الإثنين, أبريل 29, 2024
Homeمقالاتمعركة ديرونا قولينكا ودور الإيزيديين فيها : فرمز غريبو

معركة ديرونا قولينكا ودور الإيزيديين فيها : فرمز غريبو

 30-3-2020م

الزمان :1956- 1957م

المكان :قرية ديرونا قولينكا 

سير المعركة وشخصياتها :

1-الزمان ,لقد ذكرت هنا رقمين لأنه وحسب قول الرواة  هناك تضارب في التاريخ ’بعضهم قال بأن زمن تلك المعركة كان في سنة 1956 وآخرون قالوا بأن المعركة قد حدثت في سنة 1957 /لذلك أرتأيت ذكر التاريخين ,للتثبيت والتأكد.   

2-مكان حدوث المعركة ,كان في قرية ديرونا قولينكا ,و تدعى الآن وبعد تعريب اسمها (دير أيوب),وهي قرية  كان يسكنها المسلمون والإيزيديون والمسيحيون  من دون العرب ,فمن الإيزيديين كان يسكن فيها كل من ميرزا حاجي وهو من عشيرة الشفقتا الإيزيدية وكذلك حوران سكفان وهو من عشيرة النمردانية الإيزيدية ,والأثنان من عشيرة جيلكا التي هي فرع من عشيرة الهفيركا  وزعيمها حاجو آغا,

ومن المسيحيين ,كان يسكن فيها من السريان ,رفو ومورو وهما أخوة ويوسف  وكذلك فرمان أبو كورية وكان بيد واحدة ,كان يملك بندقية وبها قتل ميرزا حاجي الإيزيدي  النقيب التركي,وميرزا حاجي قتله المسلمون الكورد في تركية  وقطعوا رأسه وذلك بسنة 1960م وكان معه سلو باصو وهو ايزيدي من عشيرة الباجنية وهي أيضا فرع من عشيرة جيلكا التي هي كذلك فرع من عشيرة الهفيركا,ومن المسيحيين الساكنين بتلك القرية بعض الأرمن وهم 4 أخوة  ويسمون عادة بعائلة الحدادة لأن مهنتهم كانت الحدادة ( مثل توما وكورية) .

ومن المسلمين الذين كانوا يسكنون بالقرية ,أحمد بن محمد قهوجي وهو من قرية جيليك بتركيا ,كما كان  بين الذين يسكنون فيها  يوسف حاجو وهو ابن زعيم عشيرة الهفيركا حاجو , التي كان مركزها قرية (بلدة )تربسبي وبعد التعريب صار اسمها قبور البيض ومن ثم الآن القحطانية ,وهي بلدة تقع في سوريا على نهر الجراح وعلى الطريق الواصلة بين القامشلي ورميلان …

أما قرية ديرونا قولينكا فهي قرية تقع بالقرب من الحدود السورية _التركية ومقابل السكنة العسكرية التركية بتركيا التي تسمى (باورد)أو باوردة وهي تقع شرق بلدة نصيبين بتركيا.

سير الأحداث :كما هو معروف ,فإن معظم القرى التي تقع على الحدود ,يقوم سكانها بتجارة التهريب ,وهذا ما حدث هنا وكانت النتيجة أن حدثت تلك المعركة , فقد قام ميرزا حاجي ومعه كل من فليت سيبا وعيسى ميخان ونايف سيبا بجلب مجموعة من الأغنام من تركيا وعبروا الحدود السورية التركية ودخلوا سوريا بالمنطقة بين كرديم حليمة وتل حسنات وديرونا قولينكا ,هنا قامت القوات التركية بمهاجمة قرية ديرونا قولينكا للإستيلاء على مواشي القرية ومصادرتها ,لكن السكان هنا تصدوا لهم ووقفوا بوجههم واستطاعوا هزيمتهم ,كان من اشد المقاومين ميرزا حاجي ويوسف حاجو ,فعندما حاول الأتراك الإستيلاء على المواشي كانت القوات التركية مسلحة ,لذلك قام يوسف حاجو بإرسال الخبر مع صاحب الباص يعقوب وهو مسيحي وكان ينقل الناس بباصه كركاب  لأخيه حسن حاجو وجميل حاجو لأجل أمدادهم بالمساعدات ,فجاء عدد من الناس من مناطق سكن الإيزيديين خاصة ,وكان من الذين جاؤوا للمساعدة بير علي من اوتلجة  وسليمان بروكا من تل خاتون وكذلك صبري على أحمد وهو مسلم من عشيرة دلممكا  وحسين اسكان  وهو ايزيدي  من عشيرة النمردانية من تل السيد (كرديم يوسف برو) ,بهذه الفترة وحسب ما سمعت جاء بعض الشرطة (الدرك)السوريين للمكان ولكن لم يفعلوا شيئا.

امتدت المعركة لمنطقة قجونية  وهرب السكان إلى القرى المجاورة مثل باباسي وقام الأتراك باشعال النيران بالمحاصيل الزراعية بمنطقة كرديم يوسف برو ,اثناء المعركة تم قتل ضابط تركي برتبة نقيب و3 عساكر وكان النقيب يملك قنبلة يدوية بجيبه , واثناء ذلك جاءت الطائرات التركية لضرب المقاومين ,لكنها ضلت الطريق وذهبت إلى باورني بدل باورد ,وفي هذه الإثناء تدخلت أمريكا ومنعت الأتراك من الهجوم ,هنا يرد بأن الذي قتل النقيب 1-يوسف حاجو ,حيث كان ابنه خورشيد يمسك المنظار ووالده يرمي بالبندقية على الأتراك 2-ميرزا حاجي وكان يملك كلاشنكوف ,لذلك طلب من رفيقه فرمان المسيحي الذي كان وكما ذكرت بيد واحدة إعطاءه بندقيته العادية وكان بالإمكان الرمي لمسافة بعيدة وقتل بها النقيب التركي و3 عساكر من الأتراك  ,بعد وقف المعركة قام السكان بجلب جثث الأتراك لعند نبع القرية وتم غسلهم هناك وكان الأتراك قد قاموا بخطف 40 شخصا من سكان القرى المجاورة وأخذوهم لتركيا .

طالب الأتراك بجثث جنودهم ,ولكن يوسف حاجو قال لهم :بأنهم سوف لن يسلموا جثث جنودهم قبل تسليمهم هؤلاء الذين خطفوهم ,وطالب من الأتراك التحدث مع أخيه حسن حاجو في تربسبي ,وحسن حاجو هو ابن حاجو وكان عضوا في برلمان سوريا بعد الإستقلال  وكذلك عضوا في جمعية خويبون وله باع طويلة في النضال لأجل حقوق الأكراد وتوفي بسنة 1963م ودفن في قرية دوكري قرب بلدة تربسبي وبالغرب منها   ,عندئذ تم اطلاق سراح المخطوفين الذين تم أخذهم لبلدة نصيبين بتركيا بعد تعذيبهم اشد تعذيب وبالمقابل  تم تسليم جثث الأتراك الذين قتلوا بالمعركة   وانتصرت الإرادة الشعبية والمقاومة  ضد الأتراك.  

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular