السبت, مايو 18, 2024
Homeاراءدلشاد نعمان فرحان:إعادة تشكيل المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى وإنصاف الشنكاليين فيها، لا...

دلشاد نعمان فرحان:إعادة تشكيل المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى وإنصاف الشنكاليين فيها، لا في مجلسها الإستشاري

مطلب وإقتراح الشارع الإيزيدي، وحق شرعي قبل فوات الأوان!!

 

بداية لابد من الإشارة إلى أن انتقاداتنا على إنها ليست بهدف التشهير أو التقليل من شأن أحد، بقدر إظهار الحقائق، والدفاع عن مظلومية بني جلدتنا، أينما كانوا، لأنه بدون ذلك لا يمكننا بناء أسس صحيحة لمجتمع موحد، متكامل، يحترم بعضه البعض، ويحترم من يمثله أيضاً، وعلى عكس ما نلاحظه اليوم، حيث الشتائم والتشهير والتسقيط!

وبما أن المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، هو المجلس الذي يعتبر نفسه الممثل الشرعي لأبناء الديانة الإيزيدية، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة يتعلق بأبناء هذهِ الديانة (دينياً، دنيوياً)، لذا عليهِ أن يتدارك بعض الحقائق، ويخطي خطوات جادة حول إصلاحات الأخطاء الذي أرتكبت في السابق، وأجهضت حقوق شريحة كبيرة من أبنائها.

إذ لا يمكن ولأجل صراعات عائلية داخل الإمارة الإيزيدية، وهدفها الاستحواذ على السلطة فقط، حرمان النسبة الأكبر من الإيزيديين من حقهم الشرعي، وبخاصة مر على هذا الصراع ما يقارب ال 90 سنة، مع حدوث تغيرات كثيرة في فكر وإيديولوجيات المختلف عنهم.

إعادة ترتيب البيت الإيزيدي، وابتدائها من المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، خطوة لابد منها، لإنصاف الشنكاليين، إذا كان نوايا القائمين عليها صادقةً تجاه بني جلدتهم، لأن هذا المجلس ليس مقدساً، أو بقدم تأسيس الديانة الإيزيدية، كما يعتقدها البعض! إنما هي حديثة العهد، مع بدايات تأسيس الدولة العراقية.

حيث قبل 1928م لم يكن هناك تسمية بهذا المجلس، إنما فكرة تأسيس مجالس روحانية لجميع الطوائف والأديان في العراق كانت من مقترحات الإنتداب البريطاني (1)، الذي سعى إلى السيطرة على الشعوب التي أحتلت أوطانهم من خلال الدين، وإختيار مماليك الدول العربية من العائلة المالكة في السعودية دليل إستغلالهم للدين من أجل تحقيق أهدافهم.

وفيما يخص الإيزيديين، فقد أوحت الإدارة في الموصل إمكانية تكوين المجلس الروحاني للإيزيديين أبتداءاً من عام 1928م، كما هو الحال عند بقية الأديان في العراق أنذاك، وذلك من أجل إنهاء الصراع فيما بينهم، وسهولة السيطرة عليهم(2).

حيث كان الصراع على الإمارة بين عائلة حسين بك وعائلة سعيد بك قد تفاقم، واتخذ أبعاداً مضرة بالإيزيديين أنفسهم، إضافة إلى الصراع الذي أشتد بين العشائر الإيزيدية الموالية لإسماعيل جول بك (من عائلة حسين بك) وبين ميان خاتون (شقيقة إسماعيل جول بك نفسه، وجدة الأمير الحالي تحسين سعيد بك).

ولأجل بلورة وتوحيد مواقفهم ومطالبهم إزاء الحكومة أو القوى الأخرى، فقد سعت السلطات (بتوجيه من الإنتداب البريطاني) إلى تشكيل هذا المجلس في تلك الأوقات العصيبة التي كانت تمر بها المملكة العراقية(3)، والاحتجاجات المستمرة، وبخاصة من إيزيدي شنكال.

وبما أن الأميرة ميان خاتون، كانت مسيطرة على معبد لالش، وشقيقها إسماعيل جول بك، ذي الشعبية الأكبر عند شيوخ عشائر شنكال أنذاك، وبسبب علاقات الأخير مع بيرسي كوكس (المندوب البريطاني في العراق)، الذي وعده بالإمارة لأجل مواقفه وتعاونه مع الجيش الإنكليزي، أثناء احتلال العراق، وتوصيته لخلفائه بعد إنتهاء مهامه في العراق 1923م، كان لابد على الأميرة التهيؤ لفرصة أفضل.

وهذا ما دفعت ب “ميان خاتون” إلى التماطل عن تأسيس هذا المجلس لمدة أربع سنوات أخرى، حتى تقوي نفوذها وتؤسس المجلس وفق مصالحها العائلية بفرض كامل إرادتها، وبالتالي خلوها من أي معارض من عشائر شنكال، ممن تراصفوا مع شقيقها إسماعيل جول بك، وضدها (4)، وقد ساعدها في ذلك وجود معبد لالش تحت سلتطها.

هذهِ الصراعات العائلية داخل الإمارة الإيزيدية، والتي كانت السبب في حرمان إيزيدية شنكال من استحقاق يجب أن لا يطول تهميشه أكثر، يفترض أن يتدارس من بعد الأن، لكون المجلس ليس مقدساً، ويمكن أن يعيد النظر فيها من جديد، ولكن ليست بصيغة التعين، والاختيار من قبل المجلس الحالي، إنما من خلال إختيار أعضائه من قبل الإيزيديين أنفسهم، وبطريقة ديمقراطية.

وأتمنى من الأمير ومجلسه، أن يعتبروا طرحي هذا بمثابة إقتراح، وتوضيح للحقيقة لإنصاف أهلنا في شنكال، لا كإنتقاد وسيره بإتجاهات أخرى وفق غايات بعض المغرضين، المقربين منهم، لأنني على يقين بأن هذا الطرح إن لم يأخذ مكانه المستحق، فسوف يتسبب بتفتيت البيت الإيزيدي على نحو أكبر مما هو عليه الأن .. وهذا ما لا نتمناه.

……………………………………………………………………………………….
(1) محمد جميل يوسف، السياسة البريطانية تجاه مكونات الشعب العراقي (1921-1928، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الأداب، جامعة بغداد، 1973.
(2) كاظم حبيب، الإيزيدية ديانة قديمة تقاوم نوائب الزمن!، ئاراس، أربيل، كوردستان العراق، 2003.
(3) للمزيد أنظر: شاكر فتاح، اليزيديون والديانة اليزيدية، ترجمة عن الكوردية، دخيل شمو الحكيم، ط1، بيروت- لبنان، 1997.
(4) للمزيد أنظر:
شاكر فتاح، مصدر سابق، ص128 – 132؛ وأيضاً: كاظم حبيب، مصدر سابق، ص99 – 100.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular