“إنها ليست طريقتنا”
بغداد – 964
قال السفير الروسي في العراق، ألبروس كوتراشيف، إن بلاده لا ترغب بإرسال قوات إلى العراق لملء فراغ التحالف الدولي، إلا إذا طلب العراق دعماً روسياً، غير أن “إرسال قوات ليست طريقتنا في التعامل بل طريقة الأميركيين”، مشيراً إلى أن المشروع الأميركي فشل في العراق بعد “مقاومة الوطنيين” داعياً الولايات المتحدة إلى عدم التعامل مع العراق كتابع.
ألبروس كوتراشيف – السفير الروسي في العراق، في حديث مع الإعلامي سيف علي، تابعته شبكة 964:
ليس لدينا أجندات نريد فرضها على العراق، بل ندعم حكومة محمد شياع السوداني في قضية تنويع العلاقات والوصول إلى علاقات متوازنة مع الجميع في الخارج.
الأمريكان عندما احتلوا العراق كانوا يريدون جعل العراق تابعاً لهم، وأنا عملت في العراق داخل السفارة الروسية في بغداد أثناء فترة الاحتلال، وكان لدينا تواصل مع سلطة الاحتلال الأميركية، فكل الأمور الخاصة بحياة السفارة كانت مرتبطة بسلطة الاحتلال، بما في ذلك الأمن والأمور اللوجستية، وأثناء التواصل مع (المسؤولين) الأميركان في ذلك الوقت، وجدت أن جزءاً منهم يقف إلى جانب الاحتلال وجزء آخر لا يعرفون ما الذي يفعلونه في العراق!.
مشروع أميركا في احتلال العراق تم إفشاله من قبل العراقيين، وأقصد المقاومين الوطنيين الذي ظهروا منذ بداية دخول الاحتلال، وحدث ما حدث، ويفترض من الأميركي العقلاني أن لا يعتبر العراق جزءاً تابعاً لأميركا، فهذا الأمر مستحيل، لكن بطريقة أو بأخرى هناك من لازال يعيش في فترة الاحتلال ويريدون مواصلة السيطرة بطريقة أو بأخرى، وهذا أمر لا يقبله العراقيون ولا يقبله العقل.
الحديث عن رغبة بعض الشركات الروسية في سد فراغ الشركات الغربية في العراق، هو حديث تجاري، وبطبيعة الحال، أي شركة تحاول توسيع عملها، وبالنسبة للروس فالعراق ليس دولة غريبة فنحن نعرف العراق منذ زمن طويل، ولدينا تعاطف كبير مع العراقيين، وشركاتنا بهذا الصدد مرتاحة، وتريد توسيع عملها ليس من أجل سد الفراغ بل من أجل الحصول على العقود المربحة ومساعدة العراقيين أيضاً.
العراق عضو نشط في مجموعة الاتصال العربية التي تعمل على حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا وقام بوساطة أكثر من مرة، والقيادات في بغداد تعرف جيداً أن روسيا جاهزة للحل لكن لا يوجد اتفاق مع الطرف الآخر، فهم يريدون شروطاً تجعل روسيا تستسلم.
توجهنا إلى مجلس الأمن بعد الضربات الأميركية على العراق، وطلبنا من المجلس إصدار قرار بهذا الشأن رغم علمنا بعجزه عن إصدار القرار لأن أميركا موجودة، لكن مجرد رفع هذا الطلب إلى مجلس الأمن فهو رسالة تشير إلى أن أميركا لا يمكنها أن تفعل ما تريد ولا يمكنها مواصلة خرق القانون الدولي.
الحديث عن تواجد روسي لتغطية انسحاب التحالف الدولي هو حديث غير صحيح، ولكن إذا طلب العراق دعماً روسياً، فنحن جاهزون، ولكن هذا لا يعني أننا راغبون بإرسال قواتنا إلى العراق، فهذا ليس منهجنا بل منهج أميركا.
العراق دولة صديقة لنا وأمننا مرتبط، وأي شيء يريده العراق نحن جاهزون لتقديمه حسب قدراتنا، فنحن اليوم نحارب الناتو، لذلك لا يمكننا إرسال السلاح بكميات كبيرة، لكن لدينا منهج دعم الأصدقاء بكل ما يمكننا، ووجود السلاح الروسي في العراق له تاريخ.
الحديث عن الصدر والمالكي يعني الحديث عن رموز السياسة العراقية، وبهذا الصدد لا يوجد داعي للسفير الروسي أو أي سفير أجنبي آخر، للتدخل والتوسط للصلح بينهما، فهم قادة السياسة العراقية ولا داعي للوساطة الروسية، وسبق وأن التقيت السيد الصدر في النجف ولدينا علاقات جيدة معه، كما التقيت المالكي في 2003 ومنذ ذلك الوقت وعلاقاتنا محترمة، لكن لا وساطة، ولا حاجة لها لأن العراقي أدرى بحل قضاياه من أي أجنبي.