الأحد, مايو 5, 2024
Homeاخبار عامةجمال بنجويني.. تعرف على مصور الكاظمي الذي أدهش العراقيين بلقطاته الاستعراضية

جمال بنجويني.. تعرف على مصور الكاظمي الذي أدهش العراقيين بلقطاته الاستعراضية

دفعه عجز النّحاتين والرّسامين في تجسيد الأشكال والصوّر التي طلبها منهم إلى الدخول بعالم التصوير وتجسيد الأشياء التي يرغب بها بيديه التي ذاقت ويلات الهجرة والنزوح منذ نعومة أظافرها.

 

هذه الرحلة الإبداعية أوصلت المصور جمال بنجويني في نهاية المطاف إلى العمل مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ليكون العين الأخرى له ويصوّره بطريقةٍ استعراضية خيالية من زوايا معقدة لم يألفها الشعب العراقي مع رؤساء وزراء سابقين، ليسجّل لنفسه بهذه اللقطات حضورا مميزا في العراق.

 

الوصول للعالمية

ووصلت عدسة بنجويني المولود عام 1981 في قضاء بنجوين في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، إلى المشاركة في معارض عالمية، من بينها متحف الحرب الإمبراطوري في بريطانيا ومتحف نيويورك الحديث (موما) والمتحف الوطني للفن المعاصر في باريس.

 

ونَشرت صوره صحف ووكالات عالمية منها “واشنطن بوست” و”بي بي سي” و”رويترز” و”نيويورك تايمز” وغيرها من المؤسسات الإعلامية العالمية، وهو طالب دكتوراه حاليا في إحدى الجامعات البريطانية بمجال “فلسفة الصورة”.

 

وسعى بنجويني بعد انتقاله إلى المناطق الجنوبية في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 لإظهار الوجه الحقيقي المشرق للحياة بخلاف العدسات الأخرى التي تعمدت إظهار الجانب السلبي للحياة في هذه المناطق، الأمر الذي أغرى وكالات ومؤسسات عالمية بنشر صوره.

 

كما سعى إلى نيل إعجاب المتلقي، معتمدا على طموحه لإجراء تغيير شامل وجديد بعدسته في واقع الإعلام العراقي التقليدي ونقله إلى مستوى العالمية والخروج من المحلية والطابع التقليدي.

 

إعادة هيبة العراق

وشغل مصور الكاظمي الشارع العراقي ولفت الانتباه باللقطات والحركات الاستعراضية والتقاطها من زوايا معقدة وبارزة، ليظهر رئيس الوزراء العراقي أشبه ما يكون ببطل قومي جديد لدى العراقيين، محاولاً من خلال ذلك -حسب حديثه للجزيرة نت- إظهار الجدّية الحقيقية والشجاعة والطاقة والوطنية التي يتمتع بها الكاظمي في العمل.

 

ويقوم الكاظمي بمعالجة عدة مشاكل وأزمات يعاني منها العراق في الوقت الحالي، أما بنجويني فمهمته الأولى والأخيرة هي إظهار حقيقة رئيس الوزراء العراقي وقوته وهو يسعى لإجراء تغييرات في العراق وتلبية ما يحتاجه الشعب، ولا سيما أن الكاظمي لم يأت من خلال صناديق الاقتراع إلى سدّة الحكم، وإنما بطلب من الجماهير الشعبية الغاضبة والمنتفضة ضد الفساد، كما يقول بنجويني.

وللكاظمي ذي الخلفية الإعلامية علاقات واسعة مع صحفيين ومصورّين بارزين لكنه كان دقيقا في اختيار تشكيلته الحكومية والفريق الإعلامي المرافق له في عمله ومنهم المصور بنجويني الذي تربطه به علاقة صداقة لنحو 20 عاما وعملا معا في أكثر من مؤسسة إعلامية.

 

وعزا بنجويني سبب موافقته على العمل مع الكاظمي إلى أن الحكومة التي شكلها قوية وجاءت لإعادة هيبة العراق وخدمة الشعب العراقي، مشيرا إلى أن الاجتهاد هو المعيار الحقيقي لاختياره مصوّرا خاصا لرئيس الوزراء العراقي بعيدا عن العلاقات الشخصية.

 

الهالة الإعلامية

ويقول بنجويني إن صوره تعبر عن واقع حال العراق، وشخصية الكاظمي، ومهمته تكمن في إظهار الشخصية الحقيقية للناس باحترافية في العمل، ولم تكن صور الكاظمي مزيفة وبعيدة عن شخصيته الحقيقية الواقعية، ولم يقم بأي شيء سوى أنه أظهر التمثال الموجود أصلاً في الحجر، وأبدى احترامه لجميع الآراء والانتقادات التي توجه له بالمبالغة في اللقطات الاستعراضية.

 

وفي رده على سؤال للجزيرة نت فيما إذا كان فعلاً نجح حتى الآن في رسم الهالة الإعلامية المناسبة للكاظمي بوصفه رمزا للدولة، أكد بنجويني أنه لم يحقق حتى الآن سوى 10% من هدفه الذي رسمه، واصفا الطريق بهذا المجال بالطويل جدا، واعدا الشعب العراقي بمزيد من الإبداع خلال السنوات المقبلة بالاعتماد على ثقافته المتنوعة ومواهبه المتعددة والمتنوعة.

 

 

وليس من المنطق أن تعيد مجموعة لقطات فوتوغرافية بأسلوب احترافي ثقة المواطن العراقي بوجود مؤسسات متكاملة في العراق بعد سنواتٍ من الإخفاقات على كافة الأصعدة، رغم الظهور اللافت للكاظمي وخروجه للشعب الذي يعاني الفقر وغياب فرص العمل وانتشار السلاح المنفلت بعد وصوله لرئاسة الوزراء.

 

لقطات غريبة

وخاطبت اللقطات الغريبة للكاظمي العراقيين باعتباره رجل دولة وليس رجل حزب، كما يقول المحلل السياسي أحمد الخضر في رده على سؤال للجزيرة نت فيما إذا كانت فعلاً نجحت في إعادة جزء من هيبة الدولة في عهد الكاظمي أم لا؟

 

وساعد التنوع والتدرّج الوظيفي للكاظمي في مجال الصحافة والتوثيق التاريخي باكتسابه خبرة في فن الظهور والتأثير في المقابل وعمله سابقا في حقل حساس جدا وهو المخابرات، وهذا ما يجعل الكاظمي -حسب الخضر- يهتم كثيرا بصورته الإعلامية في كل خطوة سياسية يخطوها ليجعلها مؤثرة أكثر في نفوس المواطنين فضلاً عن خطابه الإعلامي المستخدم الذي كان مهملاً عند من سبقوه من رؤساء الوزراء.

 

وليس هذا المطلوب كما يقول الخضر من الكاظمي تجاه التزاماته للعراقيين حيث توجد مئات الملفات الشائكة التي تحتاج إلى تفكير دقيق لمعالجتها، لذلك لم تكن لهذه اللقطات تأثير قوي على واقع الشعب الذي يُعتبر المحرك الأول لمظاهرات أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

أسفل مستوى النظر

ووظّف بنجويني مستويات وزوايا التصوير بالنزول إلى أسفل مستوى النظر ليمنح شخصية الكاظمي قوة وتأثيرا لدى المتلقي، عكس المعمول به في العراق، بتصوير الشخصية في الكثير من الأحيان من الأعلى مما يجعلها ضعيفة إلى حدٍ ما.

 

وبالغ بنجويني نوعا ما -حسب الخبير في الفنون السينمائية المحاضر بجامعة بابل عماد الخفاجي- في بعض اللقطات بنزوله أسفل النظر ولا سيما في زيارته لبعض المراقد الدينية، لكنه أعطى قوة وهالة لشخصية الكاظمي في أغلب الزوايا وخدمها خدمةً إيجابية.

 

ونوه الخفاجي بأن بنجويني عرّف بهذا الأسلوب الكاظمي بطريقة مختلفة عن المسؤولين السابقين، مجبرا المتلقي على متابعة رئيس الوزراء العراقي من خلال الصور التي تُنشر مع ارتياحه بالتنوع في اللقطات.

 

وأثار بنجويني -بحسب الخفاجي- الشعب العراقي بأسلوبه الجديد وجرأته في توظيف مستويات الكاميرا لشخصية الكاظمي وجعل عين المتلقي لا تشبع من اللقطات المنشورة بتغيير زوايا الالتقاط وعدم تكرار الحركة وهي حالة فريدة وجريئة عكس ما اعتاد عليه المتلقي الذي بات يرى فقط المسؤول العراقي بقالب واحد من مستوى أعلى النظر.

 

ويصف الخفاجي مهنة التصوير بسلاح ذي حدين، إذ بإمكانها أن تخدم الشخصية خدمةً صحيحة أو تسيء لها بإظهارها بطريقة تقليدية غير بارزة، داعيا المسؤولين العراقيين إلى الاستعانة بمصورين محترفين من أصحاب الخبرة للحفاظ على الشخصية والتأثير في المجتمع.

صلاح حسن بابان

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular