السبت, مايو 18, 2024
Homeمقالاتكركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية ١٠/٢١ :...

كركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية ١٠/٢١ : محمد مندلاوي

وبعد الغزو العربي للمنطقة، وأفول نجم الدولة الكوردية الساسانية، ونشر العقيدة الإسلامية في عموم بلدان المنطقة بحد السيف العربي، تراجع الدور الكوردي والفارسي لفترة زمنية. لكن، بعد أفول نجم الدولة العباسية، عاد الكورد ثانية للعب دورهم الحيوي ومساهمتهم المتميزة في تاريخ المنطقة، وعادت ثانية المدن الكوردية إلى حضن وطنها الأم كوردستان، وذلك بكفاح القادة الكورد  الذين بسطوا مجدداً نفوذهم على كامل التراب الكوردي، من هذه المدن الكوردية التي عادت إلى الوطن الأم كركوك التي صارت كالمدن الكوردية الأخرى جزءً من الإمارة الأردلانية ومن ثم البابانية الكوردية. بهذا الصدد، يذكر العلامة (محمد مردوخ) في كتابه (تاريخ كرد وكردستان) ص 119: بعد فرار (علي قلي خان أردلان) عام 1132هـ استولى على  ولاية كردستان (خانه پاشا بابان = خان باشا باباني) الذي كان ينتمي إلى عائلة كوردية قديمة باسم “بابان” وهي من أشهر العوائل في التاريخ وأعظمها مقاماً وأبعدها صيتاً وأجلها فعلاً في الحروب والسياسة لكن بسبب زيادة نفوسها تحولت العائلة إلى قبيلة كبيرة. ويقول محمد مردوخ: حكم (خانه پاشا بابان) كردستان من كركوك إلى همدان، إن همدان اليوم تقع في وسط إيران؟. وهكذا يقول المؤرخ (عباس العزاوي) في كتابه (شهرزور= السليمانية) ص 188: وكل ما علمناه أن أحمد باشا ابن الوزير حسن باشا، قد أسندت إليه منصب شهرزور وكان مقر اللواء كركوك. وكانت هذه حدود إمارة أردلان أيضاً – من كركوك إلى همدان- وبقية في عهد خانه باشا كما هي. لاحظ الشيء الهام في هذه الرقعة إنها أرض الكورد الحقيقية التي كانت قبل الميلاد جزءً من دولة ميديا الكوردية؟. ونفس الكلام الذي ذكره العزاوي عن كركوك جاء أيضاً في دائرة المعارف الإسلامية كما ذكره (نوري الطالباني) في كتابه (منطقة كركوك ومحولات تغيير واقعها القومي) ص 17- 18: جاءت بصدد الحالة الإدارية في منطقة كركوك خلال الفترة الأخيرة من الحكم العثماني ما يلي: كانت كركوك مركزاً لإيالة شهرزور في القرن الثامن عشر التي كانت تضم الألوية الحديثة التالية: كركوك وأربيل والسليمانية، ثم أطلق اسم (شهرزور) على سنجق كركوك وألحق به لواء كركوك، في حين ظل شهرزور التأريخية خارج السنجق الجديد. وشكلت ولاية الموصل عام 1879. ويضيف: أن ولاية الموصل العثمانية “كانت تتكون من ثلاث سناجق أو ألوية هي: 1- موصل 2- كركوك 3- سليمانية. وفي عام 1918 فصلت ثلاثة أقضية في شمال نهر الزاب الصغير عن كركوك ليتشكل منها لواء أربيل”. انتهى الاقتباس. يظهر من التاريخ أعلاه عام 1918 بدأ استقطاع المدن والقرى من كركوك لكي تقلل نفوس الكورد فيها؟؟. وبعد أن جاء الاستعمار البريطاني عام 1917 واحتل بغداد وأسس عام 1920 كياناً سياسياً باسم العراق مكونة من ولايتي بغداد وبصرة، واستورد له مملوكاً قميئاً من شبه جزيرة العرب اسمه فيصل بن الشريف حسين ونصبوه عام 1921 في احتفال اللئام في بناية القشلة في بغداد مليكاً على الكيان المصطنع باسم العراق. عزيزي القارئ الكريم، إبان التصويت على قبول العميل فيصل بن الحسين ملكاً على الكيان العراقي المصطنع، يقول الدكتور كمال مظهر أحمد في المصدر السابق ص 136: إن كركوك صوتت ضد فيصل. ويستمر الدكتور كمال في ص 138- 139: أما نتائج الاستفتاء – عن قبول فيصل من عدمه- جاء لواء كركوك كما يلي 1- مدينة كركوك 64 مع فيصل، 2786 ضده. 2- ناحية كركوك 197 مع فيصل، 720 ضده. 3- التون كبري لا يوجد أحد مع فيصل، 1500 ضده.4- داقوق- لا يوجد أحد مع فيصل، 10000 ضده. 5- شوان لا يوجد أحد مع فيصل، 1263 ضده. عزيزي المتابع، جاء في المصدر المذكور ص 141: في 23 آب سنة 1921 جرى في بغداد تتويج الأمير فيصل ملكاً على العراق، وحضرت الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في ساحة القشلة ببغداد، وفود جميع الألوية – محافظات- فيما عدا كركوك والسليمانية. لقد ذكرت العجوز الشمطاء الـ”مس بيل” في رسائلها “The Letters of .Gertrude Bell ” P. 431. وفي ص 149- 150 تقول: في العهد الملكي اعترف لهم – للكورد- بقيام حكومة كوردية تكون كركوك وتوابعها ضمنها. بهذا الصدد أصدرت الحكومتان العراقية والبريطانية عام 1922 البيان الآتي: تعترف حكومة صاحب الجلالة البريطانية، والحكومة العراقية بحق الكُرد القاطنين ضمن حدود العراق في تأسيس حكومة كُردية داخل هذه الحدود، – عزيزي القارئ، بريطاني قادم عبر البحار على بعد آلاف الكيلومترات، والآخر قادم من صحراء الربع الخالي يحددوا للكورد أصحاب الأرض الشرعيين كيف تكون حكومتهم!!!- هذه هي حال الزمن الأغبر. وتضيفان: وعلى الحدود التي يرغبون أن تمتد إليها. عزيزي المتابع، على أساس هذا البيان قُبِل العراق عام 1932 عضواً في عصبة الأمم. (عصبة الأمم نشأت عام 1919 وأفل نجمها عام 1946 لكن جميع ما اتخذت من قرارات وأصدرت من قوانين وتعهدات الخ انتقلت إلى  المنظمة الجديدة التي سميت الأمم المتحدة التي صارت الوريثة الشرعية لها. م م). يقول الدكتور كمال: إن هذا البيان نشر في الصحافة العراقية، – لكن كالعادة لم يطبق شيء من هذا البيان، وهذا يعني أن حكومة ملك العراق وحكومة ملك بريطانيا كذبتا- ونشره مراراً المؤرخ عبد الرزاق الحسني في كتابه تاريخ الوزارات العراقية. عزيزي القارئ الكريم،  يقول الدكتور كمال: من أجل كسب ود الكُرد وكحق شرعي لهم اعترفت الحكومة – العراقية- بصورة رسمية في تموز عام 1930، بأن النجمتين الموجودتين داخل العلم العراقي “هما رمزان للشعبين العربي والكُردي الشعبين الرئيسيين في العراق”  ويقول الدكتور في ص 153: وردت في الدليل الرسمي لعام 1936 في عهد وزارة ياسين الهاشمي، العبارة التالية” تحتوي ألوان العلم العراقي رمزاً إلى العنصرين العربي والكُردي”. عزيزي المتابع، يضيف الدكتور كمال: وردت تفصيلات أدق حول الموضوع نفسه في مصدر رسمي آخر هو دليل المملكة العراقية لسنة 1935- 1936 المالية، هذا نصها: للدولة العراقية شعار خاص صدر به قانون باسم قانون شعار الدولة العراقية رقم 25 لسنة 1931، ويتألف شعار الدولة من رقعة ملونة بألوان العلم العراقي، الأحمر فوق، فالأسود، فالأبيض فالأخضر تضمها حاشية مذهبة، وفي طرفيها العلويين ضمتان يتكون منهما زهرتان مربوط كل منهما بشريط مذهب متشابك على شكل ذوابة، ويعلو الرقعة التاج العراقي مستنداً إلى كوكبين ذوي سبع شِعب مزخرفة تحوي ألوان العلم العراقي رمزاً إلى العنصرين العربي والكُردي. وجاء في الهامش: دليل المملكة العراقية لسنة 35- 36 المالية. يصدر باللغتين العربية والإنجليزية… بإجازة من وزارة داخلية العراق رقم 342 بتاريخ 12/10/1934، بغداد، 1354هـ / 1925م ص 152. إن الذي جاء في قانون العلم والشعار للكيان العراقي في العهد الملكي والذي مثل الكورد والعرب دليل قاطع على أن القوميتين الكوردية والعربية شريكتان في هذا الوطن المستحدث على أيدي البريطانيين. وفي العهد الجمهورية الأولى، أتذكر أغنية للعرب كانوا يمجدون فيها الزعيم عبد الكريم قاسم، وكانوا في هذه الأغنية ينفون عنه تهمة الفردية، الديكتاتورية، جاءت فيها:

عبد الكريم ايگول آني مو وحدي                                                                         سيف العرب وياي والخنجرالكوردي.

يعني:

عبد الكريم يقول أنا لست وحدي                                                                            سيف العرب معي والخنجر الكوردي.

شيء آخر أود أذكره هنا إلا وهو شعار العراق في عهد الجمهورية الأولى، حيث كان يحوي على السيف العربي والخنجر الكوردي، و جاء تعريف الشعار في حينه في نص دستوري يعرًف شعار الجمهورية العراقية كالآتي: يتألف من دائرة تشع منها ثماني حزم تتألف كل حزمة ثلاث استطالات متموجة صفر ذهبية اللون و يبرز بين كل حزمتين منهما رأس نجم أحمر (قرميدي اللون) وتقع في وسط الدائرة ساحة زرقاء اللون تتوسطها سنبلة ذهبية يحيط بها دولاب اسود ذو ثماني نتوءات مستطيلة من الداخل يحيط به حتى الدائرة السوداء حلقة بيضاء اللون داخلها سيف عربي يحتضن الدولاب من الجانب الأيسر وخنجر كردي يحتضنه من الجانب الأيمن وقد كتب بين رأسيهما (الجمهورية العراقية) بخط كوفي وبين مقبضيها (14) تموز و تحتها (1958) بخط كوفي أيضاً.

01 06 2021

يتبع

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular