الجمعة, مايو 3, 2024
Homeاراءأضواء على محاضرة أولدنبرك حول مشورات الأبيار  : حاجي علو 

أضواء على محاضرة أولدنبرك حول مشورات الأبيار  : حاجي علو 

تلقينا دعوة لحضور محاضرة حول مشورات الئيزديين ألقاها الباحث الأخ داود مراد ختاري في قاعة جمعية المستقبل الخيرية يوم الأحد 28 ك2 2024 فحضرناها شاكرين, وكانت لنا ملاحظات حول فقرات الموضوع:ـ

1 ـ كان الحضور جيداً فقد إمتلات القاعة عن آخرها وإن كانت صغيرة المساحة, وهذا مؤشر جيد على إهتمام الئيزديين بتراثهم والإشتياق الشديد لمعرفة حقيقتهم التاريخية .

2 ـ كل جهدٍ يُبذل من أجل حفر التاريخ وإستكشاف تاريخنا المجهول هو جهدٌ مشكور ومحط إعتزاز وفخر لجميع الئيزديين المشتاقين لمعرفة الحقيقة .

3 ـ كان الأستاذ الباحث موفقاً في طرح الموضوعات وقد بذل جهداً كبيراً جداً في البحث عنها ودراستها وقد عرَّفنا بالكثير من الأسماء التاريخية القديمة والتي كنا نجهلها تماماً مثل أسماء العشائر الكثيرة جداً ومواطنها الجغرافية الأصلية والمتغيرة بفعل الفرمانات المتكررة , فكانت المشورات دليلاً دامغاً على وجود الداسنيين في جميع تلك النواحي المذكورة فيها والتي شملت جميع كوردستان , إضافة إلى مناطق نائية جداً لا أثر للئيزديين فيها الآن ولا الكورد المسلمين لكنهم كانوا يتواجدون هناك في ذلك الزمن أسلموا وإستعربوا عن آخرهم  مثل سكان الموصل وبغداد وبعض سكان إسطمبول, ونحن بدورنا كنا قد نشرنا خارطة وجود الداسنيين و ولاياتهم السبعة في المنتظر الأول 2004 و 2016.

4ـ من جملة الإنتقادات التي نوجهها لكل الئيزديين , أنهم لا يزالون ينتظرون مصباح صلاح الدين السحري أن يحل لهم ألغازهم, مع أنهم يقرون ويعترفون أن علمهم هو علم الصدر الشفوي وعاء دينهم وتاريخهم, لكنهم لا يُصدقون منه شيئاً مع أن أصحابه ئيزديون صادقون وينقلون الحقيقة واضحة شبه كاملة, فيسعون لاهثين وراء كتابات الأجانب المليئة بالإهانات, حتى مشورات الأبيار ليست أفضل منها بكثير فهم بالأساس كانوا خائفين جداً من أن يقع المدوّن بيد الأجانب, فكانوا يحرصون على عدم تدوين الأحداث الجدية الخطيرة, فضموها في صدورهم وكان هذا أفضل إجراء ناجح للإحتفاظ بتراثهم, لذلك نرى المشورات خالية تماماً من أي شيء تاريخي نبحث عنه.

5 ـ من جملة الأسئلة عن أسباب وجود المشورات للأبيار دون الشيوخ, وقد مللنا من تكرار نفس الكلام, لكن الئيزديون لا ثقة لهم بأنفسهم فلا يُصدقون شيئاً إلاّ من أجنبي, في الكتاب المنتظر قبل عشرين عاماً قلنا أن الشيخ عدي الثاني نظم الإقتصاد الديني معتمداً على الابيار لأنهم كانوا هم المتنفذين في المجتمع الداسني في جميع أطراف كوردستان والشيوخ أسرة واحدة هي الأسرة الآدانية فقط والقاطانيون أيضاً أسرة واحدة هي أسرة شيخوبكر الفقير المربي من 590ــ 630 هجرية تسكنان لالش فقط, فكان تكليفاً عفوياً ورد في قول قرةفرقان, أما بعد التوتر ونقل السلطة بعد أخذ ورد أصبح التكليف رسميّاً وبإشتراط فنظمت الشهادة وثبتت فيها فقرات الدين, وثبتت تكليف الأبيار في المناطق والعشائر المبينة فيها.

بالنسبة لي انا لم أطلع على كامل المشورات السبعة التي كان الأخ المحاضر قد أطلعنا علي شيء منها قبل أكثر من عامين والبير المرحوم خدر سليمان كان قد نشرها قبل 30 عاماً, أنا لم أجد توزيع المريدين في غير مشور ختي بسي, وفي الستة الباقية لم أعثر على غير أسماء الشيوخ والدراويش, المُؤسلمين الذين كلهم من أصول زرادشتية داسنية يُعتبرهم المسلمون العرب مسلمين صوفيين غير معترف بهم, و بكل تاكيد لا علاقة لهم بالإسلام إلا كونهم رعايا الدولة الإسلامية ومن عرفوا حقيقته قتلوه بتهمة الزندقة ومن تخفى بجلد مزيف إعتبروه مسلماً, وعلى هذا الأساس فأنا أعتبر مشورات الأبيار صورة حقيقية لدين كوردستان المضطرب في ربع الطريق إلى الإسلام لا إيماناً به إنما بحكم موقعهم ضمن رعايا الدولة المسلمة السفاحة فالإعتراف بالإسلام كدين للدولة بإعتبارهم رعاياها, لكن لا شهادة ولا صوم ولا صلاة ولا حج.

6 ـ من جملة المعضلات التي واجهت المؤتمرين كانت اللغة العربية ولماذا تغلب عليها العامية؟ والله عجائب وغرائب وجدنا عند الئيزديين, ألم يكن الآدانيون يجيدون العربية ويكتبونها كلهم بمن فيهم الشيخ حسن كاتب مشور ختي بسي والموقع عليها , وليس هناك من دليل أنه كتب غيرها , فسكان بحزاني وبعشيقة كلهم مستعربون يتكلمون العربية بالضبط لهجة مصحف رش والجلوة اللذان كُتبا بعد هولاكو بكل تأكيد فلا أثر لتاريخ مثبّت على أي مشور , وقد حددنا الزمن لمشور ختي بسي بالإستدلال باللجنة الرئاسية التي تشكلت في 630 هـ ووقعت المشور وإستشهاد الشيخ حسن في 644 هـ ,  ومشورات الأبيار الأخرى أكثرفصاحة بقليل يبدو أن متضلعين في اللغة العربية من الكورد قد دونوها لهم, الأبيار كانوا موزعين في أقاصي كوردستان حتى أن بعضهم لم يتعرف على الدين الجديد وترسّخ في الإسلام بعد أجيال, أنا بعيني وجدت أسرة أبيار في بامشمش الزيبارية قد أسلمت نهائيّا وهم الآن ملالي, أسرة الملا صبر الدين, جده السابع كان بيراً لا يزال مشهوراً بلقبه البير والأسرة مشهورة به أسرة ملا بير ومشور بير جروا عند شيوخ درويشان وبير همد في نسرا .

7 ـ في ملاحظة عن مشور ختي بسي التاريخية الوحيدة المفيدة, وجدنا الأستاذ يكرر ما قاله الآخرون في تفسيره فيتساءل كيف تغير الشيخ عادي إلى شيخ هادي؟ ويتخذ من هذا دليلاً على تحريف الأصل، لكني لا أراه إلاّ دليلاً تاريخياً دامغاً على ثورة الشفبراة التي تبدلت فيها القيادة وإستقرت للقاطانيين بعد وفاة الشيخ عدي الثاني بسبعة سنين, وبعد وفاة المير القاطاني الأول محمد الباطني تسلم الزعامة إبنه الشيخ هادي الموقع مع العضوين الآخرين الشيشمس والشيخ حسن وشجرة النسب لبيت الإمارة توضح بجلاء أن الشيخ هادي هو المير القاطاني الثاني بعد أبيه محمد الباطني الذي توفي بعد زمن قصير فتولى إبنه الشيخ هادي إمارة الئيزديين وقبل وفاة الشيخ حسن وقد وقّعا معاً على المشور ,,,,,، وهل كان الشيخ عدي أفصح من الشيخ حسن؟ من منهم كان خريج كلية اللغة العربية ؟ ترديد آخر لكلام الآخرين مثل:  السنجاريين جاؤوا مع الشيخ شرف الدين! من أين أتى بهم ؟ لقد كانوا موجودين ظهروا وإشتهروا بظهوره , إنه مجرد ترديد لكلام الحسني .

8 ـ أما عن الطاوسات فلا يزال الئيزديون خارج المنطق العلمي وفي صدارة التحريف الديني, فلا يزالون يُنسبون الطاوسات لطاوسي ملك, فيُشوهون الكلمة لإستخراج معاني لا أساس لها, أصلاً إسمه بير وليس ملك يعرفه علماء التراث, توفيق وهبي أكد واللغات الأوربية أكدت أنه هو تيئوس وزاوس بيتر و دياوس بيتر و بيترس… بسبب تأثير اللغة العربية وتشابهه إسم طاوس يلفظ طاوس ئي ملك منذ زمن الخاسين, و(ئي) هي أداة الموصول للوصف والتنسيب (اٌلـ), أما الطاوسات فهي سراج مركب بشكل أيقونة لتنير وتزيين ديوان الملوك الكبار تعلوها أشكال جميلة للزينة كالطير أو الهلال أو غير ذلك ولما كان الملوك مؤلهون قديماً كانت مقتنياتهم مقدسة حتى دخلت الدين وهي كذلك حتى اليوم , فلا هي من صنع تاوسيملك البير ولا من مقتنياته, هو لاهوت لا علاقة له بشيء بشري غير إله  خلق الكون, إسمه دياوس بيتر بلهجة القدماء تغير إلى تاوس ئي بير ثم في قول سبيكيت عدويا أصبح ملاكاً.

أما كلمة سنجق فالشيخ عدي لم يكن قبلها, هي تسمية جغرافية تركية سبقت العثمانيين والدين الئيزدي الحديث ,فالسلاجقة كانوا أتراكاً يحكمون الدولة وليس العباسيون و(سلطان ئي زنك) التركي الأتابكي في زمن الشيخ عدي كان يحكم الموصل لا يعترف بالخليفة إلا في خطبة الجمعة , لكن الأستاذ بدلاً من أن يعزو نهضة الداسنيين إلى صلاح الدين نسبها إلى الجد الأعلى للخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي الخليفة العباسي ويصفه بالمتسامح جداً مع الئيزديين .

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular