الأحد, مايو 5, 2024
Homeاراءابادة الارمن : عزيز شمو الياس

ابادة الارمن : عزيز شمو الياس

نحن الايزيديين ربما بحاجة الى مائة عام أخر أو أكثر ليعترف العالم ويفضح حقيقة ما جرى لنا من حملات أبادة منظمة عبر مراحل التاريخ المختلفة لسبب واحد لا غير (خصوصية معتقدنا الديني وأيماننا بوحدانية سبحانه تعالى) بطريقتنا الخاصة والتي تختلف عن طريقهم.
نبارك الاعتراف المجتمع الدولي وعلى رأسهم أعتراف رئيس أعظم دولة (الولايات المتحدة الامريكية – القطب الواحد).

رغم ملاحظاتي على تسمية (ابادة الارمن) بهذا الاسم كون الحقائق التاريخية تؤكد ان عمليات الابادة تلك ومن ثم التهجير القسري للاقوام المسالمة انما طالت اغلب المجموعات الدينية والاثنية الغير المسلمة التي كانت تعاني من سياسات التطهير العرقي للحكم العثماني الجائر قبل واثناء الحرب الكونية الاولى وبعدها من قبل الحكومات الدولة الطورانية المتعاقبة (تركيا الحالية) لاتباعهم نفس النهج من غبن وظلم متعمد بحق المسيحيين بكافة اطيافهم (الارمن والكلدان والسريان والاشوريين) وكذلك تجاه ابناء الديانة الايزيدية حيث تشترك هذان المكونان مجتمعة في مناطق سكنية متداخلة وتعيش ابنائهم مشاركين في اكثرية القرى والقصبات الخاصة بهم، لذلك لا استبعد الاحتمال الوارد في تسمية الابادة بهذا الاسم الى كون العدد الاكبر من ضحايا تلك العمليات كانوا من (الارمن تحديدا) مقارنة مع اعداد القتلى في غيره من الاطياف المجتمع المسيحي او اعداد المهجرين قسرا من ابناء المكونات الدينية الغير المسلمة الاخرى وربما يكون للحدود المشترك لتلك المناطق مع اراض جمهوريات الاتحاد السوفياتي انذاك ايضا سببا اخر لظهور التسمية بهذا الاسم (ابادة الارمن) خاصة لوقوع مناطق هذه المكونات من ولايات (قارص وسرحد ووان وامد) وتوابعهم بالقرب من جمهورية ارمينيا (ارمنستان) من جهتها الجنوبية الغربية.
في سياق ذاته، لا استبعد مسالة الاتفاق على تسمية هذه الابادة باسم (الارمن) بسبب المطالبات الدائمة للقيادات الدينية لهذا المكون من الجهات الاممية ذات العلاقة الاعتراف الدولي بهذه الابادة وادانتها ومطالبة الحكومة التركية وشعبها علنا بتقديم اعتذار رسمي ومباشر باعتبارهم منفذين للابادة ومن ثم معالجة الاثار المدمرة وارجاع الحقوق المغتصبة لابناء هذا المكون وتعويضهم عن الاضرار المادية والمعنوية، هنا لابد الاشارة الى امر هام في الموضوع وهو احتفاظ المكون الارمني بالوثائق والمراسلات وكافة المستمسكات الخاصة بوقائع هذه المجزرة رغم مرور قرن من الزمان على هذه الاحداث الماساوية مما سهل مهمة البحث عن المزيد من الانتهاكات الفضيعة التي حدثت بحقهم والاطلاع اكثر على الكوارث الدموية التي حلت بهم .. اليوم ونحن أبناء الديانة الايزيدية ما أحوجنا الى المزيد من التسجيل لمسلسل أنتهاكات صارخة وجرائم أنسانية المستمرة بحقنا حيث لا تلكف كثيرا وسيساعد المعنيين يوما كشهادات حية تدين عصابات الجريمة المنظمة (داعش) أصحاب الفكر العفن والنهج القذر أعداء قيم الانسان والحضارة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular