الإثنين, مايو 20, 2024
Homeاراءعشيرة شرقيان فروسية وفرسان : سينان ايو

عشيرة شرقيان فروسية وفرسان : سينان ايو

الإيزيديون يشكلون أهم ركائز التحالف المللي وعشيرة ( شرقيان – ودنان ) كانوا رأس الحربة حين اللزوم للدفاع عن الأرض وهم في أغلبهم قبائل رحل يأخذون من ويرانشهر مركزاً لتحالفهم بقيادة ميري ميران إبراهيم باشا المللي كانوا يتبعوا الماء والرعي لمواشيهم ولهم في السنة رحلتان ( رحلة ) تبدأ في الربيع نحو بادية جبل عبدالعزيز ( كزوان ) وجبل كوكب ( كوكبه ملان ) وفي الخريف رحلة العودة إلى مضاربهم في ويرانشهر ، هكذا أستمروا حتى أعلنت الحكومة العثمانية النفير العام ( السفر برلك ) 1914 – 1918 سوق اليافعين والرجال إلى الجيش العثماني بالقوة الجبرية وكانوا يفتشون البيوت في القرى والمدن بحثاً عن الشباب لإلقائهم في أتون الحرب الكونية الأولى مما دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى سورية هرباً من بطش الجندرمة العثمانية وكان لعشيرة شرقيان نصيبها في هذه الهجرة القصرية تحت جنح الظلام تسللوا إلى منطقة عامودا قرية ( مركب ) مالكها حسو عمو أبو خلف ومكثوا فيها بعض الوقت حتى رتبوا أوضاعهم ثم أنتقلوا إلى قرية ( خربة خوي ) مالكها الشيخ أوسي جندو أبو حتو ومنها إلى قرية ( سوغان ) حيث تم شرائها مناصفة مع الشيخ عبدالكريم الجربا ، وأخيراً أستقر بهم الرحال في قرية موريك ( أحمد أيو أغا ) الأرض كانت بور ( بكر ) لم تطولها يد الإنسان ومحراثه وقاموا بحرثها بواسطة الفدان الذي يجره الدواب وكان الفلاحين يزرعوا الأرض مناصفة مع المالك .
الشعب الإيزيدي موزع على جغرافية الجزيرة ( روج أفا ) بشكل عشوائي يجتمعوا في بعض القرى المجاورة لبعضها في عامودا ثم تنقطع السلسلة لتبدأ مرة أخرى بعد مسير ساعة أو أكثر سيراً على الأقدام في منطقة الدرباسية ثم رأس العين والحسكة وتربة سبي ، وتلك القرى بمجملها تسكنها عوائل تربطهم صلة الدم الواحد والنسب مع بعضهم ؛ إلا في القرى القريبة من الحسكة كانت في البداية تنسب لقبيلة واحدة ولكن بعد تدشين مشاريع ( الري ) الأرض المروية توافد إليها الفلاحين بقصد العمل بالزراعة خاصة قريتي [ برزان ، وتل طويل ] حيث أنهما تشكلان مزيج من القبائل الايزيدية (( سعانيا – خالتا – دنا – شرقيا – ماسكا – رشويا )) عاش الجميع معاً كعائلة واحدة بسلام ووئام .
طولكو حافظت حتى وقت قريب على أنتمائها لقبيلة الشرقيان ثم تفرق القوم بعد الأحداث الدامية في سورية وشنكال نحو أوربا ولجأ إليها أهلنا من عفرين ورأس العين ، أما سكان قرية السليمانية ينتمون الى قبيلة الدنان والأغلبية هاجروا أيضاً إلى أوربا بعد أحداث شنكال .
وقد تم بناء البيوت في تلك القرى من الطين وعواميد الخشب على مقربة من الطريق العام المعبد بالأسفلت لتسهيل وصول منتوجاتهم الزراعية إلى مدينة الحسكة .
قرى منطقة ( صفيا ) عاصمة الشيخ علي الزوبع وأبناءه حيث الأراض خصبة والمياه عذبة عبر قنوات ( ري ) من نهر الخابور مما دفع القرى ( المتسحرة ).. مياهها مالح وشمسها حارق وعقاربها لادغ إلى الهجرة والأستيطان حيث الماء العذب سهل المنال والعمل متوفر والوجهة كانت إلى القرى القريبة من الحسكة .
هكذا كانت الأمور تسير من حسن إلى أحسن ، تحسن معها أوضاع الناس الاقتصادية والاجتماعية من خلال الجهد الدؤوب والعمل الصادق والخبرة في الزراعية المروية وأدواتها .
تأسست قرية طولكو في الاربعينات الميلادية من القرن الماضي ربما عام 1940-1942م على يد مجموعة من الملاك {{ المختار كمال شلاش – علي نعمو – حسين برو – عيسي عليّ – مندو ميرو – بكمز والد مجيد – خلف علي }} وآخرون كثر لا يحضرني أسمائهم الجميع لهم مساهمات أكيدة في التطوير والاستقرار .
الأراضي كانت من أملاك الشيخ علي الزوبع قاموا بشرائها وأقاموا عليها مساكنهم، وأصبحت طولكو نقطة الجذب الأولى للباحثين عن الأستقرار والعمل وألتف حولها مجموعة من القرى لا تقل أهمية عنها ( برزان – سليمانية – تل طويل – تل خضر ) وأصبح لهم شأن ومكانة وسط العشائر العربية *الجبور { الملحم والمعامرة والشرابيين } حيث رحب الجميع بهم ومنحوا لهم الأرض [[ بثمن ]] ، وهكذا توفرت أسباب الاستقرار والأنتاج .
بعد رحيل فرنسا عن سورية عام 1946 وتشكيل حكومة وطنية استمروا بالتفاعل الإيجابي مع الحاضنة الاجتماعية ، وشكلوا مع باقي أطياف المجتمع [[ الأشوريين والسريان والأرمن والمسلمين ( الكرد والعرب ) ]] من تشكيل { الفسيفساء } الجزراوي الجميل .
تصدرت طولكو الريادة لتكون ( أم القرى ) الإيزيدية في ( روج أفا ) وقُبلتها حيث كانت سباقة إلى العمل الإيجابي ، وحين أقول هذا لا أنكر على أحد مكانته وخصوصيته وأهميته ، ولكلاً منه خصائص وميزات نفتخر بها، ولكني هنا بصدد الكتابة عن تاريخ طولكو ودورها في بناء المجتمع وحمايته بالتعاون مع مجموعة من القرى الشقيقة التي لا تقل أهمية عنها .
لروح الفقيد الغالي مجيد بكمز أبو علي السموّ والخلود ؛ وبرحيله خسرت قرية طولكو أهم ركائزها ، وخسرت الجزيرة برحيله رجلاً شهماً.. غيوراً دافع عن الأرض والعرض دون ملل أو خوف 😰 .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular