السبت, مايو 18, 2024
Homeمقالاتإعترافات لم تأت سدى : محمد حسين المياحي

إعترافات لم تأت سدى : محمد حسين المياحي

لايمکن تصور الاعترافات غير العادية بل وحتى غير المسبوقة التي تصدر عن أوساط مختلفة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بأنها إعترافات عرضية وطارئة، خصوصا وإنها تتصدى لمواضيع حساسة وبالغة الخطورة من قبيل أمن النظام والرفض الشعبي القاطع له، إذ أنه وبعد مرور فترة قصيرة على تصريح محمد رضا باهنر، نائب رئيس البرلمان السابق للنظام بأنه لو لم يقض النظام على احتجاجات نوفمبر 2019 لكانت ستتحول إلى ثورة شاملة لم يكن بالإمكان السيطرة عليها. فقد جاء تصريح خطير آخر للمحسوب على جناح روحاني، أبو الفضل قدياني، من أن  ظام ولاية الفقيه نظام استبدادي وغير قابل للإصلاح، لأنه أغلق كل السبل المتاحة إلى ذلك، معتبرا إياه أنه قد أوصل البلاد إلى طريق مسدود. وقال بأن”مقال له أن قتل المتظاهرين خلال احتجاجات نوفمبر 2019، تم من قبل مسلحي خامنئي، وذلك من أجل الحفاظ على “سلطة غير شرعية وفاسدة”، هذه التصريحات تأتي على أثر وصول النظام الى مفترق صار کاهله أضعف من أن يتحمل ثقل کل تلك الاوضاع الصعبة في ذلك المفترق الذي من أهم مايميزه إنه لايوجد فيه طريق للعودة!

تزايد حدة الصراع والمواجهة بين جناحي النظام وتبادل التهم والادلاء بإعترافات غير مسبوقة والذي أهم مايميزه عن حالات الصراع والمواجهة السابقة بين الجناحين إنه يأتي في مرحلة يعتبرها معظم المراقبين والمحللين السياسيين بأنها أسوأ مرحلة يمر بها ولايتمکن من معالجة الاوضاع وإيجاد ثمة حلول ولو جزئية لها، ذلك إن قدرات النظام على التصدي للتحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة تتضائل يوما بعد يوم فيما يزداد إصرار الشعب الايراني والمقاومة الايرانية أکثر فأکثر ليس على مواصلة النضال ضد النظام وإنما مضاعفته من أجل إسقاطه ولاسيما وإنه قد صار الشعب مقتنعا تمام الاقتناع من إنه ليس أمامه من طريق أو سبيل يمکن من خلاله حل کافة مشاکله إلا من خلال إسقاط النظام.

تلك الاعترافات الحساسة وغير المسبوقة التي تقر علنا بإجرام النظام بحق الشعب الرافض له وتزايد حدة الصراع والمواجهة بين جناحي النظام، يمکن إعتباره بمثابة حالة هلع غير عادية من جانب النظام مع قرب الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، التي نجد ونلمس في الاعترافات التي ذکرناها في بداية مقالنا، مدى تخوف النظام منها وکيف إنها کادت أن تطيح به، ولاريب من إن هذه الذکرى لايمکن التصور بأنها ستمر بردا وسلاما على النظام بعد إفتضاح وإنکشاف الجرائم التي قام بها النظام ضد تلك الانتفاضة ومن إنها کادت أن تلحقه بنظام الشاه، وإن الشعب الذي فقد کل شئ بسبب ظلم وفساد هذا النظام قد يجعل من ذکرى إنتفاضة 15 نوفمبر مفترق النهاية للنظام وعيد إنتصار الشعب والمقاومة الايرانية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular