الأربعاء, مايو 8, 2024
Homeاخبار عامةأمير داعش الجديد "تركماني عراقي خطير"

أمير داعش الجديد “تركماني عراقي خطير”

أسمه أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى ويحمل أسماء مستعارة عدة، إذ يقدمه التنظيم على أنه “الأمير” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الساعي إلى ترسيخ سلطته من خلال إعادة بناء تنظيم لا يزال قادراً على التحرك رغم خسارته المساحات التي كان يسيطر عليها.

نصب المولى في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019 من قبل قيادة تنظيم الدولة خلفاً لأبو بكر البغدادي الذي قتل في هجوم أميركي، لكن لم تؤكد المخابرات العراقية والأميركية رسمياً من يكون إلا بعد أشهر عدة.
ويبدو أن المسار الذي أوصل هذا الرجل ذو الأصول التركمانية، المولود على الأرجح في العام 1976، إلى سدة القيادة، غير واضح داخل تنظيم كان جميع قيادييه السابقين من العرب، ومن نسب هاشمي قرشي فعلي، فلم يكن اسمهم لقباً للتغطية على أصوله.

وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإشارة في تقرير صادر في كانون الثاني/ يناير 2020، إلى أنه “خيار مؤقت، إلى حين إيجاد التنظيم أميراً يتحلى بشرعية أكبر”.

ففي الرابع والعشرين من آذار/ مارس الماضي، حددت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً المولى، الملقب بالقرشي، كزعيم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية، وأدرجته على قائمة أكثر “الإرهابيين” المطلوبين في العالم.

أنضم المولى هو ضابط سابق في الجيش العراقي، وخريج العلوم الإسلامية من جامعة الموصل، إلى صفوف تنظيم القاعدة، بعيد عام 2003، بحسب مركز “مشروع مكافحة التطرف” البحثي.

صورة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية لزعيم داعش أمير محمد المولى

تصفية الأيزيديين

سُجن المولى في عام 2004 بسجن بوكا الأميركي، الذي كان يعتبر أرضاً خصبة للفكر الجهادي، وهناك التقى بالبغدادي.

وبعد أطلاق سراحه لأسباب غير معروفة، أنضم إلى زميله في السجن، الذي سيطر في العام 2010 على الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قبل إنشاء تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق”، ثم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وبحسب مركز الأبحاث نفسه، فإن المولى صعد سريعاً إلى الصفوف القيادية في التنظيم، وكان يلقب بـ”البروفيسور” و”المدمر’” واكتسب سمعة الرجل المتوحش، لا سيما من خلال القضاء على خصوم الأمير داخل التنظيم.

شهد مسقط رأسه في تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن الموصل كبرى مدن محافظة نينوى بشمال العراق، طفرة في مصانع المتفجرات وغرف التخطيط لشن هجمات.

شخص أيزيدي يبحث عن أقاربه وسط رفاة جثث أشخاص قتلوا على يد داعش

ولفت مؤخراً أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس والمتخصص في شؤون الجهاديين جان بيار فيليو إلى أنه “إضافة إلى مسؤولياته ضمن ذاك الإطار الإرهابي الجماعي، لعب أبو عمر التركماني دوراً كبيراً في حملة تصفية الأقلية الأيزيدية من خلال المجازر والتهجير والسبي”.

تنظيم “فتاك”

يعمل المولى اليوم على إعادة إحياء تنظيم موهن مقارنة بداعش في عام 2014، ولكنه يستفيد من بداية تراجع الالتزام الأميركي في المنطقة وانخراط القوات التي تنشرها أجهزة الدولة العراقية في مكافحة وباء كورونا.

فخلال الأشهر الأخيرة في سوريا، شن تنظيم داعش هجمات بمعدل (هجوم واحد كل ثلاثة أيام)، وفقاً لـ”مركز السياسة الدولية” الأميركي.

صورة عرضتها وزارة الخارجية الأميركية تقدم مكافأة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن زعيم داعش الجديد أمير محمد المولى

وكان هشام الهاشمي الذي اغتيل في بغداد مؤخراً، أحد أفضل الخبراء في شؤون تنظيم داعش.
كشف معلومات مهمة عن التنظيم والتقى بقيادات له داخل سجون المخابرات العراقية.

وقدّر الهاشمي دخل التنظيم الشهري في العراق بسبعة ملايين دولار، موزعة بين الاستثمارات والضرائب المختلفة.

وحذر في أحاديث متكررة لموقع (ارفع صوتك) من خطورة عودة التنظيم في ظل السياسات الأمنية الحالية.
ودعا إلى معالجة الثغرات الموجودة في الخطط العسكرية لمواجهة بقايا التنظيم.

من جانبه، أكد المحلل والصحافي السوري عبد الله الغدوي في الملف المنشور عن المركز نفسه أنه “على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بالأراضي والأفراد، فإن داعش يبقى قادراً على حل المشاكل المالية ومبتكراً وفتاكاً، ويملك ما يكفي من الثقة لتهديد أولئك الذين ينتهكون مبادئه”.

ومن الآن فصاعداً، سيضطر المولى إلى تطوير أنشطة التنظيم على المستويين المحلي والدولي، بحسب ما يقول سيث جونز، المتخصص بشؤون الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية في العاصمة الأميركية واشنطن.

ويقول جونز لوكالة الصحافة الفرنسية، إن لدى التنظيم “استراتيجية قصيرة وطويلة المدى على حد سواء، وسيعمل على تنفيذها”.

معتقلون في سجن بوكا جنوب العراق

وقد يعزز التنظيم سطوته من خلال ضربة كبيرة، على غرار هجمات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، “لكن هيكل العمليات الخارجية لداعش قد تأثر بشدة”، وفق جونز، الذي يرجح أن يلجأ إلى الهجمات الانتهازية التي ينفذها مؤيدون للتنظيم من دون تنسيق مركزي، وهي “أقل تدميراً بشكل عام”.

ويضيف جونز “إذا نجح المولى بإعادة بناء خلافة، وإذا سحبت الولايات المتحدة قواتها، وإذا كان قادراً على التوسع في بلدان أخرى، فسيعمل لفترة طويلة، ويخفف من القلق حيال أصوله التركمانية”.

ارفع صوتك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular