الإثنين, مايو 6, 2024
Homeمقالاتزيد شحاثة: مطر في عالم زرق ورق

زيد شحاثة: مطر في عالم زرق ورق

 

 

لا تذهبوا بعيدا, وتظنوا أن المقصود, مقولة أمين بغداد الشهير عبوب, أن دبي زرق ورق“.. أو أنها الفوازير الرمضانية التي قدمتها الفنانة المصرية نيلي قديما عالم من ورق“.. وبالتأكيد ليس المقصود لون زرقة البحر, أو الورقة ورمزيتها الأدبية.

زرق ورق.. هو تعبير يستخدمه العراقيون للسخرية من الفوضى, و التعايش مع أمور وحوادث, لا مقبولة ولا منطقية.. لكنها تحصل.. وإلا بربكم, ما المنطقي في غرق مليارات الدنانير, وفي أهم مواقع أموالنا.. البنك المركزي؟ ولأي سبب.. وصول المطر إليها!

لو كان الظريف عبوب موجودا, لتقبلنا الموضوع, وبنفس منطق الجهة التي كانت تدعمه, وجود صخرة سببت غرق مدينة كبغداد, ولو كان المبدع فنجان, موجودا, عندما أقترح أن أول مطار بناه السومريون.. لكننا ويا للأسف فقدانهم, فهل محافظنا العتيد, كفاءة سنفتقدها قريبا, ونبقى نتحسر عليها؟!

لم تنتهي بعد ضجة وضع أسمه على عملتنا, وهو ما ذكرنا بحرفي ( الصاد والحاء) الذين وضعها, حاكم البعث وجلاده, على مدينة بابل الأثرية.. حتى جاءنا بحكاية جديدة, عن المليارات الغارقة وتلفها بسبب المطر!

الحق يقال, أن السبب مبتكر, فلم يسبقه إليه أحد, ألهم إلا ظريف بغداد عبوب, لكن هذا الأخير إستخدمه تلميحا لا تصريحا, فقد كانت صخرته هي مركز الحدث.. لكن محافظنا كان أكثر جرأة وحداثة.. و ورغم أن المبلغ كبير, فلا حاجة لتوزيعه على عدة قضايا, فقرر أن المسبب لضياعها مجرم واحد هو المطر, وقد تم القبض عليه.

كثرة أموالنا وثرواتنا, جعلنا لا نهتم كثيرا, لضياع بضعةمليارات من الدنانير هنا وهناك فما قيمتها؟.. لكن ما يهمنا كمواطنين حقا أن لا يغتم المسؤول.. وأن لا تتأثر صحته النفسية, وينتقل هذا الأثر لأسرته الكريمة, وفداه الوطن وأمواله, بل وكل مواطنيه بمختلف درجاتهم.. لا تعلمون أن المواطنين درجات؟! عجيبا.. كيف ذلك!

ألا تعلمون أن هناك مواطنين يحق لهم التصرف بمئاتالمليارات, وهم مواطنو وضعهم مختلفوأخرون يحق لهم بضعةمليارات وهم مواطنو الدرجة الأولى.. وأخرون عليهمالتنازل عن حقوقهم لتوفير تلك المليارات.. والتصرف بها يعني, إنفاقها أو تبديدها أو توزيعها على المقربين أو المحبين, أو إزالة صخرة عبوبيةبها, أو يمكن , إغراقها بالمطر, وكل الخيارات متاحة.. وكما يقرره المسؤول!

لا يهمنا كل ذلك, فالحمد والشكر للرب.. فكل هذا هامشي, والأهم أنه تم الإمساك بالمجرم, وسيعاقب عقابا شديد.. والشكر موصول لمسؤولينا وقادتنا, على إبداعهم وسهرهم وتفكيرهم المعمق, في تقديم الأسباب والمبررات المبتكرة الجريئة المليئة بالحداثوية لسرقتنا, وفشلهم.

وأما المطر المجرم.. فله شأن وحساب عسير سيلاقيه.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular