السبت, مايو 25, 2024
Homeاراءالايزدية بين الأمير الراحل ... والأمير القادم : خدر شنكالى

الايزدية بين الأمير الراحل … والأمير القادم : خدر شنكالى

 

بداية نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد الراحل الأمير تحسين سعيد علي بك بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه والايزدية وكوردستان العزيزة الصبر والسلوان، البقاء لله وحده .
لاشك أن الأمير الراحل كان رجلا محبا للسلام ومن دعاة التآخي والتعايش السلمي بين جميع المكونات في العراق وكوردستان ، وكان يتمتع بالذكاء والدهاء والحكمة والصبر وحسن التصرف في معالجة الأمور والمشاكل من خلال نظرته البعيدة للأمور وقراءته السليمة للواقع وبما يخدم المصلحة العامة العليا لعموم الايزدية .
لايخفى وفي نفس الوقت هناك الكثير من الأمور التي كان على الأمير الراحل ومعه المجلس الروحاني القيام بها ، ولكن كل انسان سواء كان أميرا أو فقيرا له طاقات وامكانيات محدودة وما لم يفعله الأمير شخصيا باعتقادي الشخصي كان خارجا عن حدود طاقاته وامكانياته وادراكه.
هنا نقول ( عفا الله عما سلف ) ورحل الأمير إلى ديار الآخرة بعد ٧٥ سنة من الحكم كأمير على الايزدية في العراق والعالم ورئيسا لمجلسها الروحاني ، ولسنا بصدد مافعله الأمير الراحل وما لم يفعله بقدر مانحن امام مسؤولية تاريخية وتحديات كبيرة ومرحلة جديدة تبدأ باختيار امير جديد للايزدية وما يجب عليه فعله ، فان الظروف والمرحلة التي مر بها الأمير الراحل هي ليست الظروف التي سوف يمر بها الأمير القادم ، لذلك على الأمير القادم أن يكون أكثر وعيا وادراكا لجميع الأمور والتحديات والمستجدات التي سوف تحدث في الأيام القادمة مراعيا بذلك الواقع المزري الذي يعيشه الايزديون في العراق والعالم ومن جميع النواحي وخاصة الاجتماعية والدينية التي كانت ولاتزال السبب الرئيسي في الكثير من معاناتهم ومآسيهم، لذا على المجتمع الايزدي والأمير القادم ان يقوموا وفي البدء بجملة من الأمور والإصلاحات الضرورية المهمة لترتيب البيت الايزدي يمكن تلخيصها بما يلي :

١- بما ان منصب الأمير هو منصب سياسي اجتماعي وليس ديني ، لذا عليه التخلي عن رئاسة المجلس الروحاني الذي هو مجلس ديني بحت .

٢- يجب ترأس المجلس الروحاني من قبل البابا شيخ باعتباره المرجع الديني الأعلى أو اي مرجع او رجل ديني آخر يتفق عليه المجلس في حالة عدم تمكن سماحة البابا شيخ بالقيام بهذا الواجب ، وكما يجب أن يكون أعضاء المجلس الروحاني من رجال الدين فقط دون غيرهم .

٣- عند اختيار سمو الأمير أوسماحة البابا شيخ ، يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار بعض المؤهلات اللازمة والضرورية التي يجب أن تتوفر فيهم كالشهادة أو الخبرة أو الدراية الكافية بالواجب الذي أتى من أجله.

٤- عند عجز سمو الأمير أو سماحة البابا شيخ عن أداء واجباتهم بصورة صحيحة لكبر سنهم أو لأي سبب آخر ، يجب عليهم الاعتزال من مناصبهم واختيار بديل لهم وحسب الطرق القانونية المنصوص عليها في النظام الداخلي .

٥- واستنادا إلى ما ذكر اعلاه كون منصب الأمير هو منصب سياسي واجتماعي ، لذا اقترح أن لا يكون لمدى الحياة ، كأن يكون لفترة محددة (٢٥ ) سنة اقل او اكثر ، او اعتزاله عند سن معين قد تكون ٧٠ سنة مثلا وحسب الاتفاق عليه من قبل المجلسين ، وان يتم ترشيح الأمير اللاحق من قبل بيت الامارة حصرا لكونه منصب وراثي ويكون اميرا بعد موافقة المجلسين الاجتماعي ( الذي اقترح تشكيله بموجب الفقرة الرابعة ادناه ) والروحاني عليه .

٦- في حالة عدم تمكن أو عجز بيت الامارة من الاتفاق على ترشيح أحد الاشخاص فيما بينهم لمنصب الأمير وخلال مدة (٣٠) ثلاثون يوما من انتهاء منصبه لأي سبب كان عدا حالة الوفاة حيث يجب احتساب المدة من انتهاء الاربعينية ، يختار المجلسين ( الاجتماعي والروحاني ) وبالتوافق أميرا للايزدية.

٧- تشكيل مجلس اجتماعي بالتساوي مع المجلس الروحاني من المثقفين والمفكرين الايزديين وممن لديهم الخبرة والدراية في هذا المجال وممن يمتلكون الجرأة والارادة وروح العمل من أجل خدمة المجتمع الايزدي واظهاره بالصورة اللائقة امام العالم.

٨- تشكيل لجنة قانونية من الخبراء والمختصين لإصدار نظام داخلي ينظم عمل المجلسين الاجتماعي والروحاني وتحديد صلاحياتهم ومهامهم وعدد اعضائهم بالإضافة إلى صلاحيات وحقوق وواجبات سمو الأمير .

٩- عندما تكون هناك حاجة أو ضرورة لإصدار توصية أو قرار فيما يتعلق بالأمور الدينية حصرا ، يجب مناقشة ذلك في داخل المجلس الروحاني اولا ثم يطرح الموضوع على المجلس الاجتماعي للمناقشة أيضا ومدى مايتفق ذلك الموضوع مع الواقع الاجتماعي الايزدي وبما لايخالف القانون والنظام العام والآداب في العراق وإقليم كوردستان، وبعد الاتفاق من قبل المجلسين على الموضوع يتم صياغته بصورة قانونية من قبل اللجنة القانونية التي يتم تشكيلها من قبل المجلس الاجتماعي ويرفع القرار إلى سمو الأمير للمصادقة ولايكون القرار نافذا إلا بعد مصادقة سمو الأمير عليه .

١٠- وعندما تكون هناك حاجة أو ضرورة لإصدار قرارات أو توصيات فيما يخص الأمور الاجتماعية ، يتم مناقشة ذلك في المجلس الاجتماعي حصرا دون المجلس الروحاني ويصدر القرار بعد موافقة الأمير عليه .

١١- على الأمير القادم عدم جعل لالش النوراني مكانا للمزايدات السياسية واستقبال الوفود أو الاجتماع فيها حفاظا على قدسية هذا المكان ، واتخاذ بيت الامارة في الشيخان أو باعذرة أو اي مكان آخر لهذا الغرض .

١٢- على الأمير القادم ان يعين ناطق رسمي للتحدث باسمه في وسائل الإعلام المختلفة إلا في الحالات الضرورية التي يتطلب من الأمير التحدث فيها شخصيا وذلك حفاظا على مكانته في المجتمع الايزدي ، وكذلك الحال بالنسبة لسماحة البابا شيخ حفاظا على قدسية المكان الذي أتى من أجل خدمته .

١٣- لكون السجادة التي يجلس عليها سماحة البابا شيخ هي سجادة لها قدسية كبيرة في التراث الديني الايزدي ، لذا لا يجوز شرعا أن يجلس عليها سماحة البابا شيخ ، لانه بالتالي بشر مثلنا جميعا مع الحفاظ على مكانته واحترامه الكبير لدى الايزدية ، وانما وضعها في مكان نظيف وبجانب سماحته حفاظا على قدسيتها .

١٤- على الأمير القادم ان يعمل من أجل تفعيل قانون الأحوال الشخصية للايزديين الذي مضى على صياغته أكثر من ١٥ سنة ، علما ان كاتب هذه السطور هو صاحب فكرة المشروع بالتعاون مع اصدقاء محامين وحقوقيين وبمساعدة مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك سنة ٢٠٠٠ م
١٥- اما بخصوص ما اشيع اخيرا بمحاولة تشكيل مجلس او برلمان ايزدي على مستوى العالم ، فإنه باعتقادي الشخصي ليس بالأمر الصحيح وذلك لعدة أسباب أهمها، أن الايزدية في كل دولة لهم خصوصياتهم وحقوقهم وواجباتهم وحسب قانون الدولة التي يعيشون فيها ، فلا يجوز قانونا اصدار قرارات أو توصيات في دولة معينه ويتم تطبيقها في دولة أخرى لأن ذلك يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدول ، إلا فيما يتعلق بالأمور الدينية الصرفة وبما لايتعارض مع القوانين والنظام العام والآداب العامة للدول الأخرى ، وبدلا عن ذلك بالإمكان تشكيل مجالس على مستوى كل دولة ومن ثم اجتماع ممثلي هذه المجالس في العراق عند الضرورة وذلك لطرح المواضيع التي تتعلق بعموم الايزدية للوصول إلى قرار جماعي بشأن ذلك .

ملاحظة : لا اقصد بكلمة ( يجب أو على ) المتكررة اعلاه ، امرا” ، وانما أود التنبيه لبعض الأمور الجوهرية والتي أراها ضرورية للوقوف عندها ، وأن ماقدمته ليست سوى اقتراحات اتمنى ان نستفاد منها جميعا في الأيام القادمة والحبلى بكثير من التطورات والتغيرات.

خدر شنكالى
دهوك
في ٢١/شباط/٢٠١٩

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular