الثلاثاء, مايو 7, 2024
Homeمقالات لماذا البارزانيون لا يموتون؟ : جان كورد

 لماذا البارزانيون لا يموتون؟ : جان كورد

سألني صديقٌ غير كوردي، عما إذا كان البارزانيون لا يموتون، فاستغربت بدايةً لسؤاله الذي لم أتمكّن من الإجابة عنه مباشرة، ربما لأنني لست سريع البديهة، أو لأنني لم أفهم السؤال المطروح عليّ جيداً بسبب كبر العمر الذي أنا فيه، فكان عليّ الاستفسار عما يقصده بكلامه هذا، فعلمت مراد قوله، وها أنذا أحاول قدر استطاعتي ترجمة ما أراده هذا الغريب لكم. 

“كلما أسمع أو أقرأ عن السيّد البارزاني، في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال البرامج التلفزيونية أو عبر إعلام الأحزاب والمنظمات الكوردية، أجده لا يختلف في كثير عما كنا نسمعه ونقرأه قبل نصف قرن عن الجنرال مصطفى البارزاني، ومحبة الشعب الكوردي له لدرجة اعتباره الأب الروحي للحركة الوطنية الكوردية، فالسياسة التي عليها الأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد البارزانيين لاتختلف عما كان يمارسه البارزاني الكبير، فهم ساعدوا الكورد في ملحمة كوباني الشهيرة في غرب كوردستان مثلما ذهب جدهم للدفاع عن جمهورية مهاباد في شرق كوردستان،  وكما تعرّض قائدهم التاريخي الكبير لمحاولة إغتيال فإن ولده مسعود البارزاني قد تعرّض أيضاً لمحاولة إغتيال في سويسرا. وعندما نتذكّر خيانة 16 أوكتوبر التي استهدفت مشروع الاستقلال الكوردي الذي طرحه السيد الرئيس مسعود البارزاني في استفتاءٍ شعبي، ديموقراطي ومشروع، فتكالبت على حزبه الديموقراطي قوى العدوان متحالفة مع خونة الكورد (الجاش الجدد) من أجل السيطرة على مدينة كركوك “قدس الأكراد” و”قلب كوردستان”، فإن تحالفاتٍ شبيهةٍ بتلك قد جرت في الماضي بهدف القضاء على حزب البارتي ذاته، وعلى قيادته العريقة في النضال التحرري الوطني، في ظل الزعيم الخالد: مصطفى البارزاني. 

وحيثما نظرت، تجد السياسة البارزانية ذاتها أثناء ثورة أيلول المجيدة (1961-1975) وفي المراحل اللاحقة من عمر الكفاح القومي الكوردي: الدعوة باستمرار إلى السلام والحل السلمي لمختلف المشاكل، إحترام شعوب الجيران رغم الظلم الذي يعاني منه الشعب الكوردي على أيدي حكوماتها، عدم التنازل عن أي منطقة كوردية والاستعداد للقتال من أجلها بآخر بيشمركة، عدم قتل الأسرى وإعادتهم لذويهم وعوائلهم سالمين، استقبال كل اللاجئين والنازحين والسعي لتأمين حاجاتهم الإنسانية، ليس الكورد وحدهم وإنما كائناً من كان، الإيمان بالديموقراطية والممارسة الديموقراطية العادلة، الاهتمام بأمهات الشهداء ومساعدة المعوقين من جراء الحرب، السعي لبناء ما يجب إعادة إعماره لتأمين العيش الكريم والأمن والاستقرار للمواطنين… 

وهكذا، إذا ما نظرنا إلى التاريخ الكوردي الحديث منذ بدايات القرن الماضي وإلى الآن، فسنرى أجيالاً بارزانية تتوالى وهي مؤمنة بالمبادىء ذاتها التي اعتنقها الأجداد، فسار عليها الآباء ولا زال الأحفاد سائرون على ضوئها… أي أن لدينا في اقليم جنوب كوردستان استراتيجية بارزانية واضحة المعالم يراها الصديق والعدو، مؤثرة بعمق في سائر أنحاء الوطن الكوردي: نعمل على كسب ما نستطيع الكفاح من أجله ولا نظلم أحداً في نضالنا، نرفض الإرهاب جملةً وتفصيلاً، نؤمن بالحياة في الحرية والديموقراطية ونعمل لها، كوردستان وطننا الذي لن نتنازل عن شبرٍ من أرضه المروية بدماء مقاتلينا، ونحن قادرون على تحطيم كل المحاولات لإذلال شعبنا لأننا نؤمن بالله ونثق ببيشمركة كوردستان، وسنحقق النصر الكبير رغم كل المصاعب والتحديات والحصارات والأوبئة الفتاكة والطابور الخامس والجحوش الجدد…” 

وهذا يعني أن البارزانيين لا يموتون، وإنما يستشهدون في معارك الشرف والكرامة من أجل شعبهم وشعارهم الذي أطلقه الأب الروحي للكورد: البارزاني مصطفى (كوردستان أو الموت) لازال قيد العمل إلى أن ترفرف راية كوردستان على كل أرضها التي روتها دماء أبنائها وبناتها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular