الجمعة, مايو 3, 2024
Homeمقالاتالتغيير :  ماهر ضياء محيي الدين

التغيير :  ماهر ضياء محيي الدين

 لكل عقدة حل مهما  بلغت  شدتها  ،  لنبحث عن الحلول الممكنة  ، ثم تكون لدينا عدة خيارات أو بدائل ، لنختار أحداها في حلها ، لكن الأهم من ذلك ، نعرف أين هي أصل العلة ؟ .

التغير مفردة تترد كثيرا هذا الأيام في الشارع العراقي ،  وهي مطلب جماهيري  ،  لسبب مسلسل معاناة  شعبنا لا تنتهي ،  وأصابع الاتهام اغلبها تتجه نحو حكم ما بعد 2003 ، ومن سبقهم لا يمكن إعفاءهم من الاتهام ، لتبدأ رحلتنا في البحث عن التغير والإصلاح المنشود من الكل .

التغيير لا يشترى ولا يباع ، ولا يستورد أو يصدر ،  ولا يأتي عن طريق التمني أو الأحلام ،أو ينتظر إن يأتي من الآخرين  ، ونظل ندور في نفس  الدائرة ما بين واقع مرير، والمطالبة بتغير الحال نحو الأفضل .

 

من المسوؤل عن التغيير؟ ومن عليه تقع هذا المهمة ؟ سوأل يطرح وبدون إجابة إطلاقا ، وإذا كنا ننظر التغيير من القائمين ،فالأفضل لنا إما الهجرة لغير بلد أو البحث عن حل أخر ، لان حلولهم لا تتعدى تغير الوجوه وتبادل الأدوار ، وشعارات وعناوين عرفناه منذ سنوات خلت دون حلول جذرية لمشاكلنا التي لا تعد ولا تحصى.

أو يأتي من خارج البلد ،  وهنا تقع الماسة المؤلمة لنا ، لان تجربتنا مع الغير معروفه للكل ، وأخر صورة لها ديمقراطيه الأمريكان ،  جعلتنا نترحم على السابقين في الحكم ، رغم مرارة ما عانينه من الم ، لنبقى ضحايا واقع قد يكون الأسوأ في تاريخ البلد .

لكي تتضح الصورة العلة في التغيير والإصلاح تكون من الشعب نفسه ،ولعل تجارب شعوب قبلنا نجحت في التغيير بشكل  جعل تجربتهم يفتدى بهم ، وخير مثال على ذلك اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، كيف كانت بعد الحرب  واليوم كيف أصبحت ، الشعب  أساس نجاحهم  وتقدمهم ولم تعتمد على الغير   ، أنها إصرارهم ووعيهم هو الأساس في بناء دولتهم المعاصرة  0

 عقدتنا  صعبة للغاية   لأننا دائما لا نعتمد على أنفسنا كشعب يريد دولة قوية   ومن يعتقد إن التغيير يتحقق من خلال تغير كل الموجودين ، أو يتغير نظام الحكم مهما يكون نوعه ، رئاسي أو برلماني  أو حتى يتغير نظام الانتخابات الحالي ، لان المسالة اكبر من ذلك بكثير .

ولو حملنا السلاح من اجل ذلك  ووجهنا نيرانها ضد  من يكون ، أو تظاهرنا أو اعتصمنا أو قاطعنا ،وسبق فعل ذلك الأمر، واقتحم مجلس النواب   وحدث ما حدث ، ماذا كانت النتائج ؟،لم يتغير من الواقع شي ظلت الامور صورة طبق الأصل في كل شي 0

التغيير يأتي من وعي حقيقة  إدراك للأمور بشكل شامل ، نعرف إن الذي يربطنا ويوحدنا الوطن  لأنه للجميع ،  مهما كان ديانته أو معتقداته  للمرء  ، ومن ينظم أمورنا ،  القانون لأنه فوق الكل  ، لا بالقوة أو بالعنف ، لان الطريق نحو التقدم والازدهار يكون من خلال قانون نافذ ومحترم من الكل ، لكل يدرك الجميع عليه واجبات وحقوق مشروعة لكن لا يتحققان إلا نظام قوي ونافذ ويحترم من الكل ، وفي المقابل على الحكومة  تطبيق القانون  ومحاسبة المخالفين له و توفير الخدمات .

هي دعوة للكل من كل شرائح مجتمع   من اجل  تثقيف وتوعية الناس بكل الطرق والوسائل المتاحة ، ليكون لدينا مجتمع عملي مثقف واعي  مميز ويتميز ، لأنه الخيار الأمثل لحل مشاكلنا ،  لان انتظر الحل من الغير ، لا يقدمنا ولا يؤخرنا  ،  أو فمن الأفضل إن تستعين بمارد الفانوس السحري من اجل يأتي لنا بالتغيير والإصلاح 0

 

                              

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular