الإثنين, مايو 20, 2024
Homeاراءالإبادة الجماعية مستمرة ديناميات وأبعاد وفواعل الانقسام في المجتمع الايزيدي ح 5...

الإبادة الجماعية مستمرة ديناميات وأبعاد وفواعل الانقسام في المجتمع الايزيدي ح 5 والاخيرة : د.خليل جندي

تقييم كتاب:
* أضيف وأؤكد أنه أمام هذه الانقسامات التي شخصها وأشار اليها باحثنا الكبير د. سعد سلوم، لا يمكننا إغفال تأسيس دولنا على حكم الحق الإلهي، واعتماد دساتيرها على شريعة الدين السائد، بحيث تلغى حقوق الأقليات الدينية والإثنية، ويكونوا عرضة لموجات التعصب الديني والتكفير ومشاريع قتل! فمن دون فصل الدين عن الدولة وتأسيس دولة مدنية علمانية، دولة المواطنة الحقة، تحترم حقوق الانسان والمساواة بين الجميع بغض النظر عن المعتقد، والجنس، والانتماء القومي، والاثني، يكون مصير الأقليات الدينية والاثنية مهدداً .
كما لا يمكن تخيل تحرر المجتمع من دون معالجة أسبابها، واجد في (الفقر) ربُّ أسباب التخلف والانعزال وعدم الثقة..الخ. الذي يقود في نهاية المطاف إلى الانقسام! فلولا الفقر والحاجة، لما ارتهن غالبية الايزيدية في أحضان الأحزاب ورحمة رؤساء العشائر وتجار الدين! أجزم، وربما يتفق معي الكثيرون، أن الأحزاب والأطراف السياسية بجميع مسمياتها، وغالبية رؤساء العشائر، إن لم نقل جلهم، وأشخاص ايزيديين مستفيدين من تلك الأطراف، وأطراف إقليمية، لا يريدون وحدة الايزيديين وتقدمهم! لذا لا يمكن معالجة “ديناميات الاقتصاد السياسي” كأحد أسباب الانقسام، من دون منح المجتمع الايزيدي مزيداً من الاستقرار السياسي والأمان، والاستقلال المادي عن طريق توفير مقومات الحياة الأساسية من سكن وفرص عمل وتعليم وقانون يحميهم. ولن أكون مخطاً القول ان دور (المثقف الايزيدي الانتهازي والمنافق) لا يقل خطورة عن دور العوامل الأخرى المعرقلة للنهضة الايزيدية.
كما أود التنويه إلى أن جذور بعض الانقسامات الايزيدية، الذي يمكن تسميته بـ “الانقسام الداخلي” أقدم عهداً من الانقسام على الأساس الهوياتي (عربي، كردي، زرادشتي، اثنوديني) وتعود إلى تواريخ أبعد، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو السياسي. أول انقسام، بدأ، حسبما أعتقد، من الصراع على سلطة الامارة وسيطرة الأمير محمد الأربيلي المعروف بـ (محمد الباطني) على امارة الشيخان عام 1663م وأخذها من أحفاد الشيخ حسن بن آدي الثاني، فأصبح الايزيديون من ذلك الوقت يتناقلون حالة الصراع بين السلالات الايزيدية الثلاث (الآدانية والقاتانية والشمسانية).
أما الانقسام الآخر فقد برز بشكل صارخ بعد بناء الدولة العراقية على الشريعة الدينية الإسلامية أولاً عام (1921)، وثانياً بعد ظهور الأحزاب، سواء القومية أو الماركسية/اليسارية وانضمام الايزيديين إليهم، خلافاً لعهد الدولة العثمانية، فمع وجود الإبادة وحملات التنكيل، كان الايزيديون أكثر تماسكاً، وكان هنالك أمير واحد يقودهم. وأثناء الانتداب البريطاني للعراق، والفرنسي لسوريا، فقد برز خلاف بين المرحوم (داود الداود) الموالي لفرنسا، والمرحوم (حمو شرو) الموالي إلى بريطانيا. فضلاً عن ذلك ظهر خلاف وصراع داخل الامارة وبين أولاد العمومة عام 1920- 1921 بين المرحوم الأمير إسماعيل جول بك وأخته الأميرة ميان خاتون على الامارة لصالح ابنها المرحوم سعيد بك ومن بعده لحفيدها تحسين بك.
كما ان “السردية الزرادشتية” للإيزيديين التي يتباه حزب العمال الكردستاني، تسبق عام 2014 وتعود إلى تسعينات، أو ربما نهاية ثمانينات، القرن الماضي، خاصة بعد انتماء أعداد كبيرة من إيزيدية كردستان تركيا اللاجئين في ألمانيا وبقية الدول الغربية لصفوف حزب العمال الكردستاني. وبعد لجوئي إلى ألمانيا آذار 1992، كُنْتُ أحد المتصدين بقوة لموجة أصل الإيزيديين الزرادشتي، سواء في مقالات منشورة، أو خلال محاضرات وجلسات حوارية، مما أدى ذلك إلى حد تهديدي ومحاولة اختطافي من قبل كوادر ذلك الحزب في مدينة آينبيك/المانيا، خاصة الإيزيديين منهم.
ختاماً، الكتاب بموضوعاته المثيرة للانتباه، وتحليلاته العميقة، يصلح أن يكون أساساً لكتابة رسائل ماجستير واطروحات دكتوراه على المستويين الايزيدي خاصة، والمجتمع العراقي عموماً. وأدعو جميع المهتمين بالشأن الايزيدي قراءة هذا الأثر الباهر والقيّم. مع امنياتنا للباحث القدير د. سعد كل الصحة والمزيد من النجاحات خدمة للحقيقة ودفاعاً عن الأقليات الدينية والعرقية في العراق.
كوتنكن في 27/5/2013
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular