الأحد, مايو 5, 2024
Homeالاخبار والاحداثنشطاء ايزديون يستبعدون حصولهم على مناصب سيادية في الحكومة الجديدة لإقليم كردستان

نشطاء ايزديون يستبعدون حصولهم على مناصب سيادية في الحكومة الجديدة لإقليم كردستان

بددت آمال الإيزديين مرةً أخرى في الحصول على مناصب سيادية في الحكومة الجديدة لإقليم كردستان التي من المؤمل الاعلان عن تشكيلها قبل منتصف شهر تموز الجاري، فوفق قائمة توزيع الوزارات والمناصب العليا التي يتم تداولها لن يحصل المكون الذي تعرض للتشريد والاضطهاد على يد تنظيم داعش على أي موقع مهم في ادارة الإقليم.

وكان مسؤولون ونشطاء ايزيديون يطالبون بمنح المكون مواقع حكومية تعكس ثقل الإيزيديين في كردستان وتساعدهم على تحسين أوضاعهم بعد سنوات من ما يصفونه بتهميشهم من قبل الحكومة الاتحادية والاقليم حتى بعد كل ما عانوه من انتهاكات على يد تنظيم داعش الذي سيطرة على مناطقهم مطلع آب 2014 وشرّد أكثر من 300 آلف منهم وقتل وخطف آلاف منهم.

ورغم اعتبار الايزيديين مكون أساسي في اقليم كردستان، ووجود مئات آلاف منهم يعيشون حالياً في الإقليم، إلا أن مناصبهم في الحكومة المقبلة كما الحكومات السابقة لاتتعدى ادارة بعض المديريات أو المؤسسات.

ويقول الايزيدييون أنهم مكون أساسي في كردستان حالهم حال المسيحيين والكلدو آشوريين والتركمان إلا أنهم وبعكس المكونات الأخرى لايحصلون على مناصب وزارية وسيادية تحقق التمثيل السياسي المناسب لهم والثقل الاجتماعي، مرجعين الأمر الى ان الاحزاب الكردية تتعامل على أساس كونهم كرداً وليس قومية أخرى أو ديانة أخرى.

وحصل التركمان على عدة حقائب في الحكومات السابقة باقليم كردستان مثل حقيبة التجارة والصناعة ولاحقاً وزارة العدل التي شغلها الوزير سنان الجلبي في الحكومة الحالية المنتهية الولاية، وكال الحال مع بعض الشخصيات المسيحية التي تسنمت مناصب وزارية أخرى ومهمة منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في الإقليم وهو موقع يشغلها ضياء بطرس وهو مسيحي.

التمثيل المناسب لن يتحقق

ويستبعد الصحفي الايزيدي سامان داؤود حصول الايزيديين على أي منصب سيادي في حكومة الكابينة التاسعة لإقليم كردستان، سواء على مستوى وزارة أو حتى وكيل وزارة، قائلاً:”لا أعتقد بأن أية حكومة كردية سواء كانت التي ستشكل قريباً أو غيرها وحتى على مستوى المركز تستطيع أن تحقق تمثيل يرضي الإيزديين عموماً، خاصةّ مع تشتت الإيزديين من الناحية السياسية“.

ويضيف في حديثٍ خاص لـصباح كوردستان“: ان القرار السياسي للإيزيديين ليس بيدهم وانما بيد أحزاب يتبعونها كما هو واضح لدى الجميع“. وهنا يعطل منحهم التمثيل السياسي الموازي لثقلهم السكاني كمكون أصيل في العراق.

ويرى داؤود ان معظهم الساسة الإيزديين يفضّلون مصلحة أحزابهم التي يتبعونها على مصالح شعبهم وأهلهم ومناطقهم. هذا ما لمسناه خلال السنوات الماضية لاسيما بعد غزوة داعش خير دليل على ذلك“.

أبرز المطالب

ويتابع ان تشكيلة الحكومة الكردية القادمة بنظري ستكون مرضية لأغلب ايزيديّة إقليم كردستان العراق لان الأغلبية هي في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، واعتلاء حزبهم للسلطة شيء يرضيهم بغض النظر عن شكل تمثيلهم وهذا حق من حقوق كمنتمين لأي حزب حاكم، لكن بقية الإيزيديين ممن هم خارج الإقليم (ايزديو سنجار) لن يكونوا راضين عن تشكيلة حكومة تشكيلة الحكومة الكردية الجديدة، لكن هم لا ناقة لهم ولا جمل لديهم في الإقليم ورأيهم غير مسموع لا في الإقليم ولا في بغداد“.

وعن أبرز المطالب التي يرى الإيزديون أنها من استحقاهم، يقول داؤود انه حسب البيان الذي أصدره المجلس الروحاني الإيزيدي وبتوقيع من وكيل الأمير الذي يمارس مهام الأمير منذ وفاة الأمير الراحل تحسين سعيد بك أمير الديانة الايزدية في العراق والعالم فان الإيزديين لم يطالبوا بمنصب وزاري وانما اكتفوا بمناصب أدنى من ذلك ابتداءً من وكيل وزير الى ما دون ذلك، وأعتقد هذا الأمر طبيعي جداً نظراً لطبيعة التمثيل السياسي للإيزديين في الإقليم ولعدم وجود حزب ايزدي كبير مثل الأحزاب التركمانية والمسيحيية في الإقليم ينافس الأحزاب الحاكمة والأحزاب الأخرى مع وجود حزبين ايزديين صغيرين ذو توجهٌ سياسي مؤيد للحزب الديمقراطي الكردستاني“.

استحالة تغيير الواقع

ويشير داؤود الى أن الإيزديين في كردستان لاتتعدى كثافتهم السكانية أكثر من 80 ألف شخص موزعون على أربعة مجمعات سكنية وهي (خانكي، شاريا، ناحية باعذرة، قرية ديربون) إلا انه للأسف لم تستطع هذه المناطق الإتيان بسياسي ايزيدي بارز يمكن الإعتماد عليه في الساحة السياسية بكردستان“.

وعن احتمالية تغيير واقعهم السياسي في حال حصولهم على مناصب سيادية أو مهمة في الحكومة الجديدة باقليم كردستان، يرى الصحفي الإيزيدي سامان انه يستحيل تغيير الواقع الإيزديي المرير ومعالجة الظروف التي ولدها سيطرة داعش على مناطقهم في آب 2014 “بمجرد الحصول على مناصب سيادية في كردستان كون المشكلة الأكبر هي في الإيزيديين أنفسهم وفي تشتتهم الواضح وعدم تمركزهم أو تمسكهم برأيٍ وموقف واحد مما يضعف قوتهم“.

ويشدد داؤود بالقول واقعهم سيتغير نحو الأفضل في حال توحدوا حول موقف واضح وصريح على عكس ما نشهده الآن من انقسام“.

المناصب التي سيحصلون عليها

ومع وجود قائمة طويلة من المناصب السيادية والمهمة والحساسة في حكومة الإقليم الجديدة، يستبعد داؤود حصول المكون الإيزيدي على مناصب ذات تأثير حتى بوجود أكثر من 200 ألف نازح ايزيدي في الإقليم“.

يقول مازحاً سيحصولن على منصب مدير الشؤون الإيزدية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالإقليم، ويستطرد ان احتمالية منح هذا المنصب لشخص آخر من دين او مكون آخر واردة في المستقبل في حال بقي الإيزيدييون مشتتين على الأحزاب كما هو الحال الآن، كون المنصب المذكور حصل عليه شخص ايزيدي ينتمي لحزب كردي وليس شخصية مستقلة“.

وتضرر الإيزدييون كثيراً بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مناطقهم في محافظة نينوى في شهر آب من العام 2014، ونزوح مئات الالاف منهم فضلاً عن هجرة أكثر من 100 ألف الى أوروبا.

وبالرغم من تحرير مناطقهم وخصوصاً قضاء سنجار (80 كم) غربي الموصل منذ نحو ثلاث سنوات إلا أنهم مازالوا يفضلون البقاء في المخيمات باقليم كردستان على العودة لمناطقهم المدمرة بشكل كبير والتي تفتقر الى الخدمات مع غياب خطط جدية لإعادة بناء مناطقهم واعادتهم اليها في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة نتيجة تقاطع مصالح أحزاب وقوى محلية عديدة تنتشر في تلك المناطق.

تضحيات وشهداء الإيزديين

يقول مسؤولون ايزيدييون انه رغم التعاطف المحلي والعالمي الكبير معهم ومع قضيتهم وتضحياتهم اثر هجمات داعش وما ارتكبه من انتهاكات، إلا انهم مازالوا يعانون التهميش سواء من قبل حكومة الإقليم أو الحكومة الاتحادية، بحسب ما تحدث به الأمين العام لحزب طريق المستقبل الإيزيدي بشار عمر الذي يقول في حديثٍ خاص لـصباح كوردستان، ان الإيزديين لهم حق على الإقليم أكثر مما هو في المركز كونهم قدموا شهداء وتضحيات كبيرة من أجل القضية الكردية“.

ويشير الى ان الإيزديين يشعرون بالظلم ويعانون من مشكلة ضعف تمثيلهم السياسي ولا يستطعيون مزاولة عملهم السياسي بحرية تامة كما يريدون، مبينا ان القوانين في الإقليم تعطي الحق للتركمان والمسيحيين إلا أنها تهمش الإيزيديين“.

وتوقع الأمين العام لحزب طريق المستقبل الإيزيدي عدم تغيير الواقع الإيزيدي الحالي في ظل الحكومة الجديدة في الاقليم خاصة مع عدم حصولهم على مناصب سيادية بارزة طالب لها نشطاء ايزيدييون“.

وتعد مسألة اعمار مناطقهم في سنجار ومعالجة ملف المفقودين الإيزيديين أكبر مشكلتين تواجهان المجتمع الإيزيدي، ولا يمكن اقناعهم بالعودة الى مناطقهم مع غياب أو ضعف تمثيلهم في المؤسسات الحكومية في الإقليم والعراق فان شعورهم بالتهميش ومن ثم عدم الإستقرار يتصاعد الى حد دفعهم للهجرة باستمرار خارج البلاد. بحسب نشطاء ايزيديين.

وبحسب احصائية لمكتب انقاذ المختطفين الإيزديين فان عدد الإيزديين في العراق كان نحو (550,000) نسمة، نزح منهم بعد هجمات داعش نحو (360,000) شخص تاركين مناطقهم السابقة، فيما قتل في الأيام الأولى من سيطرة داعش (1293) شخصاً.

وبحسب الاحصائية فان التنظيم الارهابي خلف عدد كبير من الأيتام، الأيتام من الأب (1759)، ومن الأم (407)، ومن الوالدين (359)، والأطفال الذين كل من الأب والأم بيد داعش فيبلغ (220)، ليصبح المجموع الكلي للأيتام هو (2745).

واكتشفت في سنجار بعد تحريرها والى الان 80 مقبرة جماعية اضافةً الى العشرات من مواقع المقابر الفردية.

ويبلغ عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش (68) مزاراً، واما عدد الذين هاجروا الى خارج البلد يقدر بأكثر من (100,000) ايزيدي.

وكان عدد المختطفين من الإيزيديين يصل تقريباً الى (6417) منهم (3548) من الإناث، و(2869) من الذكور، وبلغ عدد الناجيات والناجين من قبضة داعش الى (3476) ناجٍ منهم الإناث (3548) والذكور (2869) والنساء (1184)، والرجال (337)، والأطفال الإناث (1020)، والأطفال الذكور (935) واما الباقون كمجهولي مصير فهم (2941)، منهم (1344) من الإناث، و (1597) من الذكور.

وكان الأمير حازم بك وهو نجل الأمير الراحل تحسين بكطالب في بيان نشر قبل اسبوعين من رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة الإقليم الجديدة مسرور بارزاني بضرورة اشراك الإيزيديين في الكابينة الجديدة لحكومة كردستان، مؤكداً على ضرورة اشراك الإيزيديين في الكابينة الوزارية الجديدة ومفاصل الحكومة كافة“.

بيد المجتمع الدولي

من جانبه يقول الناشط الإيزيدي فرحان ابراهيم: ان القضية الإيزيدية خرجت من الإطار المحلي الى العالمي وأصبحت بيد المجتمع الدولي“.

وأعرب عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي سيسجل نقطة سلبية على حكومة الإقليم الجديدة في حال عدم اعطاء مناصب سيادية للإيزيديين في الكابينة الجديدة“.

وقال ابراهيم لـصباح كوردستان“: ان سياسة الحكومة الجديدة في كردستان ستكون أكثر انفتاحاً ومقبولية لو أعطت لكل المكونات تمثيلاً سياسياً بحجمها التاريخي والثقافي والانساني، لافتاً إلى أنه بالتأكيد المكون الايزيدي يستحق ان يُمنح منصباً سيادياً مرموقاً في الحكومة الجديدة خاصة انه كان مهمشاً في الحكومات السابقة ولم ينل حقه من التمثيل السياسي المقبول وانعكس ذلك سلباً على واقعهم“.

ويؤكد الناشط الإيزيدي: ان الإيزديين مهمشون ومحرومون من حقوقهم كمكون وهذا ما يصّعب فرضهم لمطالبهم في الحكومة الجديدة بالإقليم، مشدداً على ضرورة انهاء الصراع السياسي القائم على حساب المواطن الإيزيدي وان يكون للايزيدي حساب وثقل كما هو الحال مع أي مواطن كردستاني آخر“.

فتح ملف سقوط سنجار

وطالب فرحان ابراهيم حكومة الإقليم الجديدة بفتح ملف سقوط سنجار بيد التنظيم الارهابي ومحاسبة المسببين لتلك المجزرة، فضلاً عن انهاء السياسة الديمغرافية التي تهدد وجودهم“.

وأكد بوجود رغبة في المجتمع الإيزيدي بأن تخضع المناطق الإيزيدية لإدارة القانون حصراً وليس لارادة الأحزاب وادارتها، مطالباً في الوقت نفسه بتسليم ادارة المناطق الإيزيدية لـأبنائها كونهم الأحق بها مع تخصيص ميزانية ودرجات وظيفية كافية للإيزيديين في مناطقهم كون ذلك من حقوقهم المشروعة والواجب ضمانها“.

أبرز الخطوات

وعن أبرز الخطوات الواجب اتخاذها من قبل حكومة الإقليم الجديدة تجاه الإيزيديين لتحسين واقعهم، اقترح الناشط الإيزيدي تعيين وزير ايزيدي في الحكومة الجديدة شريطة ان يكون مستقلاً ولا ينتمي لأية جهة سياسية وحزبية، وان يمتلك سلطة حقيقية، مشدداً على أهمية تعيين الإيزيديين في السلطات القضائية والادارية والأمنية ومنح السلطة في المناطق الإيزيدية للإيزديين حصراً لادارة شؤونهم الداخلية واعمار مناطقهموانقاذهم من سيل المشاكل التي يعانون منها في الوقت الحالي وسط مصير مجهول يتهددهم من الهجرة والنزوح والتشرد“.

صلاح بابان

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. هناك حديث عن مواقع سيادية،ثقوا حتى لو منح مواقع ما تسمونه سيادية للأيزيديين،لن ولم يكن لهم سيادة بل سيكونون عبيد،والأفضل أن تقولوا منح مراكز عبودية للأيزيدية وكما شاهدنا في الحكومات السابقة كانت هناك وزراء دون سلطة
    ومن يقول عكس ذلك يخدع نفسه ويخدع الأيزيدية.
    كفى النواح على كم فلس يدخل جيب شخص لا يقدم ولا يؤخر من بؤس الأيزيديين.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular