السبت, مايو 4, 2024
Homeمقالاتمعنى ومغزى المهدي لدى الشيعة !: مير عقراوي

معنى ومغزى المهدي لدى الشيعة !: مير عقراوي

للمهدي المنتظر لدى الشيعة ، بخاصة الشيعة الإمامية الإثناعشرية موقعاً خاصاً ومركزية قوية ووجود المذهب ومصيره متوقف عليه ، بل يمكن القول اذا ما تم إثبات – على الصعيد الشيعي – عدم وجود المهدي من الأساس فإن المذهب الشيعي سوف ينهار بنيانه وينهدم وتتطاير أسسه في الهواء كما تتطاير الأوراق في الهواء أثناء العاصفة ، أي اذا ما ثبت إن المهدي لم يلد ، ولم يُخْلَق قط تاريخياً ، وهذا هو الصحيح والثابت في التاريخ ، لأن الإمامة الشيعية متوقفة على المهدي الذي هو الإمام الثاني عشر لدى مذهب الشيعة الإمامية الإثناعشرية .
لهذا ترى إن الذين حققوا من الشيعة في موضوع المهدي تاريخياً ودققَّوا فيه وفحصوه ومحصوه وتأملوا فيه بموضوعية وتجرُّدٍ فإنهم إما تركوا المذهب الشيعي ، أو على الأقل يفقد المذهب الشيعي المكانة والإعتبار لديهم ، مثل العلامة الإيراني آية الله البرقعي [ 1908 – 1992 ] ، والفيلسوف الإيراني الدكتور عبدالكريم سروش ، والمفكر والكاتب المحقق العراقي أحمد الكاتب وأمثالهم .
إن حالات التطرُّف والمغالاة في شخصيات آل البيت النبوي الكريم في المذهب الشيعي الإمامي الإثناعشري ، هي كثيرة وغريبة الى أبعد الحدود وتأتي في المقدمة الغُلُوِّ في شخصيات أهل البيت النبوي الى حد التأليه ، وبما إن مقالتنا هذه خاصة بمهديِّ الشيعة سوف لا نتطرق الى الحالات والمحاور الأخرى التي ينفرد بها المذهب الشيعي الإمامي الإثناعشري .
يطلق الشيعة الإمامية ، بخاصة في ايران ألقاباً خاصة وغريبة على مَهديِّهم ، مثل [ صاحب الزمان ] ، و [ صاحب العصر ] ، و[ إمام الزمان ] . كما إنهم يَستغيثون به ويُنادونه كما الله سبحانه ، مثل [ يا مهدي أدركني ] ، و [ يا مهدي أغثني ] ، و [ الغوث والمدد يا صاحب العصر والزمان ] . وهكذا فإنهم يستغيثون ويستعينون ويُنادون سائر الشخصيات من آل البيت النبوي ، مثل [ يا علي أدركني ] ، و [ يا فاطمة الزهراء ] ، و [ يا حسين أغثني ] وهكذا ، بل إنهم لا يذكرون الله عزوجل مثلما يذكرون علياً والحسين وزين العابدين وأبو الفضل العباس وفاطمة الزهراء . وهذا أمرٌ خطيرٌ ومتناقضٌ مباشرة مع القرآن الكريم وسنة وسيرة نبي الله محمد والصحابة وآل البيت النبوي الكريم أنفسهم ! .
وللشيعة إستدلالٌ غريبٌ قرآنياً في إثبات حقيقة المهدي ، فهم يتشبَّثون بآية قرآنية ليست لها أيَّ علاقة على الإطلاق ، وبالمطلق المطلق لا بالمهدي وحسب ، بل لا تتعلق بالإسلام ولا بنبي الإسلام محمد ، وهي الآية السادسة والثمانون من سورة هود . وهذه الآية كما الآيات التي قبلها وبعدها تتحدث عن نبي الله شعيب وقومه الذي عاش ومات قبل نبي الله محمد بقرون طويلة . ونص الآيات المذكورة هي ؛
{ والى مَدْيَنَ أخاهم شُعيْباً ، قال : يا قوم آعبدوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره ويا قومِ أوْفوا المِكيالَ والميزانَ بالقسط ولا تبخسوا الناسَ أشيائهم ولا تَعْثَوْا في الأرضِ مفسدين بَقِيَّةُ اللهِ خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيط قالوا : يا شُعيبُ أصلاتُكَ تأمركَ أن نتركَ ما يعبدُ أباؤنا ، أو أن نفعلَ في أموالنا ما نشاءُ إنك لأنتَ الحليمُ الرَّشيدُ } سورة هود .
كما هو واضحٌ ، كل الوضوح إن الايات التي سبقت الآية [ 86 ] والتي بعدها أيضاً ترتبط بنبي الله شعيب وقومه ، لكن الشيعة ربطوها بالمهديِّ ، وهذا لا شك فيه تحريفٌ صارخٌ بالآيات القرآنية ، ومثل هذا التحريف للآيات القرآنية كثيرٌ جداً لدى الشيعة بمراجعهم ورجال دينهم للأسف الشديد ! .
وفي تحريفي شيعيٍّ آخر لمقاصد ومعاني آيات القرآن ، يقول المفسر الشيعي علي بن إباهيم القمي في تفسيره للآية الخامسة والسادسة من سورة القَصص { ونريدُ أن نَمُنَّ على الذين آستُضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين ، ونُمَكِّنَ لهم في الأرض ونُرِيَ فرعونَ وهامانَ وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون }
( علمنا أن المخاطبة للنبي وما وعد به الله رسوله فإن يكون بعده والأئمة يكونون من ولده . وإنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى وبني إسرائيل وفي أعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما فقال : إن فرعون قتل بني إسرائيل وظلم من ظلمهم فأظفر الله موسى بفرعون وأصحابه حتى أهلكهم الله ، وكذلك أهل بيت رسول الله أصابهم من أعدائهم القتل والغصب ثم يَرُدُّهم الله ويَرُدُّ أعدائهم الى الدنيا حتى يقتلوهم } !! . يُنظر تفسير [ القمي ] لمؤلفه محمد بن إبراهيم القمي ، ج 2 ، ص 123
وفي تفسير آخر للآيتان المذكورتان من سورة القَصص يقول المفسر الشيعي السيد هاشم البحراني ( عن الباقر والصادق : إن فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا ) !! . يُنطر تفسير [ البرهان في تفسير القرآن ] لمؤلفه السيد هاشم البحراني ، ج 3 ، ص 220 . والشخصان من جبابرة قريش اللذين ذكرهما البحراني هما أبي بكر الصديق وعمر الفاروق !! .
أما محمد باقر المجلسي فيقول في تفسيره للأيتان المذكورتان من سورة القَصص ( إن الأبرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته ، وإن عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه . ورد في أخبار كثيرة أن المُراد بفرعون وهامان هنا أبو بكر وعمر ) !! يُنظر كتاب [ بحار الأنوار ] لمؤلفه محمد باقر المجلسي ، ج 24 ، ص 168 .
هكذا إذن المذهب الشيعي الإمامي الإثناعشري في تحريف الآي القرآني الحكيم ، وفي الكراهية المطلقة لصحابة رسول الله محمد الذين أثنى عليهم التنزيل العظيم والنبي الصادق الأمين محمد ، في مقدمتهم أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب العبقريان العظيمان ، والتقيان النقيان .
وكذلك ما أوردناه في هذا المقال الموجز كان عينات مما يؤمن به الشيعة حول المهدي ، ذلك المهدي الذي يتعلق بهم حصراً ، لأنه سوف يُشمِّرُ عن ساعده والسيف بيمينه لجزِّ الأعناق والقتل الجماعي لجميع المخالفين له في العالم ، بخاصة صحابة رسول الله ، في مقدمتهم أبي بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين بالنصر القرآني ، مع الإنتقام من السنة [ النواصب ] ! .

مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. المهدي المنتظر أو ئيزيد المنتظر هو نقطة إلتقاء الئيزديين مع إخوانهم الشيعة , الفكرة هي المُخلّص تُخلق من الكوارث وهي الكارثة التي حلّت بالدولة الساسانية, فلم يبق لهم إلا الأمل في الإله ئيزي المخلص الإله الكيشي السنجاري البابلي, وبعد أن أسلم سكان العراق مثّلوه في أحفاد على الذي لم يشترك مع عمر في الهجوم على العراق ثم عمر بن العاص في 41 هـ الذي ذبح كل من إرتد بعد مقتل عمر وسوّى المدائن مع الأرض, وكانت عائلة علي على رأس المعارضة طيلة الحكم الأموي والعباسي فترسّخ جيلاً بعد جيل, أما الئيزديون فلم يدخلو الإسلام وبقوا على ئيزيدهم المنتظر وشكراً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular