الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeمقالاتإنه اللعب بالنار : محمد حسين المياحي

إنه اللعب بالنار : محمد حسين المياحي

لم يکد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ينتهي من لعق جراحه الثخينة من بعد إنتفاضة 28 ديسمبر2017، حتى إندلعت بوجهه  إنتفاضة 15 نوفمبر2019، بأعنف منها وغطت سائر أرجاء إيران، والخطأ المستمر الذي وقع ويقع فيه هذا النظام إنه يجابه غضب الشعب وسخطه على الاوضاع الوخيمة ومطالبته النظام بالحرية والخبز، بالحديد والنار، فقد کان هذا النظام ولازال يراهن على الممارسات القمعية التعسفية کسبيله الوحيد للتعامل مع أي تحرك مضاد ضده.

إنتفاضة 15 نوفمبر2019، التي هزت النظام بقوة خصوصا وإنها جائت أعنف من الانتفاضة السابقة وأکثر قوة منها الى جانب إنها کانت أيضا کالانتفاضة السابقة بقيادة منظمة مجاهدي خلق، ولذلك فإنه کان من الطبيعي والمتوقع من نظام ديکتاتوري يرى بأنه يمثل الحق والصواب وإن شعبه وقوته الوطنية مجاهدي خلق على ضلال وباطل، أن يبادر للبطش بالشعب ومواجهة الانتفاضة بکل مالديه من أساليب ووسائل قمعية دموية مغالية في إجرامها، لکن الذي يلفت النظر إن هذا النظام لايکتفي بکل ماقد قام به وفعله في سوح الانتفاضة من بطش وقتل وعمليات خطف وتصفية وماإليها بل عمد أيضا الى ممارسة حملات إعتقال تعسفية وإجراء عمليات تعذيب قرووسطائية بحق المعتقلين في سجونه، وبعد کل ذلك فإنه يبادر الى إتخاذ مايسميه تدابير قانونية ضد المسجونين من المشارکين في تلك الانتفاضة، إذ وکما جاء في وسائل الاعلام، فقد حكمت محكمة في مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، على 36 متظاهرا اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للنظام العام الماضي بما مجموعه 109 سنوات في السجن، بالإضافة إلى الجلد، وفق ما أفادت به وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين (هرانا). وذكرت الوكالة في تقرير لها، يوم الجمعة المنصرم، أنه حكم على الـ 36 شخصا أيضا بما مجموعه 2590 جلدة وغرامات مالية، أمس الخميس، في محكمة في مدينة بهبهان برئاسة القاضي رسول أسد بور.

هذه الاحکام التعسفية الجائرة، سوف تزيد الطين بلة وتساهم في رفع مستوة مشاعر الغضب والکراهية لدى مختلف شرائح الشعب الايراني ضد النظام، خصوصا وإن الاوضاع المختلفة للنظام تزداد سوءا ولايستطيع أبدا الحد من سياقها السلبي المتزايد، وحتى إن تصاعد حالة الصراع والمواجهة بين جناحي النظام وسيرها بإتجاه غير مسبوق، يٶکد بأن الاوضاع في هذا البلدس يسير فعلا نحو مفترق لايمکن أبدا للنظام العودة منه، ولاسيما وإن إستمرار تزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الاحداث والتطورات في داخل وخارج إيران وتمکنها من إثبات قدرتها وجدارتها کبديل قائم للنظام، يلعب هو الاخر دورا فعالا ومٶثرا في سير محصلة الاحداث والتطورات في إيران بإتجاه الحسم لغير صالح النظام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular