الخميس, مايو 2, 2024
Homeمقالاتكامل زومايا:الكورد بلا ستراتيجية ... وتعاملهم مع قضية الاقليات خيبة امل كبيرة

كامل زومايا:الكورد بلا ستراتيجية … وتعاملهم مع قضية الاقليات خيبة امل كبيرة

الكورد بلا ستراتيجية …
وتعاملهم مع قضية الاقليات خيبة امل كبيرة
انخرط الكثير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في حركة التحرر الكوردية في منتصف القرن العشرين وذلك ايمانا منهم بعدالة القضية الكوردية ومسألة المصير المشترك ، بالرغم من إن التاريخ القريب كان مأساويا وخاصة موقف اغوات الكورد الذين ارتهنوا انفسهم للاتراك وانضمامهم للفرق الخيالة الحميدية التي مارست القتل والبطش والإبادة الجماعية ضد الشعب الكلداني السرياني الآشوري والارمني للفترة 1890-1924 ….
كانت تلك المشاركة من النخب الشبابية قد اخذت صدى طيب بين قادة الكورد الجدد ، بل كانت من أهم الأسباب التي جعلت القيادة الكوردية تتحدث عن حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري وحقوق الاقليات في ادبياتهم السياسية ، وهكذا خطاب كان ينسجم مع طبيعة واهداف حركات التحرر في العالم والتي تدعوا لتقرير المصير والعيش المشترك ….
لم يكن في خلد تلك الشبيبة ان يصبحوا مستكردين أو يستكردون على حساب هويتهم القومية وقضية شعبهم اطلاقا كما هو الحال اليوم (مع كل الاحترام لابناء الشعب الكوردي المناضل )، بل ان الوازع الانساني والوعي السياسي لتلك الشبيبة كان الاساس للانضمام لأي حركة تحررية من اجل نيل حقوقهم ، ولم تكن المسميات عائقا للعمل النضالي مع العلم ان بعض الشبيبة الآشورية في حينها ، حاولت تشكيل تنظيم قومي للشعب الكلداني السرياني الآشوري وكانت تصدر بعض المنشورات التي تحث على العمل السياسي والقومي والعمل على تأسيس تنظيم كلداني آشوري ، إلا ان الظروف الذاتية كما يبدو حالت دون ان تتبلور تلك المجموعات الى شيء نوعي ولم تتشكل الا في نهايات السبعينيات من القرن العشرين …… .
مع صعود الديكتاتورية في العراق في ثمانينيات القرن الماضي وانتهاء الحرب العراقية الايرانية ، شرع النظام الديكتاتوري بأبشع الجرائم ضد حركة التحرر في اقليم كوردستان ضمن عمليات الانفال سيئة الصيت راح جرائها مئات الالاف من الضحايا وتم تدمير أكثر من 4500 قرية في اقليم كوردستان ومن ضمنها أكثر من 250 قرية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، مما دعى المجتمع الدولي الى اصدار قراره الاممي 688 في الخامس من نيسان 1991 لتوفير الملاذ الآمن لشعب كوردستان بكل قومياته ، علينا ان لا ننسى ان هذا القرار الاممي جاء قرارا انسانيا محضا لتلك الانتهاكات …
ان توفير الملاذ الآمن تحت الحماية الدولية جعل إمكانية لقيام مؤسسات الاقليم وخاصة التشريعية من خلال الشروع بانتخابات حرة في عام 1992 ، ويشار لتلك الحقبة ان الحركة الكوردية بعض الشيء قد جسدت خطاباتها السياسية بتخصيص خمسة مقاعد للشعب الكلداني السرياني الآشوري في أول انتخابات للمجلس الوطني لكوردستان العراق عام 1992 ولكن من الملاحظ ان سير ونهج القيادة الكوردية تغير بعد استلامها السلطة وخاصة بعد انهيار النظام الديكتاتورية في نيسان 2003 بما يلي :-
نكث العهد الذي قطعته القيادة الكوردية في احترام حقوق الاقليات ومنها حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري واصبحت التجاوزات على ممتلكاتهم الان أكثر بكثير من أي وقت مضى، يا ترى هل هذا من مصلحة القضية الكوردية ؟؟؟
افراغ الكوتا من محتواها ، فلا يمكن وصول ممثلي شعبنا الا ان يكون المرشح مستكردا أكثر من الكورد ، هل القضية الكوردية تحتاج المكونات الاخرى ان تنصهر فيهم ويكونون تابعين لهم أم من الافضل للقضية الكوردية ان تأخذ مداها الدولي في ايجاد علاقة طبيعية وانسانية مع المكونات الاخرى ومنها الشعب الكلداني السرياني الآشوري وان يكون اساس العلاقة تحالف وتكافيء بدلا من الولاء الذي يضعف القضية الكوردية ..؟؟؟.
تقسيم اقليم كوردستان العراق الى ثلاث دوائر انتخابية بدلا من دائرة واحدة بالنسبة للشعب الكلداني السرياني الآشوري والغريب والانكى من ذلك تم تقسيم المقاعد حسب مصالحهم وليس لها علاقة بمصلحة الشعب الكلداني السرياني الآشوري، فمن المعلوم عند الجميع ان ديموغرافية شعبنا موجودة في محافظتي اربيل ودهوك وليس لدينا تواجد الا نادرا في محافظة السليمانية ولكن بقدرة قادر اصبح مقعدين في السليمانية …!!!ومقعد واحد في دهوك المحافظة التي اساس تواجدنا ، بماذا ستستفيد القضية الكوردية في الاستحواذ على مقاعد الاقليات ومنها مقاعد الشعب الكلداني السرياني الآشوري ، الا تعتقد القيادة الكوردية بأن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة جدا ، وأن ما يحدث من اجحاف وتهميش هو معلوم وتحت المراقبة من قبل المجتمع الدولي كما كان يحصل من انتهاكات ضد الشعب الكوردستاني انذاك .. ؟؟؟
إستحالة تسنم أي منصب حكومي لأي شخصية مسيحية (كلدانية سريانية آشورية وأرمنية ) مهما بلغت من علم وادارة وخبرة واكاديمية الا بعد ان تقدم ولاء الطاعة الحزبية ، وهذا يعني ان القيادة الكوردية ليست لها ثقة بأي شخصية مسيحية الا بعد ان تكون ملتزمة حزبيا مهما كان الدرجة الوظيفية (مدير عام ، الهيئات المستقلة ، وكيل وزير، وزير ) والملاحظ ان جميع تلك الوظائف أو المناصب بعد استلامها تنصهر تلك الشخصيات المسيحية وتذوب وتصبح أكثر كوردية من الكورد انفسهم ويتم السكوت والصمت على تلك التجاوزات أو مطالب الشعب الكلداني السرياني الآشوري في اقليم كوردستان العراق ، (طبعا للاستهلاك المحلي تسمع صوتهم بالأعلام وصورهم تضحك علينا ) …. ومرة اخرى السؤال يطرح نفسه على القيادة الكوردية هل من مصلحة الشعب الكوردي ان لا تكون لديكم ثقة بمكونات شعب كوردستان العراق ولماذا الاصرار أن ينصهر الشعب الكلداني السرياني الاشوري في بودقة الاحزاب الكوردية ، ماذا سيضيف للقضية الكوردية عندما نصبح تابعين ، أليس الأفضل للقضية الكوردية أن نكون حلفاء ؟؟؟؟
ان التصرفات والتجاوزات وعملية الاستحواذ على المقاعد الخمسة اليتيمة ، تجعل مصداقية الكورد امام امتحان تاريخي يعود بهم الى المربع الاول ، وتذهب سدى كل التضحيات التي قدمها الشعب الكوردي المناضل ، لان نفس المجتمع الدولي الذي وقف مع تطلعات وطموحات الشعب الكوردي في 1991 سوف يقف بالضد من ممارسات التي تنتهك حقوق الاقليات في اقليم كوردستان العراق اجلا ام عاجلا …..

كامل زومايا
20 شباط 2024
الجزء الثاني …. يتبع
قصور نظر احزابنا الكلدانية السريانية الآشورية التي راهنت على فصيل بعينه من الكورد

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular