الشعور باليأس والإحباط في فترة من فترات حياة الإنسان ليس حالة غريبة أو استثنائية أو هي محصورة في بعض الأشخاص فقط دون غيرهم أو بشريحة معينة من الناس دون غيرها، بل أنني لا أتصور أن هناك شخصا ما لم يعش في فترة من فترات حياته بحالة من اليأس والقنوط. وربما أدى هذا اليأس من الحياة بالبعض إلى الانعزال عن الناس لفترة وحتى كره المحيط الذي ينتمي إليه بل وحتى كره نفسه. ولكنها حالة مؤقتة واغلب الناس يتجاوزونها ويتركونها ورائهم مجرد ذكرى مؤلمة وتجربة قاسية، يبذلون ما في وسعهم من أجل أن لا تتكرر ثانية.
إن أكثر ما يحطم إرادة الإنسان ليست المحن القاسية والأوضاع الصعبة التي يمر بها، بل نسيانه أو تناسيه بأنه قوي وبطل ويمكنه اجتياز كل العوائق والتكيف مع أقسى الظروف. وهذا التجاهل لقدرة الإنسان هو الذي يدفع البعض للاستسلام ورفع الراية البيضاء في أول كبوة وأول سقطة في حياته، ليعيش بعدها ضائعا في متاهة التمنيات التي قد لا تتحقق أبدا، ويجهل إن الحياة سقطات متتالية لكن إرادة الحياة توجب عليه النهوض بعد كل سقطة والسعي لتحقيق كل ما يمكن تحقيقه من أمنيات في الحياة.
أن أهم الأشياء التي يجب أن نفهمها عن الحياة هي أنها صعبة وقاسية وغير عادلة، لكن الشيء الأخر التي يجب أن نفهمه عن أنفسنا أيضا هو أننا أقوياء كفاية للتغلب على مصاعب وقسوة هذه الحياة، وإستعابنا لهذين الأمرين سيجعلنا دائما وفي أحلك الظروف وأقصى درجات اليأس نتلمس طريقنا نحوى الخلاص. وعندما تغلق أمامك كل الطرق فلا تيأس ولتعلم انه دائما هناك طريق آخر، فابحث عنه وبالتأكيد ستجده, وحتما سيكون طريقا مفتوحا. وإذا كنت قد أضعت كل الفرص, فلتعلم انه دائما هناك فرصة أخرى في انتظارك لم تأتي بعد، لكنها ستأتي حتما.
مقال اروع من الروعه وفيه من الحكمه والموعظة لمن يستفاد منها