الأربعاء, مايو 8, 2024
Homeمقالاتبمناسبة الجلسة الأولى للبرلمان العراقي ( الجزء الثاني والأخير ) : جاسم...

بمناسبة الجلسة الأولى للبرلمان العراقي ( الجزء الثاني والأخير ) : جاسم قاسم بوزاني

شخصية الانسان العراقي واثرها في ادارة الدولة العراقية الحديثة

كاد الفرد العراقي ان ينال استقلاليته في السبعينات من القرن المنصرم وان يكون نموذجا يحتذى به في الدول العربية والعالم بسبب الظروف المثالية في البلد واستقرار الظروف السياسية , والنمو الاقتصادي وزيادة دخل الفرد والازدهار والأعمار وتأمين الشركات الاحتكارية في العراق, حيث نال العراق استقلاله الفعلي في هذه الحقبة, وبالتالي استمد الفرد العراقي استقلاليته من تلك الاستقلال, والظروف المثالية للبلد.

ولكن للأسف الحرب التي جرت بعدها في الثمانينات, الحرب العراقية الايرانية من جهة, وكذلك الحكم الشمولي الذي قاده صدام في العراق, عادت بالازدواجية والتناقض إلى شخصية الفرد العراقي, وأحياء تلك الصفات الا انسانية حسب قاعدة الفعل ورد الفعل, مما أدى الكثيرين من الشعب الى الهروب من أداء خدمة العلم لأسباب عديدة منها سياسية ومنها إقتصادية وكذلك تعلم الفرد العراقي فنون القتل سواء كانت للدفاع عن النفس ولدوافع اجرامية كثيرة.

اما بعد فرض الحصار الاقتصادي على العراق عام 1990 من قبل أمريكا والعالم, تاثر الفرد بشكل كبير جدا بتلك الظروف السيئة, وقد صدق الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش حينما قال ( فرضنا الحصار على العراق ليس لكي يموت الشعب جوعا, وانما لكي يوثر ذلك على نفسيته وسلوكه ) .

نعم أصبح الهدف المنشود للفرد العراقي هي المادة بانواعهاوالحصول على لقمة العيش بغض النظر الى سبل وطرق الحصول عليه, وظهر ذلك جليا في شخصية الإنسان العراقي في ظل الحصار الاقتصادي والى يومنا هذا, حيث كان الطرق المتبعة غالبا ما تكون غير اخلاقية اجتماعيا ودينيا, كما كانت غير مسموحة قانونيا أيضا ولكن ضعف الدولة وظهور المحسوبية والرشاوي أدى إلى زيادتها وكانت ولادة هاتين الظاهرتين الأخيرتين بشكل كبير ايضا من مخلفات الحصار الجائر .

إنتهى زمن المبادئ والقيم السامية في عهد الحصار, بل أصبح الفرد العراقي يبحث عن الحياة بشتى الوسائل, وزاد نسبة الأمية في المجتمع بسبب ترك الدراسة لصعوبة التكاليف والمعيشة مما أدى الى التخلف, وخاصة بين فئة الشباب والتي تعتبر العمود الفقري لبناء المجتمع , وكل ذلك ساعد الى بروز الاحتيال والتزوير والتهريب وغسل الأموال .

بعد ان نجح أمريكا في تغير سلوكية ونفسية الإنسان العراقي , اضافة الى ازدواجية وتناقض شخصية الانسان العراقي, قامت امريكا في 2003 بإزالة كل الحواجز القانونية والأخلاقية للفرد عندما سقطت الدولة العراقية إبان الهجوم عليها, تحت ذريعة الحرية والديمقراطية للشعب العراقي.

وهنا ظهرت شخصية الفرد العراقي على حقيقته, عندما ظهر الاحزاب الدينية والميليشيات والمجموعات الخارجة عن كل المبادئ والقيم الاخلاقية بإدارة الدولة, حيث نخر الفساد جسد العراق من الرأس الى القدم كما اصبح للقتل والاختطاف والسرقة من افضل هوايات الفرد في المجتمع المنفلت وهذا يؤكد مقولة العلامة الوردي حينما قال
(ان الانسان العراقي من اكثر
الناس تمسكاً بالدين، وأكثرهم انغماساً في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحداً من ناحية وطائفياً من ناحية أخرى )

ولهذا فشل الفرد العراقي في ادارة دفة الحكومة والدولة والوصول بالشعب الى بر الامان من جهة, كما فشل الشعب أيضا وفرض رغباته واحتياجاته على الحكومات وفشل ايضا في حماية حكوماتها والدفاع عنها وتطبيق قوانينها لان هناك ازمة ثقة وكذلك عدم قبول الآخر .
للاسباب الذي ذكرناه, والظروف التي ولد فيها الفرد العراقي, والبيئة المحيطة التي كانت لها الأثر المباشر في التنشئة والتربية تبلورت شخصية الفرد العراقي, مما اثر سلبا في قيادة الحكم بالمساواة والنزاهة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات الشعب.
إنتهى

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular