تأملات ايزيدية
١
‘ نیڤ زانا دین ل دەردا.. ‘
حكمة قديمة فيما معناه (قليلي العلم خسروا الدين واضاعوا الايمان).
لا خلاف ان الكاتب (اي كاتب) حر فيما يختار من مواضيع لكن المشكلة حينما لا يرجع للمصادر ولا يستند على المعلومة الصحيحة ومع هذا يكتب و يكتب وينشر على الدوام دون ملل..
هنا يبادر الي ذهني السؤال التالي :
ما المطلوب كتابته من مواضيع وما من غير الداعي الحديث عنه ونشره..؟
بالطبع المسألة نسبية، من المؤكد لا يعجب غيري ما ارتاح له والعكس صحيح أيضا لكن هناك منطقة يسمونها اهل العلم والمعرفة باسم (نقطة المنتصف – منتصف الأبعاد والجهات).
قبل سنوات في احدى التجمعات الثقافية حدثت مشادة كلامية بيني وبين مقدم المحاضرة ووصل الأمر فيما بعد الى المقاطعة بيننا ولا زال، أما السبب كان حينما وصف مراسيم ال- سما (ڕێ ورسمێن سەما گێڕان ل جەم ئێزدیان) ب بدايات المسرح عند الكورد، وغيره تحدث عن (دەف وشباب – شاز وقدوم) واصفا بمحاولات الإنسان القديم في البحث عن الألحان والافكار البدائية عن النوتات وأنواع النغمات وارجعها كزميله الايزيدي الذي سبق الى بدايات الموسيقى عند الكورد (شاهدت اللقاء عبر التلفاز) والا كان لي موقف مشدد معه أيضا..
نماذج وامثلة أخرى كثيرة لحالات شاذة ومن غير الداعي الحديث عنها ومناقشتها اصلا، على سبيل المثال لا الحصر، كاتب ما أثار مسألة زواج ألاولياء والصالحين (خاس وبابچاکێت ئێزدیان) قبل مجي (شيخادي – قدس سره) معبد لالش واخر أشار الى حادثة اسمعها لأول مرة ( اتهام شێفەخرێ ئادیا ) بقتل نجله (بدر)، رغم متابعتي الدائمة لشؤون وشجون ايزيدية وحضوري المتواصل مجالس اهل العلم (علمدارێت ئێزدیان).
و آخرين يكتبون عن (القول الايزيدي المقدس) و(الادعية) و(التراويح الدينية) تحت عنوان الأشعار والقصائد. المصيبة حينما يكتب شخص ما عن موضوع وهو لا يعلم حتى أبسط المعلومات عما يطرح ويناقش، أما مسالة تقدير واحترام وتقديس أبناء بقية المكونات الدينية لاياتهم وادعيتهم ونصوصهم الدينية عكس حالتنا نحن أبناء الديانة الايزيدية حيث نشبه الابيات والايات الدينية وألاحاديث المقدسة وبقية النصوص والمبادىء الخاصة بديننا وعقيدتنا باشعار وقصائد الأولياء والصالحين (خاس وبابچاکێت مە ئێزدیان) ب(الشعراء) ..
هنا أتسائل : (هل من المعقول ما يكتب ويقال ..؟!).
٢
مستساری الامیر
لولا أن مسألة اختيار هيئة المستشارين لسمو الأمير الايزيدي شان وشجن ايزيدي صرف لما كنت تطرقت اليه رغم ان الموضوع شخصي جدا حيث له علاقة مباشرة بسموه (الامير) الذي صرح في اكثر من مناسبة وعلنا ان المجلس الروحاني مجلسه والمستشارين عائدين اليه أيضا ولا علاقة لاحد بهم وهي كذلك فعلا، لذا من جانبي وبقدر ما يتعلق الموضوع بي شخصيا لا اتدخل فيما لا يعنيني ان كان السادة الذين تم اختيارهم للعضوية في المجلس الاستشاري الجديد مؤهلين لأداء المهمة او غير ذلك، امر واحد لي علاقة به في الموضوع كله وهو شان حزبي داخلي صرف وهو موضوع عضوية (كوادر الايزيديين المنضويين تحت لواء حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني) في هيئة المستشارين المختارة من قبل الامير، أقول لهم أتمنى اعادة الذاكرة الى اخر قرار وتوصية (الاتفاق) الذي تم اثناء الاجتماع الحزبي، نعم اقولها صراحة فموقفكم الحالي غير واضح وصمتكم يدل ان مصير الاتفاق الذي تم قبل أشهر حول الموضوع (مشاركة او مقاطعة الكوادر الايزيديين الحزبيين – في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني هيئة مستشاري الامير) في حالة رفض مطلبهم ضرب عرض الحائط …
٣
من اعلام الايزيدية
عرب شمو (١٨٩٨-١٩٧٨)
يعد الكاتب والروائي الايزيدي (عرب شمو) مؤسس الأدب الكوردي وعميده وتعتبر روايته (الراعي الكوردي – تأليف عام ١٩٣٠) اول رواية كتبت باللغة الكوردية، إضافة إلى ذلك أسس الخالد شمو مع مجموعة من كتاب ومثقفين ايزيديين آخرين أمثال (قناتێ کوردۆ) و(حاجی جندی) إذاعة ايريفان الناطقة بلغة الام الكوردية في الثلاثينات من القرن الماضي، كما قام بتأليف واعداد كتاب خاص بالحرف اللاتيني المستخدم لغاية الآن من قبل الكورد اثناء الكتابة باللغة الكوردية (الحرف الغير عربي)، كما كان للمرحوم الدور البارز في اصدار جريدة (رێیا تازە) عام ١٩٣١ ونال عضوية المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الارمني وقد منح وساماً رفيعاً من مجلس السوفييت الأعلى.
كان للعلامة عرب شمو والكتاب الايزيديين الآخرين عند الجالية الايزيدية التي استقرت جمهورية ايريفان احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة أصحاب كفاءات علمية ومعرفية عالية وكان لهم ادوارا فعالة في نمو الثقافة ونشر المعرفة بين أبناء الديانة الايزيدية بقايا حملات الابادة الدولة العثمانية نهاية حرب الكونية الأولى وكانوا روادا يشرفون على الرسائل والبحوث في الجامعات ومعاهد الاستشراق شهادات (دكتوراه وماجستير) ومنح الالقاب العلمية والأكاديمية لكتاب وادباء كورد عامة ولاكراد العراق خاصة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
