الأحد, مايو 19, 2024
Homeاراءدعوة الى حفل لتوقيع كتاب : مراد سليمان علو

دعوة الى حفل لتوقيع كتاب : مراد سليمان علو

 

بمناسبة عيد رأس السنة الأيزيدية، وصلتني دعوة كريمة من الأستاذ الباحث (علي شيخ سيدو) لحضور حفل سينظم بمناسبة صدور كتابه المهم (محطات من واقع الأيزيديين).
الدعوة عامة، وهي فرصة لمن لم يسعفه الحظ بقراءة الكتاب أن يحضر ليطلع على تفاصيل فصوله السبعة المثيرة، ويناقش الباحث حول الكتاب، وأحوال المجتمع الأيزيدي في الماضي القريب والحاضر بصورة عامة. وذلك في الأول من أيار القادم في:
August-Bebel Str. 16-18, 33602
Bielefeld (Umwelt Zentrum)
كنت قد استلمت نسخة من الكتاب هدية من (أبو مروان) مذيلة بتوقيعه، وكان لي شرف تقديم الكتاب حسب رؤيتي لأهمية محتواه، مثمّنا جهوده في تدوين فترة مهمة تمتد لأكثر من نصف قرن من وجود الأيزيديين وخاصة في حوض جبل شنكال حيث ولد وترعرع الباحث.
ولتكوين فكرة أولية عن الباحث وعن الكتاب أقدم لكم ما جاء في التقديم.

تقديم
مراد سليمان علو

(1)
في دراستي للمرحلة المتوسطة كنت أسمع بالأستاذ علي سيدو رشو دون أن التقي به فلقد سبقته سمعته، ومغامرته الفريدة في إكمال دراسته الجامعية، كيف لا وهو ابن العالم الديني المعروف الشيخ سيدو سادن مزار الشيخ عبد القادر في قرية تل حيال (المجنونية)، وكان الشيخ علي محل فخر لنا جميعا، فهو أول طالب من العشيرة يدخل الكلية، وهذا وحده كافيا أن يزرع الأمل فينا ويمدّنا بالقوّة لنجتاز الصعاب ونكون من المتفوقين؛ لنعبر إلى الجهة المضيئة مثله ونصبح بدورنا فخر لعوائلنا ولمجتمعنا الذي يحتاجنا كثيرا ونخدمه بما نحمله من ثقافة تؤهلنا لقياس المشاكل والظواهر السلبية المختلفة فيه بالمنطق، وبرؤية اجتماعية متمدنة ثم إيجاد الحلول لتلك الظواهر كي لا تستفحل وتصبح عادات وبالتالي يصعب التخلص منها.
بعد الفرمان الأخير علينا في الثالث من آب 2014 لم يفاجئني دخوله طوعا إلى المجال الإنساني لمساعدة المظلومين والمكلومين والأيتام من بني جلدته ـ وما أكثرهم ـ لأسباب عديدة ستجد بعضها بين طيات كتابه المهم هذا.
وبما إنه مثل العديد منّا وجد الأجوبة المناسبة لأسئلته، وفي المقابل لم يجد غير الآذان الصماء التي لم تسمع شكواه المتعلقة بشعبه وما يعانيه من ظلم وجور وفرمانات متتالية تهدف إلى إبادته أو تغيير معتقداته، وكذلك لم يجد من يعينه على حمل هذا الأرث الثقيل من بني جلدته ممن كان يعوّل عليهم، بل وجد نفسه بغتة محاصرا من قبل بعض الناشطين ومهملا من جانب بعض المثقفين ومتهما من معظم المنتمين، وحتى لا يغدر به ويودع السجون بتهم كيدية وباطلة لقوله الحقيقة ووضعه النقاط على الحروف حسب قناعته واجتهاده اضطر للهروب من الوطن حزينا على ما آلت إليه الأمور.

(2)
ما أن تجوّلت في محطات المفكر علي سيدو رشو، وطرقت مجاهلها حتى شعرت وكأنني اقرأّ حكاية جديدة ولكنها شاملة تشبه الأسطورة إلى حد بعيد من كتابي (حكايات من شنكال) حيث وجدت في هذا السفر المثير الكثير مما أرغب في سماعه وقراءته.
بين دفتي الكتاب أسماء لأشخاص مبدعين رغم إنهم غير مشهورين وكانوا يعيشون معنا، وهو تجوال في العديد من القرى الطينية المزارات التي تحفز الذاكرة لاسترجاع صور الطفولة الزاهية وبساطة الحياة، وأحداث وأماكن كنت أنا شخصيا جزءا منها في فترات الطفولة والصبا، ولكن الأماكن اندثرت، ولم يبقى منها سوى الأطلال والأحبة تفرقوا، ثم يأتي (أبو مروان) ويفتح أبواب الذاكرة من جديد لتتوالى تلك الصور والذكريات من جديد وكأن كلّ شيء حدث يوم أمس.
هذه الذكريات مثيرة ولا يمكن وصفها بسهولة؛ لأنها رحلة روحية تتلخص فيها عظمة وجمال الأيزيدياتي وتتجلى فيها استعداد الإنسان الأيزيدي للبدء من جديد كلما جاء فرمان جديد لا يبقي ولا يذر، وكان آخر فرمان علينا يحمل التسلسل الرابع والسبعون آملين أن تتوقف فرمانات الجيران الذين من الصعب عليهم تقبل نقاوة أرواحنا واتحادنا بالطبيعة عند هذا الرقم.
نعم، عندما قرأت الكتاب شعرت بأنني على موعد للذهاب إلى جماعية (مَلَكْ فخر الدين) في قريتي التي ولدت فيها (السكينية العليا) بصحبة الأهل والأقارب والأصدقاء، ومن جهة أخرى الصور كانت مؤلمة جدا وتثير الشجون والآلام فقد رحل معظم من كانوا معنا في مسعانا منذ الطفولة، بعضهم توفاهم الله والأغلبية غُدر بهم بصورة أو بأخرى، فخسرنا صحبتهم وطيبة قلوبهم ونقاوة أرواحهم، والبعض الآخر هاجر مثلنا متأملا أن يعيش آخر أيامه في سلام، وما يجبر خواطرنا ويملأ قلوبنا عزاء إننا كنا مشاريع خسارة مثلهم وقاب قوسين أو أدنى لنفقد أرواحنا في كل يوم من تلك الأيام الصعبة، ولكننا بقينا لنروي ما حدث لنا كأفراد أبرياء وكجماعات محبة للحياة، وها هو كاتبنا يبدأ بسرد الأحداث التي تخص جزء مهم من شعبه الساكن في حوض جبل سنجار من خمسينات القرن الماضي وهي وقت طفولته وإلى يومنا هذا.

(3)
من بين الأسماء التي تم ذكرها استوقفني اسم المعالج بالأعشاب (مراد براهيمكو) الذي كان يعيش في قرية (المجنونية) التي ولد وترعرع فيها الأستاذ علي نفسه؛ ولأنني من قرية أخرى قريبة فقد سمعت في طفولتي بهذا الحكيم فقد كان يأتي إلى قريتنا مرارا لمعالجة بعض الحالات الحرجة لأناس فقراء لا يتمكنون من الذهاب إلى المدينة للتطبيب والمعالجة.
هذا الجراح بالفطرة كنا نسميه (مراديك) ومن بين الحكايات المتعلقة به أتذكر مسألة مشرطه العظمي الذي كان يحمله في جيبه أينما ذهب.
وعندما يأتي الحكيم إلى قرية (السكينية السفلى) أو (العليا) لغرض معالجة حالة معينة كان يزور صديقه المدعو (خلف جولو) وربمّا قضى ليلته عنده إذا كانت حالة المريض تتطلب بقاءه بالقرب يوما أو أكثر، وصديقه هذا كان جارنا، وقد تعلم بدوره على بعض أسرار مهنة ضيفة؛ لتكرار زياراته له أو ربمّا لرغبته في التعلم وخدمة الأهالي من الفقراء مثله، فكان يذهب إلى الجبل لجلب بعض الأعشاب ويحضّر منها العلاج المطلوب كشراب أو مراهم تدهن بها أماكن الإصابات ولكنه لم يرتقي إلى عبقرية العمّ (مراديك) في معالجة الحالات المستعصية أو الحرجة نتيجة الإطلاقات النارية أو السقوط وغيرها من الحوادث.
ومن محاسن الصدف أن تكون عائلة جارنا الطيب هم أنفسهم جيراننا في مجمّع الجزيرة ـ سيباية شيخ خدرـ بعد رحيلنا الإجباري من قرانا في سنة 1975 وفي الثمانينات وأتذكر حالة لإحدى المعلمات القادمات من الموصل للتدريس في سيباى وكانت قد أصيبت بمرض جلدي في قدمها وبطريقة ما علمت بوجود من يزاول مهنة المعالج الشعبي بالأعشاب الجبلية وبعد أسبوع من المعالجة بمراهم معينة من يد (مام خلف) تعافت المعلمة تماما.
بعد رحيل الجار (خلف جولو) حاول ابنه (قاسم) أن يتعاطى أسرار المهنة التي ورثها من والده حيث كان قد تعرّف على بعض أنواع الأعشاب وطريقة تحضيرها ولكنه كان أقل براعة من أبيه، وبعد موته هو أيضا ضاعت تلك الأسرار.
لأشك إن في جبل شنكال أعشاب ونباتات لها فوائد عظيمة إذا ما تم تحضيرها بالطريقة المناسبة وكان الحكيم الشعبي (مراد براهيمكو) قد تعرف على بعض تلك الأسرار ولكنها دفت معه ومع تلامذته من بعده، فكم من الأسرار والمعارف والحكم والأقوال والقصص والأساطير والحكايات والأغاني والمواويل والأحداث والحقائق والشكاوى ضاعت واندثرت إلى الأبد، لأسباب عديدة ستجد بعضها بين دفتي هذا الكتاب المهم عندما تتصفح الفصل الثاني منه والمعنون: (لماذا تخلف الأيزيديون).

(4)
في بداية الكتاب وفي الفصل الأول منه والمعنون بـ (الأيزيدياتي) يحاول الكاتب أن يعرفنا بالديانة الأيزيدية بطريقة مبسطة وسلسلة، يشرح خلالها العقيدة الأيزيدية، وأصل التسمية ثم يبين لنا الموقع الجغرافي لتواجد الأيزيديين سواء في داخل العراق أو خارج العراق، ويتطرق إلى أهم الأعياد والمناسبات لدى هذا الشعب المسالم المحب للحياة والفرح ويتناول الأحوال الشخصية والتي لها خصوصية منفردة بين المكونات والطوائف والقوميات في العراق والتي لم ينصفنا فيها أية حكومة وطنية منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وإلى الآن.
وفي الفصل الثاني أرى موضوعا هو الأكثر تداولا بين بعض الباحثين والكتاب الأيزيديين بطرق وأساليب مختلفة ألا وهو (تخلف الأيزيديين) فهو يتناول الموضوع بحيادية ولا يكتفي بإلقاء اللوم على الآخرين بل يبين بكل جرأة إن أسباب التخلف تعود إلى الأيزيديين أيضا، بل يكاد يجزم إنهم السبب الرئيس لتخلف مجتمعاتهم مبينا ذلك بالأمثلة والوقائع، أقول (مجتمعات) لأن الشعب الأيزيدي عبارة عن مجتمعات مختلفة في الثقافة والسلوك والعادات والتقاليد فأيزيديوا شنكال يختلفون عن أيزيديي ولات شيخ وأيزيديوا روسيا يختلفون عن أيزيديي سوريا وهكذا، ولكنهم يجتمعون في أن يكونوا دائما سببا رئيسيا في تخلف وتشرذم مجتمعاتهم مهما كانت صغيرة، وحقا ما يؤلم الشجرة أكثر هو إن يد الفأس التي تقطع بها كان جزءا منها في يوم ما.
وكذلك يشرح دور الاقتصاد في التخلف وهو لا شك دور مهم جدا فلا يمكن أن تطالب بحقوقك المدنية وأنت جائع وعاطل عن العمل، ويبين دور رجال الدين ويتناول بجرأة دور المثقف السلبي وكيف يمكن للمثقف أن يغير الواقع وينقذه لو كان إيجابيا، والخلافات السياسية والدينية بين الأيزيديين أنفسهم.
أما الفصل الثالث فيتناول فيه قضية تؤرق الأسرة الأيزيدية ليلا ونهارا وسؤالا يطرحه ربّ الأسرة على نفسه ويكرره باستمرار (هل أسرتي بأمان) وكذلك يمكن طرح السؤال نفسه بصورة جماعية على الأيزيديين وخاصة أيزيديوا سنجار: هل هم بأمان؟ الكتاب يبين لك ما حدث لهم بالأمس وما يحدث لهم الآن ويشرح واقع الفرد الأيزيدي وكيف إن الأمن القومي الأيزيدي ليس مستقرا ولن يكون مستقرا وفق المعطيات والعوامل التي نراها ونلمسها في واقع السياسة والإدارة المركزية وكذلك تلك التي تتبعها الإقليم.
ويبدو إن الأمر سيطول كثيرا وإن المادة 140 البغيضة تتحول إلى خنجر مسموم في خاصرة الأيزيديين ويوسع جرحهم كل يوم، وقد أصبح بمثابة مسمار جحا في حكايته المعروفة.
فالفرد الأيزيدي في وطنه العراق وخاصة في حوض جبل سنجار لا حقوق له وهو مغبون منذ تأسيس الدولة العراقية ولحين تدوين الدستور العراقي الدائم وبوسعنا قراءة العديد من الأمثلة والوقائع على تردي الحقوق الإنسانية فيما يتعلق الأمر بالأيزيديين فردا أو جماعة في الفصل الرابع وتحت عنوان (الأيزيديون وحقوق الإنسان).

(5)
في السنوات الأخيرة وخاصة بعد 2003 ورد ذكر الإصلاح كمصطلح وكفكرة قابلة للتنفيذ من قبل العديد من المتعلمين الأيزيديين والمتفيهقين وأشباه الباحثين الذين يطلقون على أنفسهم هذا اللقب دون وجه حق للتلاعب بمشاعر الأيزيديين ومحاولة تخريب الجمال في الأيزيدياتي بتبجحهم، فأعرف بعضهم شخصيا لا يحسنون كتابة رسالة ولا يجيدون قراءة ما بين سطور كتاب فلسفي مهم ويريدون تغيير مجرى نهر الأيزيدياتي الكريم الجاري منذ فجر الحضارات الأولى.
أقول لهؤلاء إن الأيزيدياتي تعني الطبيعة والطبيعة تتغير حسب فصولها بنفسها وليس على أهواء من يرغب أن يجلب الربيع وقت الصيف ويضع الجبال في الصحراء فما هكذا يتناغم الإنسان مع الطبيعة.
ونرى شيخنا يهتم بالتغيير الطبيعي الذي يحدث للإنسان أيزيديا كان أو غير إيزيدي ويحث في الفصل الخامس المعني بالإصلاح الفرد الأيزيدي أن يتسلح بالعلم والثقافة ليكون قادرا على مواكبة التمدن في المجتمعات التي يعيش فيها ويحاول الاندماج معها دون أن يفقد رونق وجمال وأصالة أيزيديته كما هو حال المهاجرين في أوربا، ولكن حتى نداءه هذا وفي الغربة لا يلاقي صدى مناسبا فيقوم بطرح مئات الأسئلة منها تلك التي يبحث الإنسان عن جواب لها منذ الأزل وشغلت الفلاسفة كثيرا ومنها أسئلة واقعية تحتاج إلى انتباه وفطنه وتدارك للأمور قبل الوقوع في الخطأ مرارا وتكرارا.
ومن المثير أن نجد إنه يجيب بنفسه على بعض أسئلته ويشرح بإسهاب كيفية المضي قدما وبخطوات منطقية محسوبة ويبدأ بشرح عملية التغيير والإصلاح التي ينبغي لنا أن نعتمدها؛ لأنها الطريقة المثالية لوضع العربة الأيزيدية على سكتها المناسبة كما يقول.

(6)
الفصل السادس من الكتاب يتناول موضوع (الإبادة الجماعية) الذي يعرف بالجينوسايد وهو الأمر الأهم في تاريخ الأيزيدية في كل مكان فجميعهم دون استثناء فقدوا أعزاء لهم على أثر إبادات متتالية وعانوا الويل والثبور من سوء معاملة جيرانهم لهم الأكراد منهم والأتراك والعرب والفرس فقط لأنهم ليسوا مسلمين.
وفي هذا الفصل هناك إشارات واضحة للمكونات الأخرى في العراق والتي ليسوا بأكثر حظا من الأيزيديين على مر تاريخهم في محاولة العيش مع جيران يقبلونهم يوما وينبذونهم أياما إلا أن ما يميز الأيزيديين إن محاولة إبادتهم في الفرمان الرابع والسبعون كان جادا خسر فيها أهل سنجار كل شيء، وأغلى شيء خسروه هو فتياتهم ونسائهم المختطفات بإيادي وحوش (داعش).
الكتاب يتكون من سبعة فصول، وفي نهاية كل فصل نرى قائمة بالمصادر التي اعتمد عليها المفكر علي رشو وهي مصادر عديدة ومهمة لمفكرين وباحثين وكتاب مرموقين، وفي النهاية ملحق يتضمن ثلاثة محاور: شهادات لناجين وناجيات من إبادات جماعية للأيزيديين، وكذلك رسائل إلى شخصيات مختلفة محلية وعربية ودولية، والمؤتمر السيء الصيت للبيت الأيزيدي في ألمانيا.
وما لفت انتباهي في الفصل السابع المخصص للتراث الأيزيدي تناوله لجميع طوافات مزارات حوض جبل سنجار بالتسلسل مع ذكر تاريخ الطوافة والعشائر المعنية وطبيعة الزيارة وعائلة السادن المقيمة قرب المزار والتي تقوم بخدمة الزوار في غير وقت الجماعية وكأنه موّال شنكالي بصوت خدر فقير.
وربمّا كانت بعض المحاور في هذا الفصل الجميل بحاجة إلى عناية خاصة وجهد أكبر مثل محور(الأسماء) و (الغناء) ولكن لا يمكن لوم الكاتب، فما يشغله هو حاضر الإنسان الأيزيدي وإنقاذ هذا الإنسان من فرمان جيرانه، فهو إنساني النزعة أكثر منه باحثا أو مختصا بالفلكلور رغم أهميته وثراءه.

(7)
قلت في البداية سفر هذا الباحث المجتهد حكاية من شنكال ولم أكن مخطأ فلو قرأتها بإمعان وتأملت شكواه ستجد فيها الكثير من الشجن والألم والمعاناة والمرارة بل التعاسة والإحباط واللاجدوى من المحاولات المتتالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد باءت هذه المحاولات بالفشل، أوليست هذه هي حكايتنا التي عشناها نحاول فيها أن نحافظ على نقاوتنا وحياتنا لا أن نصبح أبطالا.
وفي ثنايا الشكاوى المتتالية نجد إن العزيز علي لا يفقد الأمل ويحث على المتابعة والاستمرار لوضع عربة الحق والحقيقة على سكتها الصحيحة كما يستشهد هو بذلك.
وكذلك يقدم الحلول لمشاكلنا كيف لا وهو المخضرم في نبش خفايا وأسباب تأخر ملته خوف الاضمحلال والذوبان في اتجاهات الآخرين ومعتقداتهم.
الكتاب يستحق الاحتفاء به كأفكار مفيدة قابلة للتطبيق على أرض الواقع الأيزيدي سواء في الداخل أو الخارج فقد عاش الكاتب وعاشر مجتمعاته المختلفة بتوجهاتهم الثقافية والسلوكية سواء في شنكال أو ولات شيخ أو المهجر. ويصر على أمر واحد وهو إن الأيزيدياتي التي يمكن للجميع أن يرتاحوا تحت أفياءها وتناول ثمراتها إذا ما حملت الفؤوس وتم قطعها أو تقسيمها سيجدون أنفسهم فجأة في العراء تحت رحمة تقلبات الطقس والمناخ الذي لا يرحم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular