من أجل التصدي للدور العدواني المشبوه للنظام الايراني في المنطقة والعالم، هناك ثمة حقيقة مهمة جدا
يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وعدم التغاضي عنها بمثابة منطلق للعمل في سبيل مواجهة هذا
الدور العدواني المشبوه، وهذه الحقيقة تتعلق بأنه ومن أجل التأثير على دور وتأثير هذا النظام لابد من
إتباع اسلوب يعتمد على مواجهة دوره على أکثر من صعيد وليس على صعيد مشکلة أو أزمة مثارة
لوحدها من دون أخذ جوانب أخرى متعلقة بهذا النظام.
لکي نتمکن من فهم واقعي للدور الذي قام ويقوم به النظام الايراني في بلدان المنطقة، ولاسيما من حيث
تدخلاته وإثارته للحروب والازمات فيها، فإنه يجب أن نعرف لماذا لجأ ويلجأ هذا النظام للتدخلات في
بلدان المنطقة وإثارة الحروب والازمات فيها وماهي أهدافه وغاياته من وراء ذلك.
الدور المريب للنظام الايراني من حيث تدخلاته في المنطقة يهدف الى تحقيق أکثر من هدف، ويمکن
أجمالا تحديد أهم الاهداف من وراء ذلك وکما يلي:
ـ صرف أنظار الشعب الايراني عن المشاکل والازمات التي يعانيها من جراء الحکم القمعي الاستبدادي
له.
ـ تأسيس أحزاب وميليشيات تابعة له في بلدان المنطقة حيث يقوم من خلالها وبواسطتها من فرض
هيمنته ونفوذه على هذه البلدان.
ـ يجعل البلدان التي يهيمن بنفوذه عليها منطلقا لتنفيذ سياساته المشبوهة بخصوص بلدان المنطقة الاخرى
والعالم.
ومن دون شك فإن إجراء مراجعة للأحداث والتطورات التي جرت في المنطقة والتي لعب النظام
الايراني من خلال أذرعه دورا بالغ السلبية فيها ومقارنتها بدوره الحالي الذي يلعبه في الحرب المدمرة
الجارية في غزة، فإننا نجد أنفسنا أمام حقيقة صادمة لابد من الاقرار بها وهي إن الدور الحالي لهذا
النظام في الحرب الدائرة في غزة وطريقة واسلوب إستغلاله لها، يتجاوز الحدود المألوفة ويصل الى حد
يهدد السلام والامن ليس في المنطقة فقط وإنما في العالم.
المنعطف الخطير الذي بلغه الدور المشبوه للنظام الايراني من حيث تدخلاته السافرة في المنطقة من
خلال الادوار المريبة التي أوکلها لأذرعه في الحرب الدائرة في غزة، تجسد في الحقيقة عمق وتجذر
الازمة الحادة التي يعاني منها النظام الايراني والتي وصلت حدا بحيث إستوجبت من النظام القيام بعمل
ونشاط غير مسبوق في سبيل وضع حد لحالة الضعف والتراخي والتراجع لدور وتأثير هذا النظام على
الصعيد الداخلي ولاسيما من حيث تزايد مشاعر رفض وکراهية هذا النظام وبالتالي إصرار الشعب
الايراني على إسقاطه، ولذلك فإن هذا النظام ومن أجل تدارك أوضاعه الحرجة وإجراء تغيير في مسار
الاحداث والتطورات فقد لجأ الى إيکال أدوار مريبة لأذرعه في المنطقة من أجل وضع حد لحالة
الضعف والتراخي التي يعاني منها والحيلولة دون سقوطه، ومن دون شك فإن التصدي لهذا الدور
المشبوه والخبيث للنظام الايراني يتطلب بالضرورة اسلوبا وطريقة عملية فعالة تعتمد على نقاط مٶثرة
وفعالة لمواجهة هذا الدور، وقطعا فإن المبادرة التي طرحتها زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم
رجوي، في کلمتها أمام إجتماع تٶت عنوان"القمع في الداخل وإثارة الحرب في الخارج"،عقد في 30
يناير المنصرم في قاعة فيكتور هوغو في الجمعية الوطنية الفرنسية، والتي تتکون من أربعة نقاط،
يمکن إعتبارها أساسا ومنطلقا من أجل مواجهة دور هذا النظام ليس في هذه الحرب فقط وإنما في مجمل
مايتعلق بالملف الايراني.
السيدة رجوي، إقترحت في معرض شرحها بالتفصيل للتطورات في إيران وإثارة الحروب من قبل
النظام الايراني، مبادرة عملية تتکون من أربعة نقاط فيما يتعلق بقضية إيران وهي وبحسب ماطرحته
في کلمتها أمام الاجتماع، کما يلي:
1ـ إدراج الحرس على قائمة الإرهاب، كما جاء في بيان الجمعية الوطنية الفرنسية في يونيو الماضي
والقرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي في فبراير 2022.
2ـ تفعيل آلية التفعيل في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي يؤدي إلى إعادة تفعيل قرارات
العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ضد المشاريع النووية للنظام الإيراني.
3ـ وضع النظام الإيراني تحت الفصل 7 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتعلق بالأنظمة التي تشكل تهديدا
للسلام العالمي.
4 ـ الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط الفاشية الدينية.