الجمعة, مايو 3, 2024
Homeاخبار منوعةهل أنا حرامي؟؟

هل أنا حرامي؟؟

 

أحد الإخوة السودانيين كتب مقالا جميلا بعنوان ” هل أنا حرامي؟؟ ” يذكر فيه موقفان حصلا معه.

الموقف الأول : يقول : كان عندي إمتحانات للطب في إيرلندا ، وكانت رسوم الإمتحان ثلاثمائة و تسعة جنيهات ولم يكن لدي فكة. فدفعت ثلاثمائة و عشرة جنيهات ، المهم إمتحنت وانتهيت من الإمتحان ومضت الأيام ورجعت للسودان…..

وإذا برسالة تصلني من إيرلندا جاء فيها : أنت أخطات عند دفع رسوم الإمتحانات حيث أن الرسوم كانت ثلاثمائة و تسعة جنيهات وأنت دفعت ثلاثمائة و عشرة جنيهات ، وهذا شيك بقيمة جنيه واحد…فنحن لا نأخذ أكثر من حقنا مع العلم أن قيمة الظرف والطابع أكثر من هذا الجنيه !!

الموقف الثاني : يقول وأنا أتردد مابين الكلية والسكن كنت أمر على بقالة تبيع فيها إمراة وأشتري منها كاكاو بسعر ثمانية عشر بينس وأمضي

وفي مرة من المرات…رأيتها قد وضعت رفا آخر لنفس نوع الكاكاو ومكتوب عليه السعر عشرين بينس فاستغربت وسألتها هل هناك فرق بين الصنفين؟؟

قالت : لا ، نفس النوع ونفس الجودة

فقلت إذا ما القصة ؟!!! لماذا سعر الكاكاو بالرف الأول بثمانية عشر بنسا وفي الرف الآخر بسعر عشرين بنسا

قالت : حدث مؤخرا في نيجيريا التي تصدر لنا الكاكاو مشاكل فارتفع سعر الكاكاو وهذا من الدفعة الجديدة نبيعها بعشرين بنسا والقديم بثمانية عشر بنسا

فقلت لها إذن لن يشتري منك أحد سوى بسعر ثمانية عشر بنسا حتى نفاذ الكمية ، وبعدها سيأخذون بسعر عشرين بنسا

قالت : نعم ، أعلم ذلك

قلت لها : إذا أخلطيهم ببعض وبيعيهم بنفس السعر الجديد عشرين بنسا ، ولن يستطيع أحد التمييز بينهم.

فهمست في أذني وقالت : هل أنت حرامي؟؟؟؟

إستغربت لما قالته ومضيت ؛ ومازال السؤال يرن في أذني…هل أنا حرامي؟!!

أي أخلاق هذه؟! الأصل إنها أخلاقنا نحن أخلاق ديننا… أخلاق مبادئنا… أخلاق علمنا إياها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

قال أحمد ديدات رحمه الله : نحن لسنا متخلفون عن الغرب ،ولكن متخلفون عن الإسلام ؛ وما تخلفنا عن العالم إلا بعد تفريطنا في ديننا (انتهى)

حدثني والدي رحمه الله عن المرحوم الشهيد عبد الحسين جيتا بائي كوكل الذي اعدم ظلماً وعدواناً من قبل زمرة النظام السابق ، وهو من اكبر تجار البصرة من اصول باكستانية حيث كانت له اعمال خيرية كبيرة ويساعد الكثير من الفقراء وكان تاجراً كبيراً، وفي احدى المرات باع كميات كبيرة من الشاي اعتماداً على سعر السوق في ذلك الوقت، بعد ذلك حدث انخفاض كبير في سعر الشاي على المستوى العالمي ، فقام بعد ذلك بالاتصال بكافة التجار الذين باع لهم الشاي، وطلب من كل واحد منهم ان يخبره عن الكميات التي لم يبعها من الشاي وقام بارجاع الفرق لهم وتعرض لخسارة كبيرة نتيجة لذلك، وعندما سأله والدي عن هذا التصرف اخبر والدي، صحيح انه تعرض لخسارة كبيرة بهذا الفعل ولكنه يستطيع ان يتحمل هذه الخسارة ولكنه لا يرضى ان يتعرض التجار الصغار الى خسائر قد تؤذيهم؛
شتان ما بين تصرفه وتصرف اغلب تجار المواد الغذائية في العراق في يومنا الحالي، لذلك استحق من الله ان يكرمه بالشهادة ورفقة الرسول واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام ؛
إن من اكثر الامور حساباً عند الله الغبن بالربح للمواد الغذائية ؛

فمن من تجارنا اليوم يفكرون بطعام الفقراء والمساكين؟؟؟؟؟

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular