٢٠/٤/٢٠٢٣
يصادف عيد راس السنة الايزيدية من كل عام في أول أربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي ، ويؤكد هذا العيد على قِدم جذور الديانة الايزيدية الغائرة في التاريخ الشرق الأوسطي وسٌيما في التاريخ الرافديني والشامي ، فعيد راس السنة او ما يسمى عيد طاؤؤس ملك أو الاربعاء الأول من نيسان هو يوم تاريخي مرتبط بحادثة اِنفجار الذرة العظيم التي تعيدنا الى بداية تكوين الكون والخليقة وبداية خلق نبي آدم وحاوه وهبوط الملاك طاوس بأمر الخالق على الارض وأيضا تتويجه وخلعه بطوق أيزي من قبل الخالق العظيم ، وفي كل عام وبهذا اليوم المقدس يحتفل الايزيديون في العالم ويقدمون القرابين والذبائح ويصنعون الاكلات والحلويات والمعجنات ويستذكرون أمواتهم ويترحمون عليهم خصوصا في المعبد وأمام الديار المقدسة ويعلقوا باقات من شقائق النعمان مع قشور بيض الملون على ابواب منازلم كعلامةٍ دالة على ايزيديتهم ورمز راس السنة وخلعة الله وطاوسي ملك حسب النص الديني ( هات چارشه مبوا که سک وسور وسپی وزه ره مه پی خه ملاند سه ره ده ره
هنگی سه ره ده ری بخه ملینه وپسیاربکه ت
ژ به ر چینه ئه فه ژ به ر خه لاتین طاوسي ملك وسلتان ئيزينه )
والجدير بالاشارة الى ان بعض الاعياد والمراسيم تسبق هذا العيد وجاءت لأستقبال الملاك طاوس وفرحا بتجميل وتزيين الطبيعة الخلابة منها عيدَي ملك زان الاول والثاني الذين يعدان سر من اسرار الخالق وكذلك مراسيم نَقلتَي اللبنات والقولات وعصر الزيتون وتنظيف وترتيب معبد لالش النوراني من قبل الخدمتكارين ورجال الدين وخلال عشية العيد تستنير أرضية وسماء لالش بالقناديل والأسرجة مع تعالي أنسام البخور و هلاهل النساء والفتيات الايزيديات داخل فناء المعبد ، وبالاضافة الى تلوين البيض ونحر القرابين امام المنازل وزيارة المزارات والقبور ، وتقديم مراسيم الراعي والحلابات (بيريفانات) كيف ينتشلن عكازة الراعي وتقطيعها الى
قطع صغير حتى يعلقوها بالمخاضات ومرجوحات الاطفال من اجل البركة والتجديد وفضلا عن مراسيم وطقوس تعميد السناجق السبعة في عين البيضاء للتهيؤ بالانطلاق الى المواطن الايزيدية وأبرزها اِنطلاق جولة الطاووس ( السنجق)المخصص لمنطقة المرگه والتي تبدا من گلي بحزاني ثم الى بعشيقة ومرورا بالباسكي والشيخان والى محطته الاخيرة في ديربون ومجمعي خانك وشارية ، وكذلك تتزامن مع بدء طقوس الطوافات أيضا من بعشيقةوبكزاني بطوافة شيخ محمد شرفدين بن شيخ حسن العدوي فتعم الأفراح طيلة شهر نيسان حسب التقويم الشرقي بالاِضافة الى تبييض قبب المزارات بمادة الجص الاسمنت الابيض ، وكل هذه الطقوس نابعة من اعياد ومراسيم قديمة عمرها بضعة الاف السنين التي تذكرنا بعيدَي أكيتو وزاكموك البابلية السومرية والاشورية ومراسيهما الموافقة في الأول من نيسان والتي تستمر لمدة ١٢ يوم المتقاربة من طقس السنجق والطوافات وتزامنهما مع راس السنة الايزيدية بالرمز والمعني والدلالة التاريخية والدينية ولا نتسى عيد نوروز الذي مصدره بلاد الرافدين والذي طرأ عليه التغير والتحديث حسب النظام الفارسي الاخميني وخضوعه للتقويم الميلادي وحسب المصادر التاريخية التي تطابق شخصيات رؤساء الالهة انو ونابو و راع وعشتار واشور مع شخصية طاوسي ملك الذي يعد رئيس الملائكة وأمين كورسي الخالق .
كل عام وأنتم جميعا بألف خير وسلام
