الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeمقالاترواية الكاتب سليم مطر ( كوكب الصفاء ) وكوكب التعاسة : جمعة...

رواية الكاتب سليم مطر ( كوكب الصفاء ) وكوكب التعاسة : جمعة عبدالله

 
 النص الروائي يتحدث عن المقارنة بين المجتمع الذي اكتشف طريق سر  السعادة , والمجتمع الذي اكتشف طريق سر  التعاسة , في أسلوب روائي حديث قد  يختلف  التقليد , في للكثير من العتابات المبتكرة في المتن  الروائي و حبكته الفنية  , اضافة الى اعتماد النص على الرؤية الفكرية والفلسفية والتاريخية في التوثيق نشوء نظرية تطور الانسان من مرحلة القردية الى المرحلة الانسان  ,  ويقف على قدميه بدلاً من الاربعة ,  وامتلاك العقل وأسلوب التفكير  , اضافة الى طرح الاسئلة الملتهبة في عمقها الفلسفي ,  عن سر الوجود وماهيته وطاقته , ماهو الانسان وما هي روحانيته ؟, ماهو مصيره  وماهي هويته  ؟  وماهو والدور الخالق في مخلوقاته ؟ وماهو سر الوجود ؟ وروحانياته المادية والمعنوية , ودور فلسفات الأديان الروحانية ؟ . ان هذه الاسئلة الساخنة تطرح بعمق وغزارة في عمق الرؤية الفكرية  الاكتشافية , من خلال المعايشة والتجربة , ورغم ان ( جميع الأديان والفلسفات تبدأ بمحاولة حل هذه المعضلة . نحن نفضل السلام الداخلي الذي ساد نفوسنا ومجتمعاتنا , لم يعد هذا السؤال يشكل مشجباً  نعلق عليه مصاعب حياتنا وصراعاتنا ومخاوفنا من الحاضر والمستقبل , لم يبق منه غير جانبه الفكري والعقلي , قبل أية معضلة رياضية لا تمس عواطفنا وحياتنا ) ص63  . وكذلك  المقارنة الغنية في في المعنى والدلالة , بين المدينة الفاضلة أو مدينة السعادة  كيف اكتشف نفسها , وبين المدينة التعيسة التي خرجت عن درب  العقل والمعقول  . نجد في الثانية تقل فيها  الفضائل  وتزداد فيها الرذائل والمصالح الضيقة النفعية  , وتكون عرضة للاطماع الاخرين  . التي تدفع الكوكب الأرضي الذي يسميه الكاتب بأسم  ( كوكب السيلاميين ) الى المعاناة والعذاب الحياتي . إنها رواية الحكايات الغرائبية السريالية والفنتازيا  لكل حكاية له حدث سردي خاص بها , ترويها الشخصية المحورية لكل هذه الحكايات  العجائبية  والفنتازيا ,  وكما اطلق على نفسه لقب  لتوضيح هويته العراقية والسومرية ( آدما ) وامه ( اينانا ) احدى الهة الحب والعشق والجمال في الحضارة السومرية  . كأنها معنية بالامر اكثر من غيرها . وهو أديب وكاتب عراقي اضطر الى الهجرة بسبب الاضطهاد السياسي والفكري . واختير مندوباً من قبل ( كوكب الصفاء ) مع الآخرين . مثل النجمة العالمية ( انجيليا ) وصديقه الحميم ( إمونوئيل ) الذي عاش معه ايام الجامعة في ( جنيف ) . في بعثة استكشافية مرسلين  من قبل كوكب الصفاء أومن جزيرة السعادة , من اجل التعرف والاطلاع  بما يدور من معاناة وحكايات فنتازيا في الكوكب الارضي ( السلامي ) الاطلاع على الصورة الحقيقية من خلال المعايشة والتعايش والتجربة الحياتية من قبل البعثة المرسلة  , وكذلك الاطلاع على مستوى العقلي والتفكير  لسكان الأرض  , في مستوى السلوك والتصرف , وما حجم المعاناة المتشظية التي تتجه الى التعاسة والحرمان والانتهاك وسلب الحقوق والقيمة الانسانية  لأهل الأرض . حيث يعيشون المآسي والكوارث . وحالات هجينة في النظام السياسي , من الحروب الى الثورات الى الانقلابات الى الاحتلال . يعيشون حالة الفوضى والاضطراب تتخللها النزعات العدوانية والفتن المدمرة والجرائم والحروب العرقية . يعيشون في نزاع دائم يشتد حيناً وينخفض حيناً آخر ( كل ساعة وكل يوم , حتى في الشوارع والباصات والمقاهي , يلتقط أسراراً وخبايا , طريفة ومحزنة , تافهة وخطيرة , لكن جميعها لا تكف عن تحفيز مشاعرك وتساؤلاتك عن مصير هؤلاء البشر , الذين تعرف جيداً بعضهم , وتجهل غالبيتهم ) ص16 . هذا يؤدي الى عدم المبالاة  بالهوية الوطنية ( أن جهل الانسان بخبايا بواطنه, هو الذي يمنعه من أدراك ذاته وتحديد هويته الحقيقية ,من أنا وماذا أريد حقاً ؟ ) ص16 ,  عكس الحالة الجميلة الرافلة بالسعادة والسلوك الحياتي الراقي في النظام والقانون . حيث التعايش السلمي والامان والسلام .  وثقافة التسامح تجمعهم . في احترام الانسان وتقبل الرأي الاخر  , دون نزعات عدوانية وعرقية , دون فتن وخصومات ومشاجرات . ملامح السعادة والرفاه تعلو ملامح البشر , احترام الآخر والاستماع اليه . اسلوب حياتي راقي في هذا المكتشف الذي يقود الى سعادة الانسان   ( الأغرب من ذلك انعدام  وجود اي شرطي أو  عسكري , بل حتى شرطي المرور غائب والشوارع  بلا إشارات  مرور , مع ذلك لم ألمح اي غضب أو خصام أو سيارة مسرعة , ولا ارتباك لمرور , بل الاعجب من ذلك المخازن والمكاتب تظل أبوابها مفتوحة ليل نهار دون حراسة أو اجهزة رقابة , ليس هناك مظاهر حزبية ودينية واضحة الحضور , المعابد شبه فارغة يؤمها الناس للراحة  والدردشة ) ص26 . لذلك نوجز خلاصات رحلة تقصي الحقائق لسكان الأرض ( السلاميين ) من خلال ما اكتشفته البعثة الاستكشافية , بعد سماع او تدوين حكاياتهم العجائبية والفنتازيا . من خلال التجربة والمعايشة الحقيقية . من البعثة المرسلة من كوكب الصفاء الذين اكتشفوا سر سعادتهم في الحياة ,  عكس سكان الأرض الذين ما زالوا  يتجرعون المرارة في حياتهم وسلامهم الداخلي  ووجودهم . رغم  تحول النوعي في الخليقة  من حالة  القرد  الى حالة  الانسان . من سكان الغابات و القفز بين الأشجار  ,  الى سكن المدينة واستخدام عقله وتفكيره في الطريقة والأسلوب المعاشي  , نوجز بعض ما جاء في تقرير اللجنة  من خلال حكايات اهل الارض :
1 – ان صفاء النفوس وراحة الضمير  يعود بالمردود الإيجابي  على سكان الأرض , وعكس ذلك يعني انعاش بيئة الغرائز  البدائية والعدوانية , وبالتالي تؤدي الى حماقات خطيرة , قد تؤدي الى نزيف الدماء وصراعات لا تنتهي  .
2 – المرأة الركن الاساسي للمجتمع والارض وعليها يتوقف النماء والخير والعشب . لذلك يتوقف كل شيء على المرأة في العطاء والجدب .
 ( – أرأيت الآن يا رجلي , أنا اعظم من أية أرض
   أنا أمرأة
في رحمي  جذورك , ومن لبني حياتك
حرثي نعيمك , وخصبي نسلك
أيامي مواسم , ومزاجي أعراس ومآتم
حناني بساتين , وحزني بواد
كرمي ربيع , وتمنعي صقيع
جبروتي ضعفي , وسلامي نواحي
ان تشدني من شعري , فسأشدك من قلبك
أنت حاكمي في المكشوف , وانا سيدتك في المستور
أن تحميني من الرجال , فأنا احميك من نفسك
بمدحي أسمو بك ملكاً , وبجفائي انحدر بك عبداً
 نعم يا رجلي أنا أمرأة , ارحب من ارض واعمق من
بحر….
أنا فضاء , كما عرفتني وجهلتني ) ص77
3 –  الدول الاستعمار والاحتلال ,   تبحث عن وسائل الخداع والحيل في استبعاد شعوب الارض , في سلب ونهب  خيراتها ومواردها, حتى يسلبون  روحها الانسانية  , بحجة المقايضة , فالجنس الابيض الاستعماري , ينظر الى الشعوب نظرة متعالية ومتغطرسة بالاحتقار  والاستخفاف . المقايضة استنزاف بما تملك من خيرات , مقابل تطوير جيوشها وشرطتها وتزودهم بأحدث اجهزة التنصت والرقابة , وافتعال الحروب الداخلية والخارجية . في سبيل تصريف صناعة اسلحة الدمار الشامل ( ارجوك أطلب من حكومتنا العزيزة , أن تعمل لنا حرباً هنا أو انقلاباً هناك ,  في أي من القارات التعبانة : آسيا أفريقيا  أمريكا اللاتينية , حتى أوربا الشرقية ) ص124 .
4- اساليب التجسس على الافراد  والدول هو جزء من السيطرة على الذات النفسية للشعوب , ووضعها تحت مجهر المراقبة والترصد .
5 – شماعة المحتل هي نفس القوانة المشروخة ,  لم تتبدل في كل زمان ومكان  , في كل العصور والحقب والفترات التاريخية  ,   يعلن المحتل بأنه جاء محرراً لا فاتحاً , جاء للإصلاح والتقدم ,  لا للتخريب وإفساد المجتمع ( أيها الناس ,  قد جئناكم محررين ولسنا غزاة , لا نبتغي لكم الشر أبداً , بل كل الخير والاصلاح , ها نحن نجلب لكم أعظم ما في الخليقة وأسمى ما توصلنا إليه بعد اجيال واجيال بالبحث والكفاح : الحضارة .. نعم أنها الحضارة التي لم تعرفونها من قبل ) ص142 .
 × الكتاب : رواية . كوكب الصفاء / سيرة مجتمع أكتشف  السعادة
× المؤلف : الكاتب سليم مطر
× الطبعة الاولى   : عام 2021
× الطبع : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
× عدد الصفحات : 168 صفحة
    
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular