تعتبر عشيرة الدنانية بعد عشيرة خالتا قديما ثاني اكبر عشيرة بين عشائر الأيزيدية..وفقا لعدد افخاذها التي تترواح ما بين (( 18.الى.23 فخذ )) قديما ..وحسب المفهوم الأيزيدية للعشيرة فهي مجموعة من الناس او افخاذ تجمعهم صلة القرابة والنسب حتى لو كانت تفاصيل النسب غير معروفة ولكنهم يتجمعون حول بيرق او سلف من الاسلاف الآوليين …فعشيرة الدنا الأيزيدية تنقسم الى افخاذ وفصائل وعوائل .. تعتنق الديانة الأيزيدية وتعتمد على التراث والتقاليد الديانة ربما تختلف من منطقة الى اخرى ومن ثقافة الى اخرى ..ومن اعراف عشيرة الدنا قديما كان يقضي بمنع الفتاة من الزواج برجل غريب عن العشيرة وبموجب هذا العرف السائد بين غالبية عشائر الأيزيدية فأن ابن العم الفتاة يمكن ان يمنع الفتاة من الزواج بشخص اخر غيره حتى لو بقيت دون الزواج مدى الحياة..
المهم عشيرة دنا واحدة من اقدم العشائر الأيزيدية اما عن تسمية العشيرة يقال البعض ان دنا مشتقة من كلمة دنيا اي العالم وذالك لكثرتهم..وهناك رأي اخر يقول الاسم جاء من ((دن اي ده نك ئافی)) بالعربي حب الماء المصنوع من الفخار.. ولكثرتهم كانوا يسكنون من بحيرة وان وسروج مرورا ب زوزانا، و روحا، ويران شار ،حتى ماردين الى الارضي السورية ديركا حمو وسركاني حتى اطراف حلب في سهل جوما وجبل ليلون حتى تصل الى شرقي نهر دجلة دشتا دوبانى…حيث تعرضت عشيرة الدنا على مر التاريخ لنكبات مختلفة اضافة الى منازعات وقتال ومعارك الثأر بينها وبين العشائر الاخرى وبسبب هذه النزعات والديانة اضطروا الى الهجرات المستمرة اضافة الى ذالك لم يكون بينهم وحدة عشائرية متماسكة بسبب جغرافيتهم وكثرتهم..ومن المعارك التاريخية المعروفة الذي وقعت بين عشيرة دنا وعشيرة كيسا .والذي قادها افراد عائلة کوگ اغا دنائي بحدود عام 1650م
واستمر معارك الثأر بينهم ايضا في زمن ابنه شهاب اغا من منطقة زوزان وحتى بعد مقتل شهاب اغا في المعارك تولى زوجته (( ديكا ناز)) زمام الأمور والقتال لدفاع عن عشيرة دنانية وبنيت قلعة حربية في رأس العين (( ترب سپي )) ومن قادة وابطال الدنا عگيد دنا دلي دنائي.. وأسي قيدي…واوسي دووغو
وأثر هزيمة وخسارة عشيرة الدنا امام العشائر الكردية والعربية المتحالفة مع عشيرة كيسا تفرقت عشيرة الدنانية وهاجروا الى الاراضية السورية والعراقية وقسم اخرى هاجروا الى قوقاز في ارمينيا… في سوريا استوطنوا في درباسية وعامودا وقرية جتلى وديركا حمو واطراف قاميشلو ..واطراف مدينة حلب ..وقسم من الدنا هاجروا واستوطنوا شرقي نهر دجلة في دفرا دنا (( دشتا دووبانى))ومنهم البريممية والروبنيشتية وهجكا ورمكا وكشكوكا والكنعانية ومعهم عشيرة رشكا
وعدد كبير من افخاذ العشيرة هاجروا واستوطنوا في اراضي شنكال ..والذين هاجروا شمالا الى الارضي القوقاز استوطنوا في ارمينيا وسهل ميران (( دشتا ميرا )) وجبال الأگز ….
وبعد مرور حقبة زمنية استطاع أوسي باندي بجمع بعض افخاذ عشيرة الدنانية وبتحالف مع عشيرة الكيكا استطوطنوا من جديد قرب ويران شار.. وتم بعض الاستقرار وبعد وفاته تولى ابنه الكبير قنجو الاول زمام الأمور ومن ثم ابنه حسين وتشير الروايأت والقصص ان الهجرة الاخيرة لعشيرة دنا كانت في عهد درويش اغا حوالي عام 1750 م او نحو ذالك ..وحسب ما يقول دكتور الكبير محمود مارديني في احد مقالته المنشورة على موقعه انه وجد وثيقة عثمانية في اسطنبول يعود تاريخ الوثيقة لعام 1787م
والمتضمنة قرار الصدر الاعظم بضرورة معاقبة عشيرة الدنا وذالك بسبب قيام زعيمها نمر سمو اغا بقتل وألي الموصل عبد الباقي الجليلي واخيه عبد الرحمن وابن عمه صالح ومحمود ..حيث جرت الحادثة في دشتا دووبانى قرب سميل وقتل منهم حوالي 100 جندي عثماني .. والحقيقة وبعد الحادثة اصبح لعشيرة دنا شأن في المنطقة وبنيت قلعة عفدي اغا ابن نمر في سميل وحدثت معارك وغزوات بينهم وبين عساكر امراء عمادية وكان النصر ل عفدي اغا واصبح عشيرة دنا قوية وعلى أثرها قرر وألي بغداد سليمان باشا بأرسال جيش قوي بقيادة وزيره ..بقيادة حملة عسكرية للأبادة عشيرة دنا بتحالف مع العشائر العربية الجبور والمطاوعة والحديدية والميتوت طمعا في الغنائم والسبايا وبداء من اطراف دهوك وسميل الى ويران شار حتى اورفا ودشتا حران وبعد خسارة عفدي اغا تشدده ابناء العشيرة في جبال والكهوف وعلى أثارها يأتي عائلة الكتخودا بكر افندي وعائلة الكتخدا جادرجي من موصل والاستيلاء على الارضي عشيرة دنا وممتلكات عائلة عفدي اغا ..ومن ثم عاد عشيرة الدنا من جديد بزعامة بشار اسماعيل اغا الملقب ببشار تحلى والذي تحالف مع الحكومة العثمانيين وبشجاعته وبسالته وحكمته استطاع ان يفك أسرى وسبايا الأيزيدية الذين وقعوا تحت رحمة جنود حافظ باشا عام 1844م ….
ومن ثم يظهر عشيرة دنا قوة في زمن حسين بن حسين بن قنجو والذي لقب نفسه ب مسقوف او مسقور دنا إلا ان قيامه بقتل صديق الزاد والملح مصطفى بك مير سوركا من أجل حصان ونشوب عداوة بين الدنا والسوركا هجرت وتشدده العشيرة الدنا من جديد وينهزم حسين قنجو ويدخل دخيل عند عشيرة الشمر العربية عند شيخ دهام الشمري والذي بدوره يقوم بأجراء صلح عشائري بين حسين قنجو وعشيرة سوركا ويعود حسين قنجو ويبني قصرا في الهليلية ويتحالف مع عشيرة ملا مع ابراهيم باشا ملي ويترك دينه ويدخل الدين الاسلامي ويقود معركة نواخا ابراهيم باشا وينتصر على العشائر العربية….
عام 1890 م حملة فريق باشا يتعرض ابناء الديانة الأيزيدية في شنكال وفي دشتا دوبانى لحملة فريق باشا ..وكان في شنكال يتزعم عشيرة دنا بشار حمود اغا وفي المنطقة دشتا دوبانى دهار اغا الذي استشهد على يد قوات فريق باشا
اما بنسبة افخاذ عشيرة دنا هي تترواح ما بين 20 فخذ الى 23 فخذ لا حاجة لذكر اسمائها حتى لا اطيل عليكم ..وايضا مناطق تواجدهم في الارضي السورية مابين مدينة حسكة الى اطراف مدينة حلب بحدود 30 قرية وفي العراق ايضا بحدود 33 قرية ما بين شنكال ودشتا دووبانى لاحاجة لذكر اسماء القرى ايضا ويقال في ارمينيا ايضا بحدود 10 قرى ولكني غير متأكد
اما بنسبة تسمية دشتا دوو بانى او دفرا دوو بانى والذي تعني الارض الواقع على ممريين …دشتا دوو بانى وتعني بالمفهوم الأيزيدي (( دشتا سه ر دوو ريا)) ونعتقد ان اسم دوو هوك مشتق من كلمة دوو بانى ..يقول المؤرخين الكرد المسلمين ان دهوك تعني مكيالين او صاعين او حفنتين ويذهب بعض المؤرخين العراقيين العرب حديثا ان كلمة دهوك مشتق من من داهك اي المضرب الذي يطحن الحنطة اي تعني الضرب والطحن لانهم يريدون ان يقطعوا صلة الارض بالأيزيدية..اما الحقيقة اسم دوو هوك القديم كانت دوو بانى اي الارض الذي تقع على ممريين وهذا ما يؤكده بعض المخطوطات الأديرة والكنائس الذي ذكر فيها ان منطقة داسن السفلى كانت لها ممريين ممر جبلي وممر عبر الوادي وكانت مركزها قلعة مالتا ..وبالمناسبة حتى مدينة زاخو الحالية كانت قرية ئيزيدية وكانت تسمى قرية پير هسنلكا وكانت فيها معبد للأپيار تسمى زيوى پير هسنلكا ..ولكن للاسف المؤرخين الكرد والعرب يقول كانت اسمها قديما الحسينية والغسنية وفيها قلعة واخيرا قال احد اساتذة التاريخ في زاخو ان زاخو كانت قرية ئيزيدية ويقول حيث تعرضت مدينة زاخو بحدود عام 1920م لفيضانات وعلى اثرها تم اكتشاف معبد للأيزيدية من عدد كهوف حيث وجد فيه ثور صغير مصنوع من ذهب واهدية هذا التمثال من قبل اغا مدينة زاخو الى ملك فيصل عام 1921م
اما بنسبة قدسية طاووس بوقتار بابا بين ابناء عشيرة الدنا لوحدهم من بين العشائر الأيزيدية واحتفالهم بعيد بوقتار بابا ..حيث يعود السبب الى وقوف ابناء عشيرة الدنانية مع ذرية مير سجادين وشيوخ سجادين ضد بيت الإمارة في المعارك الثأر بين شيوخ مير سجادين وامراء بيت الإمارة الأيزيدية في باعدرا حيث يعتقد ابناء ذرية مير سجادين ان سلطة الأمارة الحق السلطة لهم دينيا ودنيويا ..وعلى اثرها تم تحريم أرسال طاووس شيخآدي الى قرى عشيرة الدنانية على مدى 16 عاما ..ولهذا اتفق وجهاء وشيوخ عشيرة دنا باستقبال طاووس بوقتار بابا بدلا من طاووس شيخآدي ..وتقول الروأية عاد الوئام والصلح في عهد مير بداغ بگ وعاد السماح للطاووس شيخادي بزيارة قرى عشيرة الدنانية ..لا احب ان اذكر الحوادث حتى لا افتح باب القيل والقال واخيرا خودى تمامى هذا ما سمعته من بعض شيوخ مير سجادين بحدود عام 1985م .. وانا على علم اليقين المسائل التاريخية مختلف عليها والروايات الدينية ايضا حسب النقل الشفهي عبر الافواه.
لا يمكن الحديث عن عشيرة الدنانية وذكر ابطالها ؟ دون ذكر اسم البطل درويش عڤدي الدناني ؟؟
لا اعرف لماذا لم تذكروه في بحثك السطحي هذا كعادتك!!!!