في البداية لست ناقدا ولا اعتبر نفسي كاتبا ولكني اعشق القراءة والكتابة ، وأن الآلام واهات الضحايا الناجيات جعلني اكتب عن شعوري وقراءتي المتواضعة .
بعد ان أهداني اخي وصديقي الاستاذ خيري بوزاني هذا الكتاب مع مجموعة أخرى من الكتب مشكورا ، وجدت ان العنوان قد شدني الى قراءتها قبل الكتب الأخرى ، لأن العنوان لوحده عادن بي الى زمن دامي 2014 والى مكان جريح سنجار وجبلها الشامخ .
في هذا الكتاب أحداث أليمة وقصص واقعية سردها الكاتبة بكل امانة واحتراف على لسان الضحايا .
ابطال رق وسلاسل وخمار هن ( دلخوش و نازك و نسرين و رغدة و بروين و مزكين و نوهات ) .
اختلفت اسماء الضحايا ولكن العدو واحد ، اختلفت اسلوبهن في السرد والحديث ولكن العقاب هي نفسها قتل ونحر واغتصاب وسبي وسلاسل وخمار وأسواق النخاسة .
ان هذا الكتاب القيم والمولم توثق الكاتبة في طيات صفحاتها وتضيف الى خزائن وسجلات جرائم داعش التكفيري ومدى وحشية الأسلوب الذي اتبعها هذا التنظيم اللا انساني بحق الايزيدية في سنجار .
كما توكد الناجيات على غدر الجار واصدقاء الأمس من عرب المنطقة وخيانة الزاد والملح .
توكد السيدة الكاتبة على نقاء الدين الايزيدي وسلميته وحب الإنسان الايزيدي للحياة وحبه لوطنه ومكوناته القومية والدينية .
وكما يقول الاستاذ خيري بوزاني في تحليله ودراسته للكتاب ( ان الكاتبة تقابل في عالمين متناقضين عالم اهل القرية المسالمين وبين عالم آخر تعلوها اعلام سوداء ووجوه عفنة وقذرة يهدفون الى تدمير الحياة ) وهنا وفقت الكاتبة في بيان وجهي الحياة الخير والشر، الخير هي البراءة والعذارى وأهل التين والزيتون والجبل الشامخ وسنجار ، والشر هم الغزاة وأصحاب الروائح العفنة والذين وضعوا النكاح والنحر تحت راية الله اكبر وسوادها المظلم تحت مسمى تنظيم داعش الإرهابي.
ان الايزدياتي مرت بكوارث وابادات كثيرة على مر التاريخ ، ولكن لم تستطع قوى الشر والظلام من محوها واستئصال جذورها ، لأن جذورها متماسكة وعاشقة الأرض وبذور الايزدياتي قد بذرت تحت حماية الشمس المباركة ولهذا الشمس قبلتنا .
تحية تقدير واحترام للكاتبة الهام عبد الرحمن على امانتها وجرئتها وصدقها لنقل معاناة شعب مظلوم بلسان ضحاياها السبعة اللواتي هربن من بطش المجرمين ليعيشن تحت رحمة الخيم في الشتاءالقارص ولهيب الصيف الحارق .
