الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeمقالاتساهر عريبي : هل من بديل  للعبادي غير العبادي؟

ساهر عريبي : هل من بديل  للعبادي غير العبادي؟

يبدو للوهلة الأولى أنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال وهو إنطباع أولي مشروع نظرا لحالة الهرج والمرج التي تجتاح الساحة السياسية العراقية, فضلا عن الحملات الإعلامية المتبادلة بين الفرقاء , ويضاف الى ذلك  الأوصاف الخاصة التي أكدت المرجعية الدينية على توفرها في المرشح لشغل منصبرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة, وهي القوة والشجاعة والحزم.
ويضاف الى ذلك الأوصاف العامة التي حددتها المرجعية للناخب قبيل الإنتخابات  في المرشحين واهمها ألا يكون من الفاسدين والمجرّبين الفاشلين. ولا شك أن هذه المواصفات العامة يمكن تلمسها في عدد من النواب الفائزين ممن يتمتعون بالنزاهة وقد يكون بعضهم مجربين ناجحين, لكن الشروط الخاصة لايمكن معرفة تحلي المرشح بها مالم تكن له تجربة سابقة في الحكم.
ولذا فإن مواصفات  المرجعية الخاصة والعامة لا يمكن إثبات إجتماعها في  شخص  ما لم يكن مجرّبا ناجحا أثبت قوة وحزما وشجاعة في عمله سواء في رئاسته للوزراء او عبر توليه لأحد المناصب الأخرى من وزارية أو نيابية وغيرها. وهكذا تضيق الدائرة  حتى لا يكاد يبقى في الساحة من مرشحللمنصب ينطبق عليه الحد الأدنى من شروط المرجعية العامة والخاصة سوى الدكتور حيدر العبادي.
فمن ناحية الشروط العامة فإن العبادي حقق نجاحات لاينكرها الا جاحد  خلال إدارته للبلاد طوال الأربع سنوات الماضية , فقد استلم العراق من سلفه نوري المالكي بخزينة لا يوجد فيها سوى 3 مليار دولار وبديون لشركات النفط بمقدار 15 مليار بالرغم من ان موازنة العراق في ذلك العام كانت الأكبر فيتاريخه ومنذ زمن السومريين! إذ بلغت 147 مليار دولار وسميت بالموازنة الإنفجارية التي سلك معظمها طريقه لجيوب الفاسدين, عبر العقود الوهمية ومزادات بيع العملة والجيوش الفضائية وغير ذلك.
وتسلم العبادي العراق وثلثه محتل من قبل قوى الإرهاب التي وصلت الى مشارف بغداد في عهد سلفه الذي فشل في إعداد فرقة عسكرية واحدة تصد هجوما لبضع مئات من الإرهابيين, وكانت الطامة الكبرى في إنخفاض اسعار النفط التي تجاوزت عتبة المئة دولار للبرميل الواحد في عهد المالكي لتصل الى30 دولارا في عهد العبادي. ويضاف الى ذلك مختلف الأزمات التي تمر بها البلاد والتي فشل المالكي وطوال سنوات حكمه الثمانية في حل واحدة منها, سواء أكانت خدمية أم امنية أم سياديةأم إجتماعية او اقتصادية.
لكن العبادي حقق نجاحات لا يمكن إنكارها سواء على صعيد إدارته لمعركة التحرير أو على صعيد الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها, إضافة الى إدارته للملف الإقتصادي بشكل جيد ومقبول, بالرغم من العصي التي وضعتها ومازالت  في دولاب عمل الحكومة ماكينة الفساد التي تغلغلت في مفاصل الدولة فيعهد سلفه. فقد تحررت الأراضي العراقية وعاد العراق موحدا من شماله الى جنوبه, وماكان لذلك ان يتحقق لولا شجاعته وحزمه وهو الذي اتخذ القرارات الصعبة كما لم يغب عن ميادين القتال.
كما وان العبادي أثبت نزاهته طوال سنوات حكمه إذ لم يدني الإقرباء كما فعل سلفه من أبناء وأصهار وأولاد عمومه, وعجز خصومه  عن العثور على ملف فساد واحد عليه طوال السنوات الأربعة الماضية. لكن مايعاب على العبادي هو عدم شجاعته وافتقاره للحزم في التصدي للفساد بالرغم من تدنيمستوياته في عهده. ويمكن تلمس العذر للعبادي إذ لا يمكنه أن يخوض حربين في آن واحد مرة مع قوى الإرهاب ومرة مع حيتان

[الرسالة مقتطعة]  عرض كامل الرسالة

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular