أعرب زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، اليوم الاربعاء، عن شكره وتقديره للمواقف الإنسانية النبيلة لأهالي مدينة أربيل وإستضافتهم وإحتضانهم للمنكوبين، معلناً أنهم أثبتوا وطنيتهم ويمتلكون أخلاقاً وقيماً عالية، وبتلك الأخلاق والقيم العالية منعوا تدهور الأوضاع الأمنية في مدينتهم، وقدموا خدمة كبيرة لأمن وإستقرار كوردستان.

وقال بارزاني في كلمة ألقاها خلال لقائه في أربيل، مع شخصيات وممثلي المكونات وشرائح أهالي المدينة ان “النموذج البارز لهذا الدور النبيل تبين منذ أنفلة البارزانيين حتى الآن”.

واضاف أن “أهالي أربيل، رغم الأذى والصعاب والالام، حافظوا بتلك القيم العالية على إستقرار مدينتهم والمنطقة الى حد كبير، وكانوا سبباً مهماً من أجل المحافظة على أمن وإستقرار عموم كوردستان”.

وبشأن الأوضاع السياسية في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة، أشار بارزاني الى أسباب لجوء شعب كوردستان الى إجراء الإستفتاء، كما تحدث عن مرحلة ما بعد الإستفتاء، وخيانة السادس عشر من إكتوبر وتداعيات تلك الخيانة على كوردستان، معلناً أن “السلطات في بغداد بذلت كافة جهودها لتشجيع الشعب العراقي على معاداة شعب كوردستان، وتحويل الخلافات والمشكلات معها الى مشكلات بين الكورد والعرب، لكن لحسن الحظ، انتخابات شهر آيار الماضي أظهرت أن الشعب العراقي ليس معهم ولم يصدقوا تلفيقاتهم، بل عاقبوا الوجوه التي عادت وأذت شعب كوردستان”.

وبخصوص الوضع السياسي في كوردستان والعراق وإنتخابات شهر آيار الماضي، ذكر بارزاني أن “المعادين للحزب الديمقراطي الكوردستاني كانوا يعتقدون أنه وبسبب مساندته المطلقة للإستفتاء ووقوعه تحت الضغوطات الإقتصادية والسياسية المختلفة، سيتساقط، لكن بهمة كوادر وأعضاء ومؤيدي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبهمة جماهير شعبنا، إستطاع أن يضمن الحصول على الموقع الأول على مستوى كوردستان والعراق وأن يصبح الحزب الأول على مستوى العراق”.

وعن العلاقات بين إقليم كوردستان وبغداد، قال “كان إعتقادنا على الدوام، إنه مادمنا باقين مع العراق، لابد أن تكون علاقاتنا جيدة جداً معها، وعلى الدوام كان السلام والحوار خيارنا، ولم نجنح للقتال والحرب، ولانريدها، ولكن نواجههم عندما يرغموننا. والحزب الديمقراطي الكوردستاني يضحي بنفسه من أجل حماية أرض وكرامة شعب كوردستان”.

وفي ذات الإطار قدم بارزاني “شكره لشعب كوردستان وقوات بيشمركة كوردستان لصمودهم في الحرب ضد الإرهاب، وفي حرب الدفاع عن كرامة وأرض كوردستان”، معلناً “إننا جميعاً مديونون للبيشمركة، لأنهم وحدهم إستطاعوا تغيير المعادلات وحماية كوردستان”.

وحيال المفاوضات الجارية بين الأطراف السياسية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة في العراق، أشار الى “وجود مباحثات مكثفة، ونوع من التفاهم، حول ضرورة تشكيل المجلس الأعلى للسياسات الإستراتيجية، يشارك فيه الكورد من أجل إصدار القرارات الإستراتيجية ومنع عودة التفرد الى الحكم”، موضحاً أن “ذلك المجلس سيضمن حماية حقوق المكونات العراقية ويمنع إصدار القرارات الفردية”.

كما أشار الى أنهم يؤكدون على تشكيل الحكومة على ثلاثة مبادىء أساسية وهي الشراكة الحقيقية في القرار، والإلتزام بالتوافق في إصدار القوانين والتشريعات، والتوازن في المؤسسات الحكومية بين المكونات، مبيناً أن وجود المجلس الأعلى للسياسات الإستراتيجية يضمن ذلك.

وحول إنتخابات برلمان كوردستان، قال أنه “بدعم ومساندة شعبنا، سيحقق الحزب الديمقراطي الكوردستاني فوزاً كبيراً، وبذلك الفوز سيتم تشكيل حكومة قوية ومتينة تستطيع تنفيذ الإصلاحات الجذرية في كافة مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإدارية في إقليم كوردستان”.

كما أكد بارزاني أن “الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لايوعد دون أن يعمل، وإنهم أصحاب هدف إستراتيجي، ولا يغيرون مواقفهم مع السياسات اليومية، ولا يتراجعون أبداً عن ذلك الهدف الإستراتيجي، وعندما يمتلك أي شخص أو طرف هدفا إستراتيجيا يجب أن يكون مستعداً للتضحية بحياته من أجله، لذلك ضحى الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الدوام من أجل حماية وسعادة شعبنا”.