الإثنين, مايو 6, 2024
Homeاخبار عامةالقومية الأكثر عزلة في لبنان.. 70 ألف كوردي بدون دعم أو تمثيل...

القومية الأكثر عزلة في لبنان.. 70 ألف كوردي بدون دعم أو تمثيل سياسي

تقرير خاص لرووداو عن أوضاع كورد لبنان

 
يوجد في بيروت أكثر من 10 قوميات مختلفة إحداها الكوردية، وحسب الإحصائيات غير الرسمية يوجد 70 ألف كوردي لبناني.
ويعيش 50 ألفاً من الكورد اللبنانيين في العاصمة بيروت، حيث كانت أعدادهم في سبعينيات القرن الماضي أكثر من ذلك بكثير، كما يعود تاريخ إقامة الكورد في لبنان لأكثر من 800 عامٍ مضى، وكانت هجرة الكورد الأولى للبنان في زمن صلاح الدين الأيوبي.
الكورد حالياً من أكثر القوميات ضياعاً من الناحية السياسية والاقتصادية في لبنان، ويُعد خندق غميق، أحد أكبر الأحياء في بيروت حيث تعيش أكثر من 50 عائلة كوردية في هذا الحي.
قدمت عائلة سلطانة أحمد من شمال كوردستان الى لبنان حينما كان عمرها 6 أعوام، حيث كبرت وترعرعت هناك وتزوجت في بيروت، وأطلقت سلطانة أسماء كوردية على بناتها وهن كوردستان، نسرين، روجين .
كما يتكلم أبناؤها الكوردية اللهجة الكرمانجية الا أن أطفالهم يجدون صعوبة في فهم لغتهم، وحين يتكلمون تبدو قلوبهم مليئة بالشكوى من الوحدة حيث لا سند للكورد في لبنان.
تقول سلطانة أحمد: “الكورد في لبنان كلٌ يلزم بيته وعائلته، هم أيضاً ليسوا أفضل حالاً من غيرهم من العرب لا يهتمون بنا، لا يعطوننا المؤن يقولون أنتم كورد.. لم يعطونا بطاقات الهوية الشخصية إلا قبل سنوات قليلة، لا سامحهم الله ربما هذا هو الدرس الذي تلقوه لا أعرف ماذا اقول نحن متعبون”.
ويقول كوردي لبناني آخر: “نحن مقيدون لا نستطيع القيام بأي إجراء حكومي لقد أعطونا الجنسية لأجل الانتخابات ولأجل مصالحهم الشخصية فقط، اتحداك أنك لو بحثت في كل لبنان لن تجد مختاراً كوردياً كان هناك مختارٌ وحيد قبل سنوات وتوفي، تم سجني 20 سنة لمجرد أنني كورد،  قتلوا مسؤول عملي والصقوا التهمة بي فقط لأني كوردي لا نائب لنا في البرلمان ، قالوا لي ذلك علناً قالوا لا سند لكم اجلب من يساعدك لكن لم يكن لي أحد وحكم علي بالسجن المؤبد، ماذا نفعل لا سند يدعمنا! لو أن الكورد يتحدون كشعبٍ واحد ويكون لهم زعيمٌ واحد سيتمكنون من دعم بعضهم”.
الكورد في لبنان القومية الأكثر فقراً أغلبهم عمال عند آخرين أو يعملون في الأشغال البسيطة، حتى أطفالهم لا يتمكنون من إكمال الدراسة.
حسين يعمل في بيع القهوة “قهوجي” إلا أن كورونا وانفجار المرفأ جعلاه يفقد عمله، ويقول: “حالنا أفضل من غيرنا انهم مضطرون للعمل في العمالة عند غيرهم لتأمين عيشهم، الوضع هنا يختلف عن الكورد في إقليم كوردستان أطفالنا لا يتمكنون من إكمال دراستهم لا يكملون الابتدائية أحياناً مصاريف الجامعات هنا باهظة جداً، وصلت ابنتي للثانوية وتوقفت عن الدراسة، لو لم يكن والداي يتكلمان الكوردية لما كنت تعلمتها إلا أن أبنائي لا يتقنونها لقد كبرنا بين العرب والمسيحيين وأبنائي نشأوا في زمن الحرب”.
هناك البعض ممن جاؤوا إلى لبنان مع نهاية الدولة العثمانية وبداية تأسيس الدولة التركية وبعد المذابح التي ارتكبتها تركيا بحق الكورد حيث اضطروا للهجرة نحو لبنان.
جمعية الكورد اللبنانية الخيرية في بيروت إحدى أقدم الجمعيات اللبنانية وتم تأسيسها عام 1963، محمد ملا أحد أعضاء هيئة التأسيس لهذه الجمعية، وكان عمره 3 سنوات حين هاجر من شمال كوردستان نحو لبنان.
ويضيف: “لقد تفرقنا وانفرط عقدنا مثل الحبات التي تلقى على الصخور، كلٌ مضى في طريقه وحده، من لا يملك أية نقود بقي هنا وهناك من ماتوا، أوضاع الكورد هنا سيئة جداً لم يفتتح أحد لنا المدارس أنا مستعد وفي هذا العمر للذهاب الى المدرسة لو أنني تعلمت كل يوم حرفاً واحداً لكنت تعلمت الآن”.
يقولون في جمعية كورد بيروت إنهم لا يمتلكون أي دعم مادي وهم يؤمنون ميزانية الجمعية على نفقتهم الشخصية كما أنهم يساعدون الفقراء أيضاً ولأن الدولة لا تعطيهم الحق في الدراسة باللغة الكوردية ولا تعير اهتماماً باللغة الكوردية تقوم الجمعية باعطاء دورات في تعليم اللغة الكوردية.
لم يحرم انفجار بيروت الجمعية الكوردية في بيروت من تبعاته حيث تضرر قسم من بناء الجمعية، وهذا كان أحد الصفوف لتعليم اللغة الكوردية في الجمعية الكوردية في بيروت حيث تلقى الآلاف من أطفال الكورد هنا دروساً في اللغة الكوردية.
لكن ولعدم وجود أي ميزانية لدعم سير العمل هنا يتم جمع الأثاث تحضيراً لإغلاق الصف وهكذا يتلاشى الأمل الوحيد في تعلم اللغة الكوردية في لبنان.
يقول أحد أعضاء الجمعية: “مشكلتنا نحن كورد لبنان هي أنه لا أحد يدعمنا في الخارج، توجد مشاكل كبيرة في الدولة اللبنانية ويوجد فيها الكثير من الطوائف فالدروز يدعمون بعضهم والشيعة كذلك وكل طائفة لديها من يدعمها، وحين انفجر المرفأ جاءت المساعدات للجميع من الخارج إلا نحن الكورد لا يوجد لدينا أي اتحاد للعائلات الكوردية والسياسة دخلت بيننا أيضاً”.
أكثر من 300 ألف من كورد لبنان في نهايات 1970 وبعد الأزمات التي مرت فيها لبنان وتراجع الوضع الاقتصادي غادروا لبنان نحو أوروبا وأميركا.
كورد لبنان رغم حصول 90% منهم على الجنسية اللبنانية إلا أنه تم إهمال كورديتهم من ناحية التمثيل السياسي، فهم محسوبون على الطائفة السنية وأكثر من 25 ألفاً من أصواتهم في الانتخابات تذهب للسنة ولا يمتلكون أي مقعد في البرلمان كما أنهم محرومون من التوظيف حتى كعناصر أمن.
ويقول كورديٌ لبناني إن”وضع الكورد في لبنان وضع تعيس شعبٌ وحيد لا سندَ له تنظر له كافة الطوائف الأخرى كما تنظر لليهود نحن لسنا طائفة نحن محسوبون طائفياً على السنة، فلو تم حسابنا كقومية كوردية كان من حقنا أن يكون لنا نائبين في البرلمان الا أنه، يتم حسابنا كشعب كوردي في لبنان من ضمن السنة حتى في التوظيف يوجد شخص وحيد هو عدنان عميرات ضمن تيار المستقبل إلا أن بعض أفراد عائلة عميرات يعترفون بقوميتهم وقسمٌ آخر منهم ينكرون ذلك ويقولون بأنهم ليسوا كورداً”.
زقاق بلاط، خندق غميق، كرنتين، بير حسن وأكثر من 10 أحياء أخرى في لبنان يقطن فيها الكورد، وهم يقولون إن الشيعة مدعومون من إيران والسنة من الخليج العربي والمسيحيون والطوائف الأخرى مدعومون من الدول الغربية، باستثناء الكورد فلا سند لهم وهم القومية الأكثر عزلة في لبنان.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular