طوال العام المنصرم، ومع إن کل الادلة والمٶشرات کانت تٶکد بأن الاوضاع في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من کل النواحي عموما ومن الناحية الاقتصادية خصوصا کانت على أسوأ ماتکون، لکن قادة النظام ومسٶولوه کانوا يطلقون تصريحات بشأن قوة ومناعة نظامهم وإنهم يواجهون العقوبات المفروضة عليهم بکل قوة وإنهم يصدرون النفط وهذا الکلام کان في وقت کان القاصي قبل الداني يعلم بوخامة الاوضاع في إيران وإن الشعب الايراني يعيش حالة هيجان وهو قاب قوسين أو أدنى من الانفجار بوجه النظام في إنتفاضة جديدة أخرى.
بعد کل التصريحات التمويهية التي صدرت عن قادة النظام الايراني بشأن العام المنصرم، فقد إعترف روحاني في آخر تصريح له بأن:” عام 2020 كان أسوأ عام من حيث مبيعات النفط على مدى الـ 60 عاما الماضية. وقال لا أتذكر أننا شهدنا عاما يضاهي عام 2020 صعوبة من حيث المأزق والقيود الاقتصادية على مدى الـ 42 عاما منذ نجاح الثورة الإيرانية ضد الشاه. فقد كنا في مأزق مالي حقيقي”، وهذا الکلام مايدحض ويفند کل تصريحاتهم السابقة خلال العام الماضي، لکن الذي يجب أن نلاحظه هنا وننتبه له جيدا هو إن روحاني يستدرك في سياق تصريحاته أعلاه أضاف أيضا بأنه:” على الرغم من أنه في السنة التي سجلت فيها العديد من الاقتصادات القوية في العالم معدلا سلبيا نسبته 10 في المائة، غير أن نظام الملالي سجل نموا إيجابيا نسبته 2,2 في المائة”! والسٶال الذي يطرح نفسه ترى مالذي تغير من الاوضاع التي تحيط بالنظام الايراني حتى يحقق ذلك النمو الايجابي المزعوم خصوصا وغإن العقوبات الدولية مازالت على حالها ولم يتغير أي شئ منها، ولذلك فإن المأزق المالي الحقيقي لايزال مستمرا على حاله ويمضي نحو الاسوأ وليس کما يقول روحاني.
هذا التخبط والتناقض في الکلام من جانب روحاني، يٶکد مرة أخرى إستمرار هذا النظام على نهجه السابق في ممارسة الکذب والتمويه وإخفاء الحقائق أو تزييفها وتحريفها من أجل المحافظة على النظام، ومن دون شك فإن روحاني يدعي تحسن الاوضاع نسبيا خوفا من إنفجار برکان الغضب الشعبي بوجه النظام ويريد أن يداري الاوضاع بأية صورة کانت خصوصا وإن الاحتجاجات الشعبية مازالت على أشدها کما إن الخطاب الذي وجهته مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بمناسبة بدء العام الايراني الجديد، قد فضح النظام شر فضيحة وأکدت فيه بأن المجتمع الايراني يمر بحالة ثورية وأن الاستعداد الاجتماعي لإسقاط النظام لاريب فيه وشددت وهي تخاطب قادة النظام الايراني قائلة:” تريدون التفاوض، تفضلوا وأسرعوا. لكن اعلموا أنه مع الاتفاق النووي اوبدونه، مع عقوبات اوبدونها، لا أفق للنظام سوى الانتفاضة والسقوط.” وأکدت على أن:” إسقاط النظام وإحداث التغيير الديمقراطي وإقامة إيران حرة هو من واجبنا وواجب شعبنا”.
