تأملات ايزيدية
١
ما قل ودل
صراحة كنت ولا ازال احسب في كتاباتي الف حساب للقاريء اللبيب والحال نفسه في يومياتي الاعتيادية مع الشخص المقابل الكريم لذا احاول دوما اختيار مواضيع عمومية وليست لها علاقة بشخص معين او مجموعة محددة وكنت اتجنب الدخول في النقاشات خاصة حينما تتعلق الامر بمسائل شخصية لذا كنت أضع أكثر من فاصل بيني وبين المقابل خوفا من التماس والتصادم، نعم كنت ولا ازال أختار دائما مواضيع عمومية في كتاباتي واتجنب الدخول في التفاصيل ربما لقناعتي التامة بانني لست بذلك الباحث المعتبر او الكاتب ذو الاختصاص المرموق وإنما ببساطة اقدر ان اقول اني مجرد هاوي يكتب عن مشاهداته الشخصية في شؤون وشجون الواقع الايزيدي الذي انتمي اليه ليس إلا واطرح افكار معينة وحسب فهمي ومن وجهة نظري للموضوع ومن الطبيعي تكون تلك التصورات كغيرها من المسائل الاخرى نسبية التفاعل بين القبول والرفض من وجهة نظر القاريء الكريم الذي يملك كل الحق في التعليق والانتقاد شرط ان يكون بناءا وأكون وقتها ممتنا له ..
٢
الحضارة
هناك قانون دائم وثابت في الحياة التي تقول كل شيء يتغيير الا قانون التغيير، التغيير قادم شئنا ام أبينا، التغيير قادم ولا يستثنى منه احد على مستوى الشخص الايزيدي والمجموعة (المجتمع الايزيدي) لذا لابد من الاستعداد لكل تغيير قادم الان ومستقبلا ايضا ومن المستحسن قبول النتائج برحابة صدر قبل ان يفرض علينا ك(أمر واقع) لا فرار منه.
أما الاهم في مسألة التغيير بالنسبة للايزيديين تجنب ظاهرة الذوبان والاختلاط الغير متزن مع غيرها من مجتمعات حينها تكون النتيجة أشد فتكا من آثار وتبعات حملات الابادة الجماعية التي تعرضت لها أبناء ديانتنا الايزيديين عبر التاريخ المليء بالكوارث والويلات حيث الفرمانات تجاوزت السبعين.
الأمر يبدأ عندما يقلد الفرد الايزيدي غيره من ثقافات ويحاول جاهدا الحصول على ما تبقى من أثار القشور الفاسدة التي خلفتها الحضارة والتفاخر بها علنا باعتبارها نوعا التغيير ونموذجا من الحداثة وهي فعلا كذلك لكن للأسف في الاتجاه المعاكس، علينا كسب مزيد من الثقافات والحصول على مختلف انواع العلوم والمعرفة ومواكبة ما يحدث من تقدم تكنولوجي يخدم الإنسان والمجتمع، باختصار شديد علينا نحن أبناء الديانة الايزيدية المحافظة على خصوصيتنا وسط هذا الكم الهائل من الثقافات المتضادة رغم صعوبة المهمة ولا اقول استحالتها والالتزام بها كفيل بقاؤونا وحمايتنا من الانقراض.
باختصار شديد على الراغبين نيل الامتياز في مبادىء الدين وتنفيذ كامل اركانه (اتباع ديانات الشرق) البحث عن كهف للعيش فيه واختيار حياة الاعتكاف بعيد عن البشر.
٣
يوميات ايزيدية
رؤوس نقاط او عناوين التي اكتبها منذ أكثر من (١٣ سنة) في زاوية (شؤون وشجون ايزيدية) متواصلة حيث تجاوزت (٢٥٠) حلقة وكانت في بداية الأمر ألاختيار تلك الكتابات لتكون ضمن زاوية خاصة في الصفحة الأخيرة لمجلة (زهرة نيسان) الغراء التي كانت تصدرها رابطة التاخي و التضامن الايزيدية في بعشيقة بعد الاتفاق مع هيئة تحرير المجلة وشخص رئيس تحريرها وتم بالفعل نشر (١٢) حلقة متتالية ولمدة سنة كاملة (٢٠١٢) تحت نفس العنوان وتواصلت الكتابة تحت نفس الاسم فيما بعد لتصبح الموضوع زاوية نصف شهرية في موقعنا الموقر (صفحة بحزاني نت) لسنوات مضت ولا زالت مستمرة وكنت في اغلبها لا أقول جميعها احاول طرح مواضيع متفرقة لها علاقة بشؤون وشجون ايزيدية بصورة مبسطة وشفافة (بجدية كاملة وصدق تام) رغم عدم الخوض في التفاصيل كون مهمتي هي مجرد توضيح نقطة معينة وعرض حالة محددة او طرح رؤيتي المتواضعة (حل فكري) او (معالجة شخصية) وليست الخوض في التفاصيل ولك القاريء الكريم التقييم في نهاية المطاف في مدى توفيقي في خوض هذه المهمة الشاقة.
شيء اخر أود الإشارة اليه ان المسألة ايا كانت لا تفسد في الود قضية حتى وان لم تقتنع او حينما تعارض ما تضمنته كتاباتي من أفكار ورؤى شخصية، وهنا أقول لا انا ولا جنابك الكريم لا نستفيد على الإطلاق حينما تؤيدني وتقتنع بكل ما اقول واكتب بل كلنا نستفيد حينما نكون في حالة التضاد وعدم الاتفاق وينتهي الأمر بالفائدة لنا الاثنين، فمن المؤكد ساستمتع بما تقوله واستفيد مما معروض في ردك وتعليقك وانتقادك وربما المشاعر نفسها للقاريء اللبيب الذي لا يؤيد ولا يتفق ما أعرض واكتب من مواضيع في زاويتي هذه والأمر طبيعي جدا.
