الخميس, مايو 2, 2024
Homeمقالاتالنهاية السوداء بإنتظار النظام الايراني : منى سالم الجبوري

النهاية السوداء بإنتظار النظام الايراني : منى سالم الجبوري

قبل حرب غزة وبعدها أيضا، وقف ويقف النظام الايراني أمام أوضاع سياسية وإقتصادية وإجتماعية
وفکرية وخيمة جدا وتزداد تبعا لذلك الضغوط القوية جدا عليه من کل جانب خصوصا بعد أن تبين له
بأن الرفض الشعبي ضده وکما يرى خبرائه أکبر وأقوى مما قد تصوره، والملفت للنظر إن رداءة
الاوضاع الاقتصادية لهذا النظام لم تقتصر على النظام في داخل إيران فقط وإنما تجاوزته الى خارج
إيران وتحديدا على وکلائه في بلدان المنطقة، کما إن الازمة الفکرية التي تطحن بالنظام طحنا من جراء
فشله الذريع في کسب وإستيعاب الاجيال الشابة التي يعترف النظام نفسه بأنها باتت تنأى بنفسها عنه
وتجد في منظمة مجاهدي خلق مبتغاها، فإنها صارت تشکل خطرا وتهديدا کبيرا يحدق بالنظام ولاسيما
إذا ماعلمنا بأن الشباب الذين ينضمون لمجاهدي خلق يقومون بنشاطات نوعية إستهدفت وتستهدف
المقرات والمراکز القمعية وکل مايرمز للنظام.
إنغلاق وإنطواء النظام الايراني على نفسه ليس بهدف إعادة تنظيم قواته أو إلتقاط أنفاسه کما يتصور
البعض، بل إنه بسبب خوفه وهلعه من الضغوطات غير العادية عليه من مختلف الجوانب وعلى کل
الاصعدة ولاسيما من جانب الاحتجاجات الشعبية المتواصلة ضده وکذلك نشاطات الخلايا الداخلية الفعالة
التابعة لمنظمة مجاهدي خلق والتي يشکل الشباب الايراني عمادها الاساسي، وإن خوف وذعر النظام
يجبره على التراجع خصوصا وإنه صار يعلم جيدا بأن ممارساته القمعية والاساليب الوحشية التي بات
يستخدمها ضد الشعب الايراني الى جانب فشل حملاته الشرسة ضد المقاوة الايرانية ومجاهدي خلق، لم
تعد ترهب أحدا وإن عزم الشعب الايراني يزداد ويتضاعف أکثر ضد النظام من أجل التعجيل بإسقاطه.
کل شئ يسير بإتجاه إنهيار وتلاشي هذا النظام، وليس هذا مجرد کلام من أجل رفع درجة ومستوى
حماسة الشعب ولاسيما المعارضين لهذا النظام، بل إنه کلام مبني على أساس حقائق ووقائع وأرقام
وبيانات ملموسة وشواهد من الواقع ولم يعد صعبا على أحد لکي يعلم بأن الاوضاع التي يعاني منها
النظام الايراني قد وصلت الى درجة من السوء والوخامة بحيث إنه قد أصبحت آثارها وتداعياتها السلبية
تظهر عليه بکل وضوح وبالاخص بعد حرب غزة المدمرة وتورط النظام فيها وعدم تمکنه من أن يمسك
بخيوط الحرب کما کان الحال معه دائما، ولأول مرة يجد النظام نفسه في مأزق عويص حيث لايعلم
على أية جبهة يحارب أو يتفرغ لأي جانب أو قضية يعاني منها، ومن دون شك فإن النظام قد أصبح في
وضع يرثى له الى الحد الذي صارت قضية التحذير من إسقاط النظام موضوعا يتم التطرق له وبصورة
متکررة من جانب قادة النظام، إنها حقا النهاية السوداء التي طالما إنتظرت هذا النظام!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular