الثلاثاء, مايو 7, 2024
Homeمقالاتاللهفة الايرانية على عودة أمريکا للإتفاق النووي : محمد المياحي

اللهفة الايرانية على عودة أمريکا للإتفاق النووي : محمد المياحي

لن يتمکن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إخفاء حقيقة تلهفهم غير العادي على عودة الولايات المتحدة الامريکية للإتفاق النووي بعد فوز جو بايدن في إنتخابات الرئاسة الامريکية على الرغم من إنهم قد أطلقوا عددا کبيرا من التصريحات المختلفة التي يٶکدون فيها عدم إکتراثهم بفوز بايدن وإن التغيير في واشنطن لايعنيهم بشئ وإنهم متمسکون بمواقفهم، إذ يميل معظم المراقبون السياسيون الى إن التصريحات التي تٶکد على عدم إکتراث طهران لإنتخاب بايدن ماهي إلا مجرد بالونات إختبار وکلام لايعبر عن موقف حقيقي وجدي لطهران وإن الاخيرة تنتظر بلهفة بالغة العودة الامريکية للإتفاق النووي.

بعد سلسلة التصريحات المتشددة من جانب وغير المکترثة من جانب آخر بإنتخاب بايدن للرئاسة الامريکية فإن النظام الايراني لم يتمکن من إخفاء حقيقة وواقع الموقف الجدي له من ذلك وإن ماقد صرح به وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء المنصرم قد أکد ذلك بوضوح وأظهر الحقيقة الناصعة لموقف النظام الايراني الذي طالما حاول إخفائه والسعي لخلق حالة من الضبابية من أجل أن يحقق مراميه. ظريف الذي أکد على استعداد نظامه للعودة سريعا إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل شرط رفع العقوبات فقط، بعد أن اشترط مسؤولون آخرون دفع تعويضات أيضا. وهو بذلك يتجاوز التصريحات المتشددة واللاأبالية ويحلن بوضوح تلهف النظام الايراني على العودة الامريکية للإتفاق النووي.

لکن الامر کما يبدو لم يقف عند حد ماقد أعرب عنه ظريف بل تجاوز ذلك بکثير عندما نقلت صحيفة”نيويورك تايمز”الامريکية عن دبلوماسيين إيرانيين قولهم، إن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، حاول أن يمرر رسالة إلى مستشاري بايدن عبر وسطاء، تؤكد تمسك طهران وإصرارها على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الإيراني، دون شروط. وهذا يدل على إن النظام في عجلة بالغة من أمره ولاسيما وإنه يواجه ظروفا وأوضاعا سلبية على مختلف الاصعدة وهو بحاجة ماسة الى أي متنفس له أو أي تطور يمکن أن يبعث على الامل ويخفف من وطأة أزمته الخانقة.

الاوضاع الداخلية السيئة جدا وحالة الغضب والاستياء التي تسود إيران کلها من جراء ذلك ولاسيما بعد إزدياد مشاعر الرفض والکراهية للنظام والرغبة والعزم على تغييره والذي تجسد أيما تجسيد خلال إنتفاضة نوفمبر2019، والاهم من ذلك إصراره على مواقفه ضد النظام خصوصا بعد تزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران إضافة الى دورها في خارج إيران وخصوصا من حيث فضح وکشف حقيقة نوايا ومخططات النظام العدوانية الشريرة على مختلف الاصعدة وبشکل خاص على الصعيد النووي، لکن لايبدو إن الامور تجري کما ينتظر ويشتهي النظام الايراني خصوصا بعد إتضاح أساليب الخدع والاحتيال من أجل إستمرار الجانب العسکري في البرنامج النووي والوصول الى إنتاج القنبلة الذرية، وبايدن کما قد صار واضحا لحد الان لايمکن أبدا أن يدفع الولايات المتحدة للإنسياق خلف أکاذيب وخدع هذا النظام بل إنه عازم على لجمه وتحديد خروقاته وحيله وسد الطرق عليه، وإن الايام القادمة ستثبت ذلك حتما.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular