السبت, يوليو 27, 2024
Homeمقالاتالعقبة التي لن يتخطاها النظام الايراني : منى سالم الجبوري

العقبة التي لن يتخطاها النظام الايراني : منى سالم الجبوري

عمل ويعمل القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايراني وبشکل خاص مرشد النظام
الاعلى، کل مابوسعهم وفي إمکانهم من تخطي کافة العقبات والعراقيل التي قد تصبح سببا في تعثر
النظام وسقوطه، ولأن النظام الايراني هو نظام ثيوقراطي، فإنه يولي إهتماما غير عاديا للمسائل الامنية
والاستخبارية ولاسيما من حيث إستخدامها ضد معارضي النظام والقضاء عليهم، فإن النظام الايراني
وإن تمکن من تجاوز الکثير من العقبات والعراقيل وتمکن من ضرب وإقصاء معظم معارضيه
ومخالفيه، إلا إنه واجه فشلا ذريعا في تخطي وتجاوز عقبة منظمة مجاهدي خلق التي صارت ومع
مرور الزمن عقبة کأداء بات في حکم المستحيل تجاوزها.
عدم تمکن النظام الايراني من تجاوز عقبة منظمة مجاهدي خلق کما تجاوز وتخطى عقبات المعارضات
السياسية الاخرى منذ تأسيسه، يعود الى إن منظمة مجاهدي خلق ليست أبدا کسائر المعارضات الايرانية
الاخرى، فهي معارضة إستثنائية مميزة تجمع بين عاملي الاصالة والمعاصرة، الاصالة من حيث
إنتمائها الکامل والتام للشعب الايراني ونضالها من أجل تحقيق کل مافيه الخير والصلاح لهذا الشعب،
ومعاصرة لأنها عاصرت الدکتاتورية الملکية القمعية ووقفت بوجهها وساهمت بصورة نوعية في
إسقاطه مثلما إنها تواجه الان الدکتاتورية الدينية وتعمل کل مابوسعها من أجل إسقاطه مع ملحظة إنها
المعارضة الوحيدة التي يعاني النظام الديني من جراء نشاطاتها الامرين.
مراجعة الاحداث والتطورات التي جرت منذ تأسيس النظام الديني في إيران، وإلقاء نظرة على عملية
الصراع والمواجهة التي جرت ولازالت تجري بين منظمة مجاهدي خلق وبين هذا النظام، يبين وبکل
وضوح دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على مسار الاوضاع والاحداث في إيران ومن إنها حرکة
سياسية غير تقليدية بالمرة والاهم من ذلك إنها ليست من النوع الذي تخضع للأحداث والتطورات
وتنساق ورائها تلقائيا بل إنها تقوم وتساهم بنفسها في عملية صناعة الاحداث والتطورات وتحديد
المسارات.
طوال ال45 عاما المنصرمة، إشتکى النظام وعانى کثيرا من جراء دور وتأثير المنظمة الى الحد الذي
سعى من أجل التوسل بالشعب کي ينأوا بأنفسهم عن المنظمة، وهو طلب مثير للسخرية والتهکم ذلك إن
المنظمة نابعة من عمق الشعب الايراني وذات علاقة جدلية معه بحيث لايمکن فصم عرى هذه العلاقة
مطلقا، ويکفي إن مٶسس النظام خميني قد رکب أعلى مافي خيله عندما أصدر فتواه الباطلة بإبادة أکثر
من 30 ألف سجين سياسي أکثر من 90% منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، لکن ذلك لم يتمکن
من إيقاف مسيرة المنظمة وإنهاء دورها بل وحتى إنها إستمرت وواصلت مسيرها کما إن خليفته خامنئي
الذي صار معروفا بکثرة شکاويه من دور المنظمة ومطالبه وتوسلاته من الشعب بالابتعاد عنها، ولکن
کل ذلك لم يغير من الامر والوضع شيئا وإن منظمة مجاهدي خلق باقية کعقبة لن يتمکن هذا النظام من
تخطيها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular