السبت, يوليو 27, 2024
Homeاراءعلي سيدو رشو : لماذا الاستعجال بالحكم على الاتهام؟

علي سيدو رشو : لماذا الاستعجال بالحكم على الاتهام؟

يقول أحد الحُكماء “تكلّم وأنتَ غاضب .. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك”

قد أكون مخطئاً في وصف هذه الحكمة في هذه المناسبة، ولكنني مقتنع تمام القناعة ببعض الحقيقة فيها لأن الحكم على أن ل بيت ششو يد في مقتل المرحوم زكي (اسماعيل فرمان) يوم 15/8/2018. في سنجار كان في عجالة ولست هنا في موضع الدفاع عنهم ابداً. فمنذ عقد ونيف من الزمن هنالك صراعات سياسية كانت في بداياتها بين حكومتي المركز والاقليم ولكن هذه الصراعات توضحت مع الوقت بشكل جلي بعد يوم 3/8/2014 بين المركز والاقليم والبككة ومصالح كل من تركيا وايران والسعودية من جهة والدول الكبرى من جهة أخرى. لذلك فإنه بسبب  تشابك هذه المصالح فإنه من الصعب الحكم على أضعف حلقة من بين جميع تلك المصالح أن يأتي الإتهام بالحكم على أنه أمر واقع.

من خلال خبرتنا مع واقع منطقتنا منذ 2003 ولحد اليوم، فإننا لم نقف على حالة واحدة بأن الحكومة الكردية أو حتى المركزية قد أسندت مهمة خطيرة من هذا الحجم (أو حتى أقل منها بكثير) إلى شخصية إيزيدية او حتى المسئولين الامنيين من الايزيديين كانوا تحت رقابة مشددة من غيرهم. وفي نظرنا فإن العلاقة التي كانت بين الاشقاء (بيت ششو ومام زكي) هي أنزه بكثير من أن توجه التهم هكذا بدون تقديم أدلة ووقائع مثبة، رغم الاختلاف في الانتماء سوى ما تم التصريح به في ظروف عصبية وبتشنج غير مدروس من قِبل السيد قاسم ششو في وقتِ ما. فالكثير من القيادات الكردية وعلى اعلى المستويات قد صرّحت بأن وجود عناصر حزب العمال هو العقبة الاساسية في طريق ايجاد الحلول لمنطقة سنجار، لا بل راحوا ابعد من ذلك بانهم (أي حزب العمال) يمثلون العقبة الاساسية في عودة الايزيديين إلى ديارهم وانه يجب عليهم ترك المنطقة. كما وأن حكومة الاقليم قد وقفت بكل قوتها مع تركيا ضد وجود حزب العمال في سنجار وقنديل وبقية مناطق كردستان العراق بالعمل الاستخباري وملاحقة كوادرهم. فهل لشخص مثل حيدر ششو أو قاسم ششو وهم في هذا الوضع الحرج أن يكونوا طرفاً في مثل هذه الحادثة؟ وللإطلاع على الحقيقة يمكن زيارة الرابط التالي: http://www.bahzani.net/?p=2406

إذن فمن الواجب في هذا المجال البحث عن: مَن له مصلحة فيما حصل؟ ف لتركيا المصلحة بالدرجة الاولى لكونها قد افادت عشرات المرات بانها سوف لن تدع لأي نهضة لحزب العمال اينما وجد وهي التي نفذت العملية واعلنت عن مسئوليتها عنها، كما ولحكومة اقليم كردستان المصلحة بالدرجة الثانية وذلك لشق الصف الايزيدي (الممزوق أصلاً) من جهة، وتبرير الحجة بتغذية جهات ضعيفة من الوسط الإيزيدي لإضاعة الفرصة على الايزيديين بان ينسوا قضيتهم الاساسية والانشغال بما يمكن ان يصب في مجرى آخر. فإيزيديي سنجار اعتبروه عمّا وقائداً ميدانياً لهم في الحياة وأيضاً قاموا بكل الواجب أثناء استشهاده.

ففي أثناء ساعة انشغال الطائرات التركية بضرب رتل مام زكي، كان يد رئيس الوزراء العراقي بيد الرئيس التركي وقال بالنص (إننا مع حماية الأمن القومي التركي في حال تعرضه إلى الانتهاك من قِبل أية جماعة خارجية تستخدم الاراضي العراقية ذريعة لنشاطاتها ضد تركيا وفي هذه اللحظة برزت علامات البهجة على ملامح الرئيس التركي). وفي ذات المناسبة كانت هنالك زيارة رسمية للسيد فاضل ميراني ويده بيد الرئيس التركي. لذلك ايها الاحبة فلا تستعجلوا وتأتوا إلى الحلقة الأضعف وأن عدوكم الاساسي واضح ويقول جهارا نهارا بأنه سوف لن يدعكم بأن تستقروا وأنه سيلاحقكم اينما وجدتم سياسيا وعسكريا وامنيا.

فمن الأفضل أن تنتظروا الايام لأن لحزب العمال الكردستاني باع طويل في المجال المخابراتي والاستقصاء والبحث والتحليل ومن خلال إرجاع معلوماتهم ليوم الحادثة وجمع الأدلة فانهم سيحصلون على الكثير من الأدلة وبالتالي سيتبين كل شيء على حقيقته لأن المرحوم لم يقتل كونه شخص ايزيدي وانما كونه عضو بارز في حزب له الكثير من الاعداء الواضحين وضوح الشمس.

علي سيدو رشو

المانيا في 28/8/2018

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular