الأحد, مايو 5, 2024
Homeاراءالإيزيديون وأنتخابات البرلمان السوري : سينان أيو

الإيزيديون وأنتخابات البرلمان السوري : سينان أيو

في كل مرحلة من عمر الأنسان طاقة ورغبات ( أمنياتٌ وطموحات ) يحاول تسخيرها لخدمة المجتمع والوطن .
في عام 1990 عقدتُ العزمَ على الترشحِ لعضوية مجلس الشعب ( البرلمان ) وسط تأييد الأهل والأصدقاء .
لا بد أن أشيدُ بدور كوكبة من الشخصياتٍ التاريخية في المجتمع الإيزيدي كان لهم دور بارز وهام في التوازنات الأجتماعية أذكر منهم :
العم سينان قادو أغا ، والشيخ حتو جندو ، والشيخ عبدالله طوزو ، حمو أيو أغا ، أيو مجحم.. الذين شكلوا خلية وتكبدوا عناء السفر من الحسكة إلى حيث قرية نايف باشا في منطقة الكوجر القريبة من رميلان , وهذه العائلة تعود أصولها إلى (عشيرة دنان) الإيزيدية .
وصلنا قبل المغرب حيث الوقت كان ربيعاً والعم إبراهيم نايف باشا موجود في مجلسهِ الكبير وهو بكامل أناقته وشموخه وبعد السلام عليه رحب ترحيباً حاراً بالضيوف وحاول الخروج من المجلس للقيام بواجب العشاء ولكن الشيخ حتو أدرك وجهته فقدم له الأعتذار بسبب ضيق الوقت وبُبعدْ المسافة حيث جدول الرحلة مزحوم .
تكلم الأغا سينان مع الباشا قائلاً : بدأنا حملتنا من عندكم لأنكم أولاد عمومة وأهل النخوة والفزعة آملين منكم حقْ عشيرة كوجرا على التصويت لمرشحنا، أنتظر الباشا قليلاً قبل أن يرد ثم أعتذر من الضيوف مبرراً بأن الولاء أصبح للأحزاب وليس لعشيرة وكل واحد يتبع أهواء نفسه، أما أنا وأهل بيتي وعائلتي معاكم، وأعتذر عن قدرته على توجيه العشيرة لناخب بعينه ؟! .
عدنا أدراجنا إلى تربة سبيه ( قبور البيض ) حيث بعض من أهلنا كانوا في الأنتظار العم حسين حوري الشخصية الوطنية المعروفة والأخ خليل هادي الوجه الأجتماعي البارز وبعض من الشباب المتحمسين أجتمعنا إليهم وكان موقفهم رائع بكل المقايس أبدوا كامل الأستعداد بالمتابعة والمؤازرة؛ ثم أمضينا إلى القامشلي منزل المحامي صبري كنجو الذي رحب كعادته والأبتسامة لا تفارقه وكان له رأي صائب أقترح البحث عن قائمة وطنية ( تحالف ) ، والتي لم تتم بسبب ألاعيب اللواء محمد منصورة رئيس المخابرات العسكرية الذي كان يرفض بناء أي تحالف قوي قد يؤدي بخططه.
لا بد لي أن أشكر بعض الذين كان لهم بصمة مميزة عززوا التكاتف والتعاون بالمجتمع الإيزيدي الذي خاض تجربته الأولى في أنتخاب أحد أبناءه في سورية .
العم صالح خلف حسو الذي شارك بالاجتماع الموسع الذي دعا إليه والدي للتشاور وتوحيد الصفوف وقد حضر المغفور له وهو يعاني من امراض القلب ، وقد حضر لهذه الأمسية عددٌ كبير من وجهاء الشعب الإيزيدي.. لذا وجب نقل الاجتماع إلى سطح العمارة بالحسكة لضيق المكان في المجلس وقد أعتذر العم صالح عن أمكانه الصعود لظروفه الصحية وقد حرصنا على الأهتمام به وكأنه كل الحضور ؟. فما كان منه إلا أن نهض وقال : على خاطرك سوف أصعد فوق حاولت ثنيه ولكنه أصر وكنت معه خطوة بخطوة حتى وصل بالسلامة وبوصوله أبتهج الجميع .
كاد يحدث شرخ في الصف الإيزيدي بسبب غياب شريحة غالية وهامة عن الأجتماع مع العلم أنهم أكدوا على الحضور ، فما كان من الشيخ حتو صاحب الفكر الحكيم والرؤية الثاقبة أن قال : إذا هم ما حضروا معانا نحن نحضر معهم ، ولن نسمح أن يكون للإيزيديين (( مرشحان )) فوافق والدي والحضور على الأقتراح وأنتقل وفد من الحضور إلى هيشري قرية أبناء المرحوم بشار محمد أبو علي وكان آل طوزو الكرام موجودين بضيافتهم وانتهى كل شيء بمجرد السلام وقليل من العتاب غسلوا بها الخواطر وشربوا القهوة وتعاهدوا على التضامن خلف مرشح واحد .
هكذا تجاوز الرجال بالحكمة والمنطق الصعاب والخروج بأقل الخسائر أنهم رجال الموافق الصعبة في الملمات الحرجة .
بهذه المقالة يجب أن أشكر أهلنا في رأس العين (سري كانية ) الذين لم يذخرُ الجهد من أجل توفير أجواء ايجابية تحت المظلة الإيزيدية وكان الأخ خضر حمو أبو إبراهيم والمحامي درويش أيو على رأس اللجنة الانتخابية وبرعاية ومشاركة برو أيو أبو برجس قرية الأسدية الذي فتح بيته كخيمة إنتخابية للتشاور والتكاتف وعلى نفقته الخاصة وأيضاً لا بد أن أشيد بجهود الأخ عيسى سمعو شيخو قرية چافا الذي لم يتأخر كل أيام العمل الأنتخابي، وقد تجاوز عدد الذين منحوا أصوتهم لنا أكثر من خمسة آلاف شخص على (( قائمة فردية )) .
لا بد أن أتذكر بفخر وأعتزاز دور العم الشيخ فواز الشيخ إبراهيم أبو محمود في ريادة الحملة الأنتخابية مع والدي أبو سينان وقد تمكنوا بالمثابرة والجهد والتضحية بحشد التأييد الشعبي والرسمي .
الأستاذ محمود داوود كرديّ كان له دور إيجابي ووطني شجاع بقرار الحزب الشيوعي السوري منح أصواتهم لشخصي ( المستقل ).
شهادة للتاريخ كان موقف العم حسو حجي الشجاع والقوي له أثر بارز بالأتفاق مع كوادر Pkk (الأبوجية) في الحسكة على ترشحي معهم بقائمة واحدة في منزل ( حج فريد ) في العزيزية، ولكن السيد ( محمد شنر ) المسئول في PKk في روج أفا شتت التحالف الانتخابي ( خيانة ) مع حزبه حتى لا يفوز أحد منهم بالأنتخابات البرلمانية وهو من كرد تركيا تم تصفيته في القامشلي .
أيضاً كان للخال كمال شلاش مختار طولكو والخال علي نعمو دور باز وهام في توفير الرعاية المعنوية والشعبية على نطاق واسع .
يعقوب شمعون أبو سيمون (( الأخ الذي لم تلده أمي )) كان له بصمة لا تنتسى وحده كان يمثل الحملة الأنتخابية في القامشلي .
الكنيسة الأرمنية والحزب الآثوري أرسلوا مندوبين إلينا أعربوا عن تضامنهم الكامل .
الفقيد الكبير شيخموس علي ( عليكو ) لروحه الطاهرة السمو والخلود، والأخ صالح جندو أنسحبوا  لصالح ترشحي أقتداء بالرأي العام والحفاظ على وحدة الصف الإيزيدي ( أحساس عالي بالمسئولية ) سوف يذكرهم التاريخ بأحرفٍ من نور .
رغم كل تلك الحواجز السياسية من الدولة والأحزاب تمكنا من جمع اكثر من أربعة عشر ألف صوت بقائمة (( فردية )) ، وكان يلي الترتيب المغفور له بإذن الله الشيخ حميدي دهام الجربا وهو الآخر تعرض لذات النهج في منع بناء التحالف مع قوى الوطنية الفاعلة ؟.

أشكر كل الأخوة والأخوات الذين لم أذكرهم وكان لهم جهد كبير وبارز في الحملة الانتخابية وبالتأكيد لولا دعمهم المعنوي لما تمكنا من إنجاز المهمة وأعلاء صوت الإيزيديين وأسماعه للدولة والأحزاب بأننا سوريون أصلاء لنا الحق بأن يكون لنا ممثلين في المجالس المحلية ومجلس الشعب ( البرلمان )، وهذه المقالة لا تتسع لسرد كل تلك الأسماء الشامخة، ولكن في القلبِ مكانهم باقي لن يزول ما حيينا وتقبلوا أحترامي ومودتي .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular