الجمعة, مايو 3, 2024
Homeمقالاتالسياسة الخاطئة التي تخدم النظام الايراني فقط : منى سالم الجبوري

السياسة الخاطئة التي تخدم النظام الايراني فقط : منى سالم الجبوري

منذ عدة أسابيع، يقوم القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتنفيذ مايمکن وصفه بلعبة أو مسرحية يجري فيها تبادل الادوار من أجل دفع البلدان الاوربية الى العودة الى سياسة المهادنة والاسترضاء مع هذا النظام خصوصا بعد أن إتسمت سياسات هذه البلدان في الآونة الاخيرة بنوع من التشدد والحزم حياله، وإن مشروع القانون الذي أعده مجلس الشورى الايراني والذي يمهل المجتمع الدولي فترة محددة من أجل رفع العقوبات والعودة الى الاتفاق النووي، هو في الحقيقة جهد بهذا الاتجاه.

البلدان الاوربية التي يبدو إنها قد بلعت الطعم وإنطلت اللعبة عليها، وبدلا من ممارسة المزيد من الضغوط على النظام ومحاسبته على إنتهاکاته وخروقاته للإتفاق النووي کما أعلنها الامين العام للأمم المتحدة، فإنها تطالب النظام بعدم تنفيذ هذا القانون ويبدو واضحا بأن النظام إضافة الى إنه يريد من هذه اللعبة إبتزاز الاوربيين وخداعهم بالعودة الى سياسة الاسترضاء والمهادنة فإنه يريد أيضا من وراء ذلك التغطية على مواضيع وأمور وقضايا أخرى کلفت النظام کثيرا وبشکل خاص فيما يخص نشاطاته الارهابية المشبوهة وتدخلاته في المنطقة وتجاربه الصاروخية وإرساله للصواريخ الى أذرعه في المنطقة لإستخدامها ضد بلدان المنطقة.

سياسة الاسترضاء والمهادنة والتي وکما صار واضحا خلال العقدين الماضيين، کانت سياسة فاشلة وغير مجدية ولم تکن مفيدة إلا للنظام نفسه، ولاسيما بعدما ظهر بأن مزاعم الاعتدال والاصلاح لم يکن لها أي دور ووجود في الواقع وإن جناحي النظام يسعيان معا من أجل المحافظة على النظام ودرأ الاخطار والتهديدات عنه وضمان بقائه وإستمراره، وإن عودة الاوربيين لهذه اللعبة سوف تکون بمثابة تکرار لخطأ کبير وقعوا فيه طوال الاعوام الماضية ويجدر بهم أن لايکرروه ولاسيما بعد صار واضحا بأن هذا النظام لايعرف ولن يفهم أو يستوعب إلا اسلوبا واحدا للتفاهم وهو اسلوب الحزم والصرامة، حيث إن هذا النظام لايفهم أو يتعامل إلا بلغة القوة.

النظام الايراني وهو ينتظر بفارغ الصبر بدأ عهد الرئيس الامريکي الجديد بايدن، فإنه يريد من وراء فتح هذه الجبهة ضد الاوربيين، التمويه على بايدن وإدارته وجرهم أيضا الى سياسة المهادنة والاسترضاء بعد أن ألغاها ترامب وإتبع نهجا إتسم بالحزم والصرامة الواضحة، ومن دون شك فإنه فيما لو نجح النظام الايراني في مسعاه هذا فإنه سيقود أوربا والولايات المتحدة الى طريق لانهاية له بالنسبة لهم فيما يقوم هو کعادته بإنتهاز الفرص من أجل تحقيق أهدافه وغاياته على الرغم من إن الاوربيين والامريکيين يجدون أمامهم کما هائلا من الحقائق والمعلومات الدامغة التي تدفعهم للحذر من النظام أکثر من أي وقت مضى.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular