السبت, مايو 18, 2024
Homeاراءكارثة الشنكال : حسين سينو

كارثة الشنكال : حسين سينو

غداً  الإثنين 03.08.2020 يصادف الذكرى السابعة على الكارثة والفرمان الذي حل بالشعب الإيزيدي في الشنكال، حيث هاجم أعداء الله والبشرية على الإيزيديين المسالمين، وكان نتيجة هذا الهجوم أستشهاد الآلأف من الأطفال والشيوخ والعجز بالإضافة إلى سبي عشرت الآف من النساء، وكل هذا  كان على مرآة من أعين المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً وأمام  أعين الحكومة المركزية في بغداد وأمام أعين حكومة أربيل والتي لاتكف عن ذكر( لغاية في نفس يعقوب) بأن الإيزيديين هم الأصل والنبع الذي ينهال منه الفكر والثقافة الكردية، ولكن مع الأسف ترك الفرع الأصل بيد داعش الذي سفك الدماء ونهب وقتل وكان سبباً في تشريد حوالي 400 ألف إيزيدي من دياره وجاب الجبال، هذه الجبال هي التي كانت على مرور الدهر صديقه الوفي الذي يحميه من القتل والإبادة الجماعية.

نعم كانت هذه من أـبشع الجرائم التي ترتكب بحق شعب أعزل، الذي يحب الخير والسلام لكل البشرية بغض النظر عن أنتمائهم الديني والعرقي ومايؤكد ذلك هو القول الذي يردده الإيزيدي في أدعيته اليومية ( ياربي أستر  72 قوم ثم أسترنا)، هذا الشعب الذي لم يضر أحد في حياته ترك لقمة صائغة بيد الهمج والمجرمين وقطاع الطُرق.

الشعب الإيزيدي من أكثر الشعوب التي تعرضت في تاريخها إلى أكثر حملات الإبادة الجماعية والتي يندى لها جبين الإنسانية، أبتدائاً من العثمانيين ومروراً بميري كورى ووصولاً إلى داعش  الإرهابي، وطبعاً أن الكثير من هذه الحملات كان للأصدقاء وسوء القرابى يداً فيها، ولم يتم محاسبتهم حتى الآن.

مرت 7 أعوام على هذه الكارثة ولم نرى ولم نسمع بأن من سلم الإيزيديين بدون مقاومة  لداعش قد حكوموا أو سجنوا ، وليس هذا فقط  فلم يحُاسب من قتل عمال الغزل والنسيج من بعشيقة وبحزاني ولم يحاسب من سهل مرور الصهاريج التي قتلت العشرات من الإيزيديين في كل من تل كوجو وكري سبي وشيخ دري ولم يحاسب من هجم على ممتلكات أمير الإيزيديين في الشيخان، وكل هذا كان سبباً في هجرة الكثير من الإيزيديين من أرضهم والتوجه إلى الغربة راكبين أمواج البحر، هذه الأمواج ألتهمت الكثير من أرواحهم، نعم يعرض الإيزيدي نفسه إلى مخاطر الهجرة وذلك بحثاً عن الأمان والسلام لأطفاله، ولكن وبعد صوله إلى بر الأمان ويحط ركابه على أرض التي يرى فيها القليل من الحرية والمساواة،إلا أن المجتمع الجديد له سلبياتهيتأثر بها الإيزيدي كما له الإيجابيات، فصلة القرابى ضعيفة والأسرة مفككة والعاطفة العائلية تكاد أن تكون معدومة وكل هذا له التأثير الجم على ماتربى عليه الإيزيدي في وطنه، حيث العادات والتقاليد والحلال والحرام.

كل هذا الظلم والإضطهاد الذي تعرض ويتعرض له الإيزيديين ولا نرى أي حركة أو أحتجاج من الكثير من منتسبي الأحزاب الكردية ( في أقليم كردستان العراق) التي كانت سبباً في سبي الآف من النساء الإيزيديات من الشنكال، وأنما العكس فمنهم من يفتخر بكل ….. بأن من كان من وظيفته حماية الشنكال قاتل وقاوم ببسالة، ولاأدري أي بسالة فلم نرى شيئاً من هذه المقاومة وأنما رأينا العكس على شاشات التلفاز كيف كان الهروب من ساحة الوغى، ولاأدري متى يستفيق البعض من سباتهم الطويل.

فألف رحمة على أرواح الشهداء والخزي والعار لأعداء البشرية

hisen@hotmail.de

برلين 02.08.2020

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular