السبت, مايو 18, 2024
Homeاراءشؤون وشجون ايزيدية : عزيز شمو الياس

شؤون وشجون ايزيدية : عزيز شمو الياس

 

ظاهرة الانتقاد
ايزيديا ..!!

بدءا اقدم اعتذاري للقراء والمتابعين للشاْن الايزيدي وشجونه عن الخطا الذي اقدمت عليه بسبب التعميم في الوصف الذي استهلت به عنوان زاويتي هذه المرة عن مفهوم الانتقاد لدى ابناء الديانة الايزيدية وذلك لمعرفتي المسبقة لمبادي المنطق الذي يرفض امتلاك العامة من الناس في اية مجموعة كانت لوجهة نظر موحدة وبالاخص لظاهرة جدا مهمة في حياة الانسان حيث الصراع المتواصل فيما بينهم ومع التغيرات (الزمكان) في بيئة مليئة بالمتناقضات وهى ظاهرة (الانتقاد)، اما عن سبب اختيار (هذا العنوان) انما كان الغرض منه جذب الانظار واهتمام القراء الكرام عما اود عرضه على بساط البحث للمناقشة ..
هنا لابد من التركيز على مبدا المصارحة التامة اثناء توقفنا مذعورين امام الحالة المتشرذمة للوجود الايزيدي الحالي والبحث في المشهد الماساوي الذي نحن بصدد تحليله ومحاولة ايجاد الحلول الناجعة ومعالجته، كذلك لابد من التمعن اكثر في النتائج الكارثية للحالة الايزيدية الراهنة خاصة بعد الفرمان الاخير (هجوم عصابات داعش الارهابية لعموم مناطق الايزيدية وعلى قضاء شنكال وتوابعه خصوصا في 3/8/2014 وما تلاه) وذلك بوضع النقاط على الحروف كي تصبح المسائل مفهومة اكثر وبادق التفاصيل عند عامة الايزيديين ولتجنب الغموض المتعمد الذي لا يجني نفعا حيث بات وللاسف نهجا تبعه (غالبية..!!) الذين كانوا او لايزالوا في مواقع المسؤولية عن الملف الايزيدي في العراق (تحديدا) وتفاديا لمزيد من الخسائر المتوالية التي تصاب المجتمع ايزيدي ونسيجه الاجتماعي يوما بعد اخر من سلب الارادة ومن ثم تحطيمها بدم بارد والقضاء على ما تبقى من الخصوصية الدينية لابناء هذا المعتقد العريق في ارض مهد الحضارات نتيجة اتباعهم سياسة مسك العصا من الوسط في المراحل السابقة حيث كلفتنا نتائج تلك السياسات الخاطئة ك(ابناء الديانة الايزيدية) خسائر وتضحيات جسام ..
حتى اتجنب الدخول في المهاترات، ساحاول الاستناد على المبادى العامة والعمل بثوابت القانون الفيزيائي الشهير (الرد ورد الفعل) والاستنجاد به ليكن التكافؤ واهمية الادوار ممن كانوا يمثلون الايزيدية كواقع حال (داخليا) او في المحافل (خارجيا) مقياسا لتحمل مسوؤلية النتائج الكارثية عن فشلهم في اداء المهام الملقاة على عاتقهم امام بني جلدتهم اولا وامام انظار العالم اجمع في نهاية المطاف، مع علمنا اليقين بحقيقة موقف التاريخ في هذه حالات حيث لم ولن يكن ذات يوم رحيما لكائن من يكون ..!؟.
بداية لابد لنا الاعتراف بحقيقة مرة (بضم الميم) لا ينبغي تجاهلها واهمالها مهما كانت الظروف والنتائج، ا لا وهى حقيقة تحمل جميع الايزيديين (بمختلف انتمائتهم) قسما مما أصابهم من الفشل وبقدر مسؤولياتهم وادوارهم في التاثير على تغير مسار الاحداث التي اعترضت وتعترض الان سبيلهم من قبل المجاميع الداخلية او بتدخل جهات اقليمية-خارجية ترى في الوجود الايزيدي الفاعل في الساحة او في تنمية مناطق تواجدهم واستقرارها ضررا بالغا لمصالحها لذلك لا تكف تلك المجاميع وذلك الجهات في حك الدسائس الاجرامية المغرضة وتنفيذ الاعمال الارهابية ضدنا ك(ايزيديين)، ذلك المكون العراقي الاصيل بكافة الاساليب الدنيئة وبتخطيط مدروس وترصد مسبق .. !.
باختصار شديد اصبحت ظاهرة الانتقاد السلبي (التجريح والتشهير) عند ابناء الديانة الايزيدية عامة وعند جيله الصاعد والجديد خصوصا مسالة بالغة الخطورة لتصل تخوم خدش الحياء حيث التجاوز على القيم والمبادي من جهة الى التطاول على الرموز الدينية المقدسة والاشد غرابة التهرب من ادنى درجات المسؤولية الاخلاقية ومحاولة اتهام الاخر باي شكل من الاشكال كان والصاق التهم بالغير جزافا ..؟!.
حتى نكون منصفين في طرحنا فان النصيب الاكبر لاسباب الفشل الايزيدي وتحمل المسؤولية مما سبق يقع على عاتق القيادة الايزيدية (بالدرجة الاساس) حيث أثبتوا في أكثر من مناسبة أنهم ليسوا بمستوى تحمل مسؤولية مجتمع حيث افتقاد روح التضحية وغياب صفات القدوة لديهم ليقتدى بها ابناء ديانتهم هذا ما أدى إلى ضياع الارادة وفقدان السيطرة على الأحداث المأساوية اول وقوعها حيث كان بالامكان تفادي العديد من المصائب التي حلت بابناء ديانتنا والكوارث التي لحقت بمناطقنا قبل حدوثها وذلك باحتواء ومعالجة الازمات التي كانت ولا زالت تعترضنا من كل حدب وصوب وذلك لابتعادهم عن الساحة الايزيدية الحقيقية ومن (معبد لالش المقدس – قبلة الايزيديين في العالم اجمع) والغياب عن (شنكال الجريحة) وعن ابناء ديانتهم حيث الاقامة الدائمة في بلدان النعيم (اوربا) في وقت كان لحضورهم ووجودهم الميداني على الساحة الايزيدية وبين ابناء جلدتهم اوقات المحن والمصائب ضرورة ملحة وللأسف كان الغياب والتهرب عن المواجهة موقفا ثابتا، كما لا استثني الرعيل الاول من السادة السياسيين والشخصيات الايزيدية التي كانت ولازالت منضوية في صفوف الاحزاب الكوردستانية المتنفذة في الاقليم والقريبة من القيادات ومراكز القرار من هذه المسؤولية، والحال نفسه بالنسبة للسادة الناشطين والعاملين في منظمات المجتمع المدني المختصة بشؤون الاقليات حيث كانوا معنيين بالامر ويتحملون جزءا من مسؤولية الفشل في ايصال الصوت الايزيدي ومعاناته الى جهات ذات العلاقة والى مصادر القرار بصدق في الوقات العصيبة والسبب في أخفاقهم يعود إلى مشغوليتهم لاداء أدوارا ليست بادوارهم ولا تليق بمهامهم ومسمياتهم ممثلين عن أبناء الديانة الايزيدية رسميا، فبدلا من التنسيق والتعاون فيما بينهم ونقل الحقائق عن ابناء جلدتهم والكوارث التي حلت بمناطقهم ورص الصفوف لمواجهة التحديات ومعالجة الازمات اصبح غالبية هؤلاء الناشطين والمحسوبين على الثقافة من الايزيديين (للاسف) هم انفسهم اطرافا منافسة في الصراعات الدائرة لتنفيذ اجندات تعارض الشاْن (الايزيدي) ووجوده كعقيدة دينية ذات خصوصية معينة لا لشيْ غير الحفاظ على مصالحهم الشخصية وتنفيذ أوامر عليا صادرة من اسيادهم _ حرفيا، اما نصيب النواب والموظفين الايزيديين من المتعاملين مع الجهات صاحبة القرار في حكومة المركز او المنتمين للاحزاب العراقية الاخرى غير الكوردية في (بغداد) ليس قليلا في تحمل مسؤولية هذا الفشل لكونهم يشكلون نسبة لا باس به ويمثلون بدورهم جمهورا فاعلا من الايزيديين ايضا وكانوا اكثر حرية في القيام بالحركة والنشاط من القيود المفروضة على غيرهم وتجاوز خطوطا حمراء تمنع الاخرين من اداء مهام ومسؤوليات مشرفة ينتظرها العامة داخل الإقليم والعراق وفي الخارج خاصة حين كانت الفرص مؤاتية ونسبة (٨٥٪) من مجموع الايزيديين يدعمون هكذا نوع من النشاط وكانوا مساندين لهم عن قناعة لكن للأسف كانت أدوار القائمين لاداء تلك المهام والمسؤوليات هامشية خجولة وغير فعالة ابدا والسبب الرئيسي يعود إلى انقسامهم على أكثر من جبهة ولكل واحدة من تلك الجبهات اجنداتها ومصالحها اولا ومن ثم شؤون وشجون الايزيديين شرط أن لا تكون بالضد من أهدافهم ..
اما عن أيزيدييو المهجر والجاليات الايزيدية في دول الشرق والغرب من جغرافية عالمنا اللامتناهي، اعتذر الحديث عن نشاطهم في هذا الشان وما ألت اليه محاولاتهم فينهاية المطاف لقلة معلوماتي بهذا الخصوص حيث لا أعلم غير الشيء القليل عن تلك الفعاليات ولا استبعد ان يكون خطواتهم وحالتهم كخطواتنا وحالتنا نحن ايزيديي الداخل حيث مرضنا المزمن في عدم تقبل الاخر والانانية والصراعات الغير شريفة والمتواصلة من أجل المصلحة الخاصة والتقرب من الاحزاب المتنفذة والشخصيات المؤثرة والعمل بكافة الأساليب لكسب رضى أصحاب القرار على امل الحصول على درجة وظيفية خاصة جراء مساندتهم وتأييدهم او لنيل منصب شرفي من أجل الامتيازات والراتب لا اكثر وعلى حساب الايزيدياتي البريئة منا ومنهم براءة الذئب من دم يوسف.

ملاحظة
لكي لا يفسر ما كتبته أعلاه من كلمات خطا اعتذر واعتذر جدا من أفراد جالياتنا الايزيدية حيث كانت الظروف الغير آمنة سببا مباشرا لظاهرة الهجرة والاجبار في اختيار الغربة وترك ذويهم وعوائلهم عن الديار والوطن مرغمين _ اعتذر من المجنسين منهم والمقيمين والمستجدين بعد جميعا _ اعتذر منهم فردا فردا استثني منهم فقط المجموعة الايزيدية التي تستغل مواسم الحصاد السياسي اثناء الدورات الانتخابية وعند تشكيل الحكومات في الإقليم والمركز وعند قرب مواعيد توزيع الحصص _ وحصول كل طرف على حصته من كيكة السلطة لينال جزءا منها جراء خدماته الغير مجانية …
(والله من وراء القصد).

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular