشحين ايزيديين من سنجار (١٨ مرشح).

السؤال هل تكفي هذه الاصوات لصعود قائمة وطنية واحدة لو اجتمع جميع هؤلاء المرشحين من سنجار ايزيدية ومسلمين (سوف نفترض ان هذه الاصوات هي اصوات كونكريتية للمرشحين وحدهم وليس صوت الاحزاب وقوتها ونفوذها -طبعا هذا الافتراض غير صحيح وغير واقعي لان اكثر من ٥٠ بالمئة من قوة المرشح هي من حزبه.
لكن لو قبلنا هذه الفرضية الجدلية): فالجواب نعم. لو جمعنا هذه الأصوات كلها وطرحناها من احزابهم الأصلية كانت هذه الاصوات سوف تحصل على مقعد واحد او مقعدين كحد اعلى في الحالة المثالية.
اما في الحالة الواقعية البراغماتية بدون مثاليات فعلينا ان نطرح نفوذ وأموال الاحزاب من قوة حصاد هذه الاصوات (اي على الاقل نطرح نصف الاصوات) وبالتالي فان الباقي لا يكفي لمقعد واحد.

فلو جمعنا اصوات المرشحين السنجاريين (ايزيدية ومسلمين من كل القوائم – منقوص منه نفوذ وأموال احزابهم وهو فرضيا ٥٠ بالمئة ) وجمعنا فوق هذه الاصوات تلك الاصوات التي نبكي عليها وهي التي هدرت في الكوتا والبالغة عددها (١٧٤٦٧ صوت للقوائم الأربعة) يصبح الناتج الافتراضي: ٤٠٨٧٦ صوت (مع نفوذ الاحزاب كلها: ٦٤٢٨٥ صوت – منها اصوات الايزيدية حوالي: ٥٠٩٥٩ صوت):

هذا يعني بلغة الشارع:
وبدون الاحتساب الافتراضي لنفوذ الاحزاب: صفر مقعد . مع الاحتساب الافتراضي لنفوذ الاحزاب: مقعدين.
النتيجة الان : هي مقعد واحد للحشد الشعبي من سنجار بفضل الكوتا.
الاستنتاج: هو ان الاحزاب الكوردية مديونة لنا بمقعد واحد (وبما ان المقعد مالهم اصلا فمال الله لله ومال الملك للملك).

ربما يسال احدهم: لماذا لم تنجح تنظيمات البارتي والاتحاد في سنجار ايصال مرشحيهم الى مجلس المحافظة رغم وجود شخصيات جيدة في القائمتين من الايزيدية والمسلمين على حد سواء؟
الحقيقة الترشيحات كانت مدروسة على مستوى كل قائمة ضمن حدود سنجار فقط من اجل جمع الاصوات ولكن لا يبدو لي ان الغاية كانت لانجاح شخص معين بحد ذاته (والا كان يفترض على كل حزب ان يضع شخص واحد ضمن الأولويات حتى لو كان هناك مرشحين اخرين). كما ان فرص الترشيحات من سنجار لم تكن مدروسة على مستوى المحافظة ككل. لهذا وجدنا مرشحين أقوياء جدا ومحبوبين ولهم باع طويل في العمل في شرق دجلة (شيخان -فايدة -بعشيقة) أمثال د احمد ود فارس، في حين مرشحين سنجار -وحتى بقية غرب دجلة زمار وئاڤگەني ونفس الحالة مع مخمور والحمدانية- كان مرشحوا هذه المناطق ربما محبوبين او مرغوبين ضمن منطقتهم او قريتهم او عشيرتهم فقط. لهذا لم ينجح احدهم باكتساح الاصوات. وقلما استطاع احدهم الحصول على اصوات من المناطق الاخرى.

الخلاصة: السنجاريين في الانتخابات القادمة امامهم خيارين اما يحترمون بعضهم ويتفقون على اشخاص من ضمنهم -لا يوجد انسان كامل – لكن علينا ان نختار الأفضل بدون حسابات عشائر ومناطق وحتى احزاب. نصوت للإنسان المناسب ونشارك بقوة ولا نقاطع الانتخابات كما حصل هذه المرة.
اما الخيار الثاني فهو الاستمرار على هذا النهج المؤسف في التشتيت والسماح للاخرين بأخذ حقوقهم.

وفي هذه الحالة لا يبقى أمامكم سوى المساعدة في زراعة اكبر عدد من اشجار التين وبعد ثلاثة سنوات تعملون منها قلادات تين (كلواز) نعطيها {برطيل} للمسؤولين من المناطق الاخرى حتى يمشون لنا معاملة اصدار هوية او نقل بضاعة بين تلعفر وسنجار.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular