الإثنين, مايو 6, 2024
Homeاراءمناسبات الإيزيدية الحلقة الاولى : شفان شيخ علو

مناسبات الإيزيدية الحلقة الاولى : شفان شيخ علو

لكل شعب مناسباته التي ترتبط بعاداته وتقاليده وأعرافه، في الأفراح والأحزان، وهذه تكون مفيدة، لأنها ترتبط بين أفراده، وتقوّي روح التوحد، وصِلات القربى بين هؤلاء، وتخفف في الوقت نفسه أعباء نفسية كثيرة، وحتى مادية، عندما يكون هناك من يقدّمون يد العون لمن يحتاج ذلك.
ونحن الإيزيدية، كغيرنا، لنا عاداتنا وتقاليدنا ، ولنا شعائرنا السنوية، ومن خلال عقيدتنا التي تقوم على المحبة واحترام الآخرين والتعامل الإنساني معهم، وكيفية المشاركة في أحزان غيرنا سواء إن كانوا إيزيديين وغير إيزيديين، كما يشهد التاريخ بذلك، ونقدر مثل هذه الأنواع المختلفة من المساعدات التي قدّمها لنا سوانا ويقدمونها حتى الآن، وخاصة في محنتنا وحصراً، المآسي الرهيبة التي تعرضنا لها، كما في حال الغزو الداعشي الإرهابي “مطلع آب 2014 “، وقد هب أخوتنا الكورد : وهم شعبنا الذي نفتخر بروحنا وقلبنا وعقلنا بهم، لنجدتنا وتقديم كل أوجه العون واحتضاننا بقلوبهم، وبكل غال ورخيص، ومثل هذه العلاقات بين الجماعات والشعوب المختلفة لا أفضل فيها في التقارب الأخوي وتمتين العلاقات، ونبذ الأحقاد .
ولنا ميزتنا أيضاً نحن الإيزيدية داخل الوطن وخارجه، من ناحية التعاون بأشكاله فيما بيننا، والمشاركة في مناسبات مختلفة: في الأعراس وحالات التعازي.
ذلك ما يبعث على الفخر حقاً، فليس هناك ما يدفع بأي منا لأن يشعر بأن مصيبته ليست له وعليه وحده، وإنما كل من يواسيه ويعزيه، بحضوره الشخصي، أو عبر اتصالات مختلفة.
لكن هناك أمراً آخر، وهو أنه حين تتحول المناسبة في الفرح أو التعازي، إلى عرض إمكانات من قبل المصاب أو المتوفى له أحد أقربائه، وفي الوقت نفسه، الاهتمام بالذين يواسونه أو يعزونه، ويظهِر تلك الإمكانات في أصناف الطعام والذبائح، تصبح النتيجة سلبية، إذ ليس هناك في أي عقيدة أو ديانة من يشجع على القيام بمثل هذه التصرفات، في إبراز كرم زائد لا يعود كرماً، أو سخاء لا يصبح سخاء، وإنما إساءة إلى أقرب المقربين إلى من يقوم بذلك، وما يترتب على ذلك من تكاليف لا صلة لها بالمناسبة، وجوانب البطر فيها. كما لو أن الذين يظهرون في مثل هذه المشاهد، غايتهم هو كيفية استغلالها لأنفسهم..
وهذا يدفع بنا لأن نذكّر بما هو سلبي ومتداول فيما بيننا، هنا في اوروبا ، حين نلاحظ مظاهر بذخ وترف إلى حد الاستغراب، والسؤال عن نتيجة كل ذلك، في الوقت الذي يحتاج الكثير من أبناء وبنات أهلنا إلى مساعدة مادية ومعنوية، أي عدم إظهار مثل هذه المشاهد، أو تصويرها وبثها في فيديوهات مخصصة لذلك، : الطعام، والحركات والموائد المنصوبة الدالة على ذلك. وكأن الذي يقوم بذلك، يريد أن يظهر لغيره: أنه ليس أقل مكانة من سواه، ولكي يعلم البعيد عنه والقريب منه، من جماعته ومن خارج عقيدته، من يكون هو في مظاهر البذخ والاهتمام بما هو خارج نطاق المناسبة، أي نسيان فقيده المتوفى، أو من يبكونه، وتحويل العزاء إلى عراضة، أو أستعراض الامكانيات التي تعطي نتيجة عكسية تماماً، وما فيها من صدمات نفسية وغيرها في ذلك.
ومن المؤكد أن هناك أشخاصاً من بيننا، معروفين بحكمتهم، وسلامة تقديراتهم، وقيامهم بتلك الواجبات المحافظة على ما هو معقول، وعدم اللجوء إلى حالات تفاخر ومعاكسات اجتماعية.
هؤلاء يُعتبرون قدوة مجتمعهم، وأهلهم، وناسهم، وكل من في مجتمعهم يحترمهم بالتأكيد.
وما أحوجنا إلى الحكمة في التوفير، والاقتصاد المخطط في كل شيء، لأن المحبة في جوهرها تقوم على كيفية تقدير الآخر، بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية، القلبية والروحية، أولاً وأخيراً،
وليس بما هو خارجي، تتشوه المشاعر والأحاسيس وحتى القيم الإنسانية بسببها طبعاً.
ولنا ثقة بأن أهلنا يقدّرون ذلك، لأن المفيد يشملهم جميعاً، وهو خير. ومن لا يريد الخير له ولغيره؟

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular