الخميس, مايو 2, 2024
Homeمقالاتمٶامرات الشعوب : منى سالم الجبوري

مٶامرات الشعوب : منى سالم الجبوري

تسعى الانظمة الديکتاتورية دائما للنظر الى نضال الشعوب من أجل الحرية والحقوق الاساسية على إنها”مٶامرة”خارجية ضد”الانظمة الوطنية” وضد”المبادئ والقيم التي تٶمن بها الانظمة”، وإن وصف المرشد الإيراني علي خامنئي في ما يبدو أنه أول تعليق على احتجاجات العراق، أنها “مؤامرة من الأعداء تهدف إلى التفريق بين إيران والعراق” وإستطراده بأنه”سوف يزداد هذا الارتباط وثاقة يوما بعد يوم. يسعى الأعداء للتفرقة، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر”، هو في خطه العام موقف لايختلف قيد أنملة عن مواقف الطغاة والحکام الديکتاتوريين من نضال الشعوب من أجل الحرية والحقوق.

هذا الموقف الذي جسده أئمة الجمعة”الذين يعتبرون ممثلين لخامنئي” في مختلف المدن الايرانية في خطبهم ووصفوا تظاهرات الشعب العراقي بشتى الاوصاف والنعوت السلبية من قبيل إنها مٶامرة أمريکية ـ إسرائيلية وإنها ضد الاسلام والمسلمين وضد”جبهة المقاومة” التي يمثلمها النظام الايراني وأذرعه في بلدان المنطقة مع النظام السوري، يثبت کذب وزيف کل المبادئ التي أعلنها النظام الايراني بشأن نصرته للشعوب الثائرة من أجل الحرية والحقوق المسلوبة وأثبت بأنه أکبر عدو للشعوب الثائرة والمنتفضة، خصوصا وقد صار واضحا للعالم کله بأن عامة الشعب العراقي من المحرومين والذين يقع عليهم العبأ الاکبر هم من خرجوا لهذه التظاهرات.

موقف المرشد الاعلى الايراني ونظامه من التظاهرات التي جرت في العراق، هو نفس الموقف الذي تم إتخاذه من إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017 للشعب الايراني حيث طالب بحقوقه وبالحرية ولکن النظام وصف الانتفاضة بأنها مٶامرة أمريکية ـ اسرائيلية ـ سعودية تقوم مجاهدي خلق بتنفيذها، وهو أمر أثار سخرية وإستهجان الاوساط السياسية والاعلامية في العالم لکونه وصف أبعد مايکون عن الواقع، فالشعب الايراني قد إنتفض بوجه ظلم وطغيان وفساد لم يعد بالامکان التستر عليه، ولکن النظام الايراني وعوضا عن الاعتراف بالحقيقة فإنه رفض الانتفاضة ودافع عن نفسه کخيار مفروض على الشعب رغما عنه.

المٶمرات والمخططات الاجرامية السوداء، أثبت التأريخ بأنها من صناعة الانظمة القمعية الديکتاتورية وإن النظام الايراني في مقدمة هذه الانظمة وله تأريخ وسجل طويل في حياکة وتنفيذ المخططات والمٶامرات، وکما إن الشعب الايراني قد ضاق به ذرعا ويناضل من أجل إسقاطه فإن الشعب العراقي أيضا لم يعد بوسعه أن يتحمل دور وتدخلات هذا النظام ولاسيما من حيث فرضه أحزابا وميليشيات تابعة له على الشعب العراقي تعمل ليل نهار من أجل خدمة مصالح هذا النظام وضمان تنفيذ مخططاته الاجرامية ضد العراق وبلدان المنطقة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular